شهدت المئات من مدن وقرى
مصر مسيرات وفعاليات احتجاجية مناهضة للانقلاب العسكري، عقب الانتهاء من أداء صلاة "عيد الأضحى" في الساحات والمساجد بمختلف المحافظات.
ووقعت مواجهات واشتباكات بين قوات الأمن وجماعة الإخوان المسلمين في العديد من المحافظات، خاصة في الإسكندرية، لمنع الجماعة من تنظيم ساحات للصلاة ،كما اعتادت منذ سنوات طويلة.
إصرار على مسيرات العيد
وعلى الرغم من المطالبات العديدة التي صدرت من داخل الإخوان وخارجها لعدم تنظيم مسيرات عقب صلاة العيد تفاديا لوقوع ضحايا يفسد فرحة العيد، أصرت الجماعة على الخروج في عشرات التظاهرات المنددة بالانقلاب العسكري والقمع الأمني للمعارضين.
وقال منظمون لعدد من المسيرات إنهم بذلوا أقصى جهدهم لتجنب وقوع أي احتكاك بين المتظاهرين وقوات الأمن حتى يمر يوم العيد بسلام.
وأوضحوا - في تصريحات لـ "
عربي21" - أن المسيرات تجنبت المرور في الميادين والشوارع الرئيسية، وطافت الشوارع الجانبية فقط، حتى لا تتعرض لاعتداءات من قوات الأمن توقع ضحايا ومصابين، كما حدث في عيد الفطر الماضي الذي شهد مقتل ثمانية قتلى وإصابة العشرات.
حرب الساحات في الإسكندرية
وشهدت محافظة الإسكندرية شمالي البلاد جولة جديدة من المواجهة بين الإخوان المسلمين وقوات الأمن، التي حاولت منع الجماعة من تنظيم ساحات لصلاة العيد.
وأعلنت وزارة الداخلية في بيان لها -تلقت "
عربي21" نسخة منه- أن الشرطة منعت الإخوان من تنظيم ساحات الصلاة التي اعتاد أعضاء الجماعة على إقامتها، وبررت ذلك بأن الإخوان يستغلون الصلاة في أغراض سياسية.
وأكدت الوزارة أن قوات الأمن فضّت بالقوة ساحات الصلاة في عدد من مناطق الإسكندرية، وألقت القبض على 27 من أعضاء الإخوان، بتهمة المشاركة في تجهيز أماكن لصلاة العيد، بحجة المخالفة لقرار وزارة الأوقاف الخاص بتحديد أماكن معينة للصلاة.
من جهتها، قالت الجماعة في بيان لها -وصل "
عربي21" نسخة منه- إن قوات الأمن داهمت 43 ساحة صلاة نظمها الإخوان بالإسكندرية و93 ساحة صلاة أخرى نظمها الأهالي، واستخدمت القوة المفرطة لفض تلك الساحات.
وأكد الإخوان نجاحهم في تنظيم 196 ساحة للصلاة، ومشاركة الأهالي في إقامة مئات الساحات الأخرى، مشددين على أن الأهالي والثوار أقاموا ساحات الصلاة، متحدّين القنابل المسيلة للدموع والخرطوش والرصاص الحي.
مسيرات في معظم المحافظات
وشهدت محافظة الجيزة العديد من المسيرات عقب صلاة العيد، حيث انطلقت مسيرة حاشدة بمنطقة إمبابة، نددت بحكم العسكر. وفي منطقة الهرم، رفع المشاركون في المسيرات أعلام فلسطين وصور الرئيس محمد مرسي وشعار رابعة. وفي العمرانية، شارك المئات في مسيرة أخرى أكدت استمرار الحرك الثوري حتى سقوط الانقلاب. وفي مدينة كرداسة، خرجت مسيرة حاشدة جابت شوارعها على الرغم من تواجد قوات الأمن بالقرب من ساحات الصلاة، طالبت بالحرية للنشطاء من مختلف الاتجاهات السياسية، ونددت باعتقال عشرات الآلاف.
وفي المنيا، جنوبي مصر، شهدت مراكز سمالوط ومغاغة والمنيا مسيرات حاشدة، رفع خلالها المشاركون لافتات تندد بجرائم العسكر، وتعرضت بعضها لاعتداءات من قوات الأمن التي حاولت تفريقها باستخدام طلقات الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وفي الفيوم، انطلقت أكثر من 30 مسيرة جابت العديد من قرى ومدن المحافظة، للمطالبة بإسقاط حكم العسكر، والقصاص للشهداء، وإطلاق سراح المعتقلين، لم يخل عدد منها من اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين، كان أبرزها في مركز طامية الذي شهد اقتحام قوات الأمن لقرية دار السلام لتفريق المتظاهرين، ما تسبب في إصابة العشرات بطلقات الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وفي كفر الشيخ، انطلقت مسيرتان نسائيتان في مدينتي "بلطيم" و"البرلس"، تنديدا بحكم العسكر، وتضامنا مع المسجد الأقصى الذي يتعرض لاعتداءات صهيونية.
وفي الشرقية، مسقط رأس الرئيس محمد مرسي، شهدت المحافظة العديد من المسيرات التي رفعت شعار رابعة وصور الشهداء والمعتقلين.
أما محافظة المنوفية المعروفة بكثرة المؤيدين للانقلاب فيها، فشهدت هي الأخرى تنظيم خمس وقفات احتجاجية عقب صلاة العيد في مراكز بركة السبع والسادات والخطاطبة ومنوف، تطالب بالقصاص للشهداء، والإفراج عن المعتقلين.
وفي مدينة حلوان بالقاهرة، نظمت حركة "نساء ضد الانقلاب" وقفة احتجاجية ضد الانقلاب العسكري والاعتداء على المسجد الأقصى.
كما شهدت محافظات دمياط والبحيرة والقليوبية وبني سويف مسيرات مماثلة، طالبت بالإفراج عن المعتقلين وعودة الشرعية.