تواصل سلطات الانقلاب العسكري في
مصر العمل المتسارع على إنجاز مشروع
القناة المائية على الحدود مع قطاع
غزة، والتي يقوم على تنفيذها الجيش المصري، وتهدف إلى إغراق المنطقة الحدودية بمياه البحر تمهيدا لهدم الأنفاق على الحدود.
الأبراج العسكرية
ورصدت كاميرا "عربي21" أعمال
تجريف وحفر تقوم بها الآليات والمعدات الثقيلة، على طول الحدود التي تمتد من شاطئ
البحر المتوسط غربا وحتى ما بعد معبر رفح البري شرقا، بطول يصل تقريبا إلى 13 كيلومترا.
وتعمل الجرافات والحفارات العسكرية على
حفر خندق محاط بالرمال من الجانبين، على بعد 100 متر من الحدود الفاصلة مع قطاع غزة، بحيث يمتد داخله أنبوب حديدي بقطر 60 سنتمترا تقريبا، تتفرع منه أنابيب بلاستيكية تمتد في باطن الأرض لضمان وصل المياه في جوفها.
وفي السياق، تجولت كاميرا "عربي21" على طول الحدود، رغم خطورة الوضع الأمني واعتراض الجنود المصريين على التواجد هناك، في ظل قيام قيام الجيش المصري بإجراءات أمنية مشددة لتأمين العمل في تلك المنطقة الحدودية، من خلال الأبراج العسكرية المنتشرة على طول الحدود، ووضع الأسلاك الشائكة، إضافة لتزويد العسكرين في تلك المنطقة بتجهيزات تمكنهم من مراقبة كل ما يحدث على الحدود وداخل مدينة رفح الفلسطينية، بحسب ما رصده مراسل "عربي21".
وشاهد المراسل منزلين مرتفعين تم تحويلهم من قبل الجيش المصري إلى ثكنات عسكرية ومراكز على ما يبدو لإدارة أعمال الجيش في المنطقة العازلة.
تدمير الخزان الجوفي
وعمل الجيش المصري منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على تشريد آلاف العائلات المصرية بعد هدم منازلهم القريبة من منطقة الحدود مع قطاع غزة في منطقة رفح المصرية، لإنشاء منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة، بعمق كيلومترين داخل الأراضي المصرية وتمتد على طول الحدود مع قطاع غزة.
من جانبه، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، أن حركته لا زالت تحرص على علاقات طيبة واستراتيجية مع كل الدول العربية، مطالبا مصر، خلال خطبة عيد الأضحى المبارك التي تابعتها "عربي21"، بوقف العمل في مشروع القناة المائية على الحدود مع الجنوبية للقطاع، لأنه "لا يضر فقط بالبيئة أو البنية التحتية، بل يضر بتاريخ وشعب مصر ودور مصر". وقال: "نحن لا نريد لمصر إلا أن تكون الأولى وسيدة في قرارها، وسيادة هذه الأمة نحو تحرير القدس".
بدروها، حذرت سلطة المياه الفلسطينية في قطاع غزة من أن حفر السلطات المصرية لقناة مائية على الحدود مع القطاع يشكل "تهديدا خطيرا على الأمن القومي المائي للمصريين والفلسطينيين؛ وذلك لأنهم يشتركان في ذات الخزان الجوفي".
وأكد رئيس سلطة المياه مازن البنا، في مؤتمر صحفي عقده في غزة، في 6 أيلول/ سبتمبر، أن ما تقوم به السلطات المصرية من ضخ لمياه البحر شديدة الملوحة "يؤدي إلى تدمير الخزان الجوفي"، موضحا أن ذلك "سيشكل تدميرا للأمن الاقتصادي والغذائي والبيئي".
وبدأ الجيش المصري، الجمعة 18 أيلول/ سبتمبر الجاري، بضخ كميات كبيرة من مياه البحر في بعض تلك الأنابيب الممتدة على ما يبدو في سبيل التجربة، حيث تسربت وأغرقت الأنفاق المتواجدة والمغلقة على الحدود، كما تسربت مياه البحر إلى أراضي المواطنين في مدينة رفح الفلسطينية المتاخمة للحدود المصرية.