طالب زعيم فصيل بارز في
مليشيات الحشد الشعبي في
العراق؛ بتحويل ملف العناصر الهاربة من جبهات القتال إلى مسؤولية الجهاز الاستخباري، من أجل التعامل معه، في حين كشف مصدر في القيادة الموحدة للفصائل الشيعية عن اجتماع موسع تم عقده للبحث في الحلول الممكنة لإيقاف ظاهرة الهروب المستمرة والمتزايدة.
وبحسب كتاب رسمي حصلت "عربي21" على نسخة منه، فإن الأمين العام لكتائب "التيار الرسالي" عدنان الشحماني؛ طالب مديرية الأمن الوقائي بالتعامل مع قائمة مطولة من أسماء عناصر الحشد الهاربين من جبهات القتال.
وقال مسرب الوثيقة؛ إن القائمة المرفقة بالخطاب الرسمي تضمنت 132 اسما، وهي لأشخاص هربوا من جبهات القتال في النصف الأول من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، مضيفا بأن جميع هولاء هربوا من المعارك الدائرة على مشارف محافظة الأنبار، غرب العراق، وقاطع عمليات كتائب التيار الرسالي.
وأضاف المصدر في تصريح لـ"عربي21" إن جهاز الأمن الوقائي التابع لمليشيات الحشد سيقوم بمراقبة منزل العنصر الهارب، ومنطقة سكنه في محاولة للقبض عليه ونقلة إلى مركز الاستجواب والتحقيق التابع للفصيل العسكري الذي يتبع له، مبينا أن هذh الإجراء يعد غير مجد، كون أغلب الأشخاص الهاربين سافروا إلى الخارج، وتحديدا نحو تركيا التي ينطلقون منها في رحلة الهجرة نحو الدول الأوربية.
من جهته، أقر القيادي في مليشيات الحشد الشعبي، علاء رضا الكلابي، بوجود حالات هرب في بعض قواطع العمليات في محافظتي صلاح الدين والأنبار، مشيرا إلى عقد اجتماع موسع في بغداد بهذا الخصوص، بحضور أغلب قادة الفصائل المنضوية تحت لواء الحشد.
وبين الكلابي، في تصريح لـ"عربي21"، أن مجموعة حلول تم طرحها في هذا الاجتماع لمواجهة هذه الظاهرة، ومنها العمل على زيادة المخصصات المالية الممنوحة للمقاتلين، بالإضافة إلى التركيز على توسيع برنامج التربية الروحية والعقائدية، على أن يقوم بها رجال دين متخصصون في هذا الموضوع.
ونفى الكلابي أن يكون هبوط الروح المعنوية هي الدافع في حالات الهرب؛ التي قال إنها تكون في الأغلب بسبب الحالة الاقتصاية الصعبة، أو الأوضاع العائلية، أو ظروف خاصة بالعنصر المنسحب من جبهة القتال.
وأضاف: المليشيات تقوم بالتعويض البشري المستمر للعناصر التي تقتل أو تصاب أو تنسحب وبشكل فوري، بحسب قوله.
وفي هذا السياق، يؤكد مقاتل سابق في كتائب الإمام علي، المنضوية ضمن الحشد الشعبي، أنه حين انخرط في القتال منتصف العام العام الماضي؛ كان يتصور أن العمليات العسكرية لن تطول أكثر من أسبوعين أو شهر كامل على أكثر تقدير.
ويضيف المقاتل الذي يكني نفسه (لأسباب أمنية) بـ"أبي رقية"؛ أنه بعد أن أمضى سنة و23 يوما في جبهات القتال، قرر ترك الجبهة والاهتمام بشؤون عائلته الصغيرة، المؤلفة من زوجة وولد يبلغ من العمر ثلاث سنوات، مشيرا إلى أنه انتهى من تصفية جميع ممتلكاته المنزلية استعدادا لسفره إلى تركيا؛ مؤكدا أن مغادرته ستكون بلا عودة.
ويرفض أبو رقية، في حديث لـ"عربي21"، أن يسمي سفره بالهروب أو الانسحاب، ولكنه يقول إنه صاحب نظرة واقعية إلى معركة طويلة ومعقدة، وليس من الإنصاف أن يقتل هو فيها، داعيا المسؤولين ورجال الدين إلى أن يأخذوا نصيبهم من المعركة، ويزجوا بأبنائهم فيها، خصوصا أنهم "أكثر المستفيدين من هذا الوطن"، على حد قوله.
وكانت الحسابات العراقية على مواقع التواصل الاجتماعي قد شهدت مؤخرا حملة موسعة لنشر صور ومعلومات، عن عناصر مليشيات الحشد الشعبي المندسين ضمن قوافل المهاجرين المتجهين إلى أوروبا، في وقت أعلن فيه مركز حقوقي في العاصمة البريطانية عن مباشرته بملاحقة ومقاضاة هذه العناصر بتهمة ارتكاب جرائم ضد المدنيين في العراق.