حمل عدد من الكتاب الصحفيين
المصريين، السلطات
السعودية، المسؤولية عن حادثة مقتل أكثر من 717 حاجا، إثر التدافع في
منى، منتقدين غياب الشفافية من جانب السلطات السعودية في نقل المعلومات عن الحادثة، متقدمين بعدد من الاقتراحات، حتى لا يتكرر الحادث وفق رأيهم.
فقال عمرو جاد -في مقال بجريدة "اليوم السابع"-، السبت : "النظام السعودي يتحمل مسؤوليته فى الحفاظ على هذه الأعداد -ما يزيد على 3000 حالة وفاة بأسباب مشابهة منذ عام 1990 حتى اليوم"، مؤكدا في الوقت نفسه أن "الجهود المبذولة للتوسعات، وتيسير مشقة الحج لا تخطئها عين".
وأضاف: "على الأشقاء فى السعودية ألا يعتبروا المطالبة بحلول مبتكرة لتلك المشكلات، انتقاصا من جهدهم فى خدمة بيت الله الحرام، فهم بالفعل لا يدخرون أموالا فى هذا الشأن، لكن بعض العقبات لا يزيحها المال بقدر ما تزيحها فكرة خلاقة أو حيلة ماهرة أو تنظيم محكم".
ادعوا له في الوطن
وانتقد محمود خليل، بجريدة "الوطن"، بالعنوان السابق، ما صرح به عدد من المسؤولين السعوديين من أن السبب فى وقوع حادثة
الجمرات عدم التزام الحجيج بالتعليمات.
وعلق خليل: "بعيدا عما رواه بعض شهود عيان، الذين حكوا لوسائل الإعلام تفاصيل ما وقع، وحالة التباطؤ التي ميزت أداء السلطات السعودية، الأمر الذي زاد من عدد الضحايا، فإنني أريد أن أتوقف أمام هذا التفسير الملفت للحادث، المتمثل في "عدم الالتزام بالتعليمات".
وأردف: "لم يوضح لنا هؤلاء المسؤولون ما تلك التعليمات التي لم يلتزم بها الحجيج، ولم يبينوا لنا معنى أن يدفع هذا الكم الهائل من البشر حياتهم ثمنا لعدم الالتزام بالتعليمات".
وأضاف خليل: "حقيقة الأمر... لقد شعرت بأن المسؤولين السعوديين- شأنهم شأن الكثير من المسؤولين العرب -يميلون إلى "لوم الضحية"، وهم يفسرون الحوادث التي تؤدي إلى إزهاق أرواح بشرية، ولوم هؤلاء الضحايا من الحجيج، لا يقل بؤسا عمن يلوم إنسانا مات مدهوسا تحت عجلات سيارة، لأنه هو الذي وضع نفسه أسفل منها".
وتابع: "هذه الطريقة في التفكير تعني أن المسؤول لا يبغي شيئا سوى التفلت من المسؤولية أمام وسائل الإعلام، ولا يريد أن يحل المشكلة، ويتعامل مع أسبابها بما تستحقه من شجاعة".
حادث منى.. حالة عربية خاصة
وتحت هذا العنوان، وصف عبد الناصر سلامة - بصحيفة "المصري اليوم" - "تنظيم موسم الحج"، بأنه "ما زال دون المستوى الذي يأمله كل إنسان، على الرغم من خبرة السنوات الطويلة في هذا المجال، التي من المفترض أن تكون قد أكسبت المنظمين طوال العمر خبرة واسعة في هذا المجال، فما يتم الإعلان عنه من تعويضات مالية يمكن أن يمسح دموع طفل تَيَتَّم بفعل إهمال، أو يعوض أما ثكلى عن ابنها بفعل عدم إحساس بالمسؤولية، وأرملة عن زوجها بفعل قصور من فرد أو جهة"، بحسب قوله.
وتساءل سلامة: "ما بالنا إذا تعلق الأمر بسوء تنظيم، إذ يتردد أن تخصيص ممرين لعلية القوم في عملية رمي الجمرات كان هو السبب في موضوع التدافع الذي أدى إلى هذا الحادث".
