كشفت رسالة وجهها المراسل السابق بقناة "
الجزيرة" الفضائية، إلى رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، من سجنه، قبل إصدار الأخير عفوه عنه بساعات، الأربعاء، أنه تجاهل التوجه إليه بطلب العفو عنه، وطالبه بشدة برد جنسيته
المصرية، بعد أن أجبر على التخلي عنها.
ونشرت صحيفة "المصري اليوم"، في عددها الصادر الأربعاء، نص رسالة وجهها فهمي إلى السيسي، حملت عنوان: "رسالة إلى الرئيس: عن جنسيتي والقضاء وقناة الجزيرة"، في وقت أصدر السيسي قرارا جمهوريا، الأربعاء ذاته، بالعفو عن بقية محكومية فهمي، البالغة ثلاث سنوات في القضية المعروفة إعلاميا بـ"خلية الماريوت"، المتهم فيها ببث أخبار كاذبة.
وكان فهمي قال بعد إطلاق سراحه إنه فوجئ مع زميله باهر محمد بقرار العفو الرئاسي، وإطلاق سراحهما من السجن. وأضاف: "لا أصدق ذلك.. لم استوعب بعد حقيقة أننا أحرار".
وفي بداية رسالته، التي وجهها فهمي، إلى السيسي، قبل إصداره عفوه عنه، قال إنه سيواصل جهوده لالتماس كل الوسائل القانونية التي تتيح له، رفع الظلم عنه، دون أن يذكر من بين هذه الوسائل "طلب العفو من السيسي".
وشدد فهمي على أن ما حدا به إلى كتابة رسالته هذه هو رغبته في استرداد جنسيته المصرية، التي أُكره على التنازل عنها، ومورس عليه ضغوط من جهات نافذة بشأنها، على غير رغبة منه، أو اختيار، وفق قوله.
وأضاف: "ليست هذه المرة الأولى التي أتحدث فيها عن مثل هذه الضغوط، ويبدو أن من مارس الضغوط خلال مرحلة من عمر القضية، كان يفترض لها مسارا معينا لم يقدر له أن يتحقق لاعتبارات لا أعلمها".
والأمر هكذا، أكد فهمي أنه يريد التركيز على نقطتين: الأولى أن الضغوط التي مورست عليه كانت مشفوعة بإشارات إلى أن بقاءه في مصر مضمون، وأن استعادة
الجنسية ممكنة من خلال إجراءات ميسرة بعد أن تنتهى الجلبة المحيطة بالقضية. والثانية، أن عوامل شتى طبية ونفسية تحالفت وقت أقدم على هذه الخطوة، وأثرت في عزيمته وإرادته وقدرته على الاحتمال، ودفعته إلى قبول ما أُكره عليه، ورفضه في بداية الأمر، وفق قوله.
وتابع: "تتعلق العوامل الطبية بتخوف وقلق مستمرين من نشاط فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (سي) لدي، أو حدوث مضاعفات مرتبطة به، دون أن أستطيع تشخيصها، وعلاجها في الوقت المناسب بحكم ظروف سجني، وبإصابة في كتفي قاسيت فيها ألوانا من الألم، ولم أتلق من الرعاية الطبية ما يساعد على الشفاء منها."
واستطرد: "في هذا السياق، تقدمت بطلب للتنازل عن جنسيتي. ولعل الزمن لو عاد بي ما أقدمت على هذه الخطوة، ولكنني أستطيع أن أؤكد، مطمئنا، أن الأغلبية الساحقة من المصريين اتخذت خلال السنوات الأخيرة مواقف تتمنى لو أتيح لها أن تتراجع عنها".
وعاد فهمي لمخاطبة السيسي فقال: "وُلدت مصريا، وتجرى مصريتي في دمي، وما كان لي أن أرتكب ما يسيء إلى مصر، وإذا كان القضاء رأى أنني أستحق العقاب فإن لذلك سياقاته".
وتابع: "أحمل الجنسية الكندية، وأتلقى عروضا لحمل جنسيات دول أخرى لأسباب تتعلق بظروف عملي، وقضيتي التي تهتم بها جهات كثيرة، ودول شتى، بحكم طبيعتها، لا بحكم شخصي، أو هويتي كفرد. ولكنني في الحقيقة لا أريد إلا جنسية بلدي"، وفق قوله.
وفي ختام رسالته، توجه فهمي بأسلوب مباشر إلى السيسي قائلا: "سيدي الرئيس: أريد استعادة جنسيتي".
ويذكر أن السيسي، أصدر الأربعاء، قرارا بالعفو الرئاسي عن مئة من الشباب المحبوسين على ذمة خرق "قانون التظاهر"، والحالات الإنسانية والمرضية، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وشمل القرار كلا من: الناشطة السياسية سناء سيف شقيقة علاء عبدالفتاح، ويارا سلام، ومحمد فهمي، وزميله باهر محمد، والشاعر عمر الحاذق، وكلهم ينتمون إلى التيار الليبرالي، وليس من بينهم من ينتمي إلى الإخوان أو التيار الإسلامي.
وأشار مراقبون إلى أن قرار السيسي صدر قبل سفره إلى نيويورك بيوم واحد، لإلقاء خطاب بلاده أمام الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس، مؤكدين أنه يستهدف تخفيف الضغوط التي تمارس عليه، فيما يتعلق بالملف الحقوقي البائس في عهده بمصر.