وأضاف: "الملفت للنظر ذلك القصور من داخل الدولة المضيفة، ومثيله من داخل مصر، ما يؤكد أنها حالة عربية خاصة، أو بمعنى أوضح، أن النفس البشرية عديمة القيمة، وهي حالة عربية دون منافس، القتلى بالآحاد، كما بالمئات، كما بالآلاف، الله يرحمهم".
واستطرد: "المهم أن الإعلان عن أرقام الوفيات يكون تدريجيا، حتى لا تحدث الصدمة، وكأن إدارة حادث غرق مركب الوراق في يوم عيد الفطر هي التي تدير حادث التدافع بمِنى في يوم عيد الأضحى، الأولى بدأت بسبعة أشخاص، وانتهت بسبعين، والثانية بدأت بتسعين، وانتهت بتسعمائة".
وأردف: "التعويض قد يكون بضعة آلاف من الجنيهات كما الحالة المصرية، وقد يصل إلى مليون ريال كما الحالة السعودية، ولم نسمع عن مخطئ هنا أو هناك عُوقِب على قدر الفاجعة، كما لم نسمع من قبل، وعلى امتداد أعوام شهدت حوادث مشابهة، عن القصاص الحق في وفاة الآلاف ممن لا ذنب لهم إلا أنهم قرروا تحمل المشقة لأداء فرض من فروض الله".
معركة رمي الجمرات
ووفق هذا العنوان، كتب محمد أمين، بجريدة "المصري اليوم" - منتقدا غياب الشفافية في نقل المعلومات - فقال: "نحن أمة تموت بسبب لا شيء... أي شيطان كانت تتدافع لتضربه بالحصى؟ أي شيطان نموت من أجل أن نقذفه؟ حصيلة مروعة للشهداء.. معركة الجمرات كان قوامها 1500 حاج".
وأردف: "لا نعرف الأرقام بدقة، لأن المصدر الوحيد للمعلومة، هو الدفاع المدني السعودي.. هناك عشرات الصحفيين مع بعثات الحج المصرية، لا يعرفون الحقيقة.. ما لدينا من معلومات مصدره واحد فقط.. الطرق مغلقة أمام التنقلات.. والطرق مغلقة أمام المعلومات.. عشرات الفضائيات السعودية لا تذيع غير خبر عاجل فقط!".
وتابع: "أصبح الحج بلون الدم.. رئيس البعثة المصرية نفسه، كان يتلقى الأخبار من مصدر واحد.. ليس هناك صحفي واحد يملك حرية التحرك.. أي عسكري يمكن أن يقول لك: ارجع.. تقف خارج المنطقة.. وقد لا تتمكن من معرفة شيء.. سيقول لك أي عسكري "ارجع يا حاج".
واختتم أمين مقاله قائلا: "لأول مرة أشعر بالعجز.. لا أستطيع تغطية "خبر" على بعد مترات.. كل شىء مغلق.. هناك مشكلة أيضا في ثقافة ممارسة
المناسك.. ملايين ترجم الشيطان معا.. فما معناه؟.. لابد من وقفة"، وفق تعبيره.
الطريق إلى جسر الجمرات
أخيرا، علق رئيس تحرير صحيفة "الشروق"، عماد الدين حسين، في مقاله - بالعنوان السابق بالصحيفة- على الحادث بالقول: "من واقع ما رأيته شخصيا أو مشاهداتي فإنه حان الوقت للبحث في أمور عاجلة أهمها البحث عن طريقة جديدة لسير الحافلات من عرفة، وحتى دخولها منى، وكيفية توقفها، وتحركها طوال الرحلة".
ودعا حسين إلى تطبيق القانون بكل صرامة على الجمعيات المخالفة "التي تتاجر بمشاعر وصحة الحجاج، وتعرضهم للبهدلة خلال هذه الرحلة الإيمانية غير مكترثة إلا بجمع الأموال"، على حد قوله.
وشدد حسين على ضرورة "تنظيم دورات تدريب، وتأهيل لرجال الشرطة السعودية، وكل القائمين على عملية الحج، في كيفية التنظيم، والإدارة، والتعامل مع حجاج، من كل دول العالم"، بحسب تعبيره.