استشهد ثلاثة
فلسطينين الأحد برصاص جيش الاحتلال
الإسرائيلي في
الضفة الغربية المحتلة، في حين نفذت عملية
طعن جديدة في إسرائيل اعتقل منفذها بعد إصابة أربعة إسرائيليين بجروح مع تصعيد قد يدفع باتجاه انتفاضة فلسطينية جديدة.
يأتي ذلك بعد استشهاد فلسطينية حامل وابنتها الرضيعة في غارة إسرائيلية فجر الأحد على قطاع غزة.
وأعلنت إسرائيل بعد ساعات من الغارة إحباط محاولة اعتداء بواسطة قنبلة قرب مستوطنة في الضفة الغربية. ويعود آخر هجوم مماثل إلى 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 في تل أبيب بحسب السلطات الإسرائيلية.
وبذلك، يرتفع إلى 24 عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين في مواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية منذ الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، فيما قتل أربعة إسرائيليين.
مقتل فتى فلسطيني.. وبوادر انتفاضة بالقدس والضفة
واستشهد فتى فلسطيني في الثالثة عشرة من عمره مساء الأحد بنيران الجيش الإسرائيلي قرب رام الله، وأصيب عشرون آخرون بجروح، وفق مصدر في وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال محمد عواودة من مكتب الإعلام في وزارة الصحة إن "الفتى أحمد شراكة (13 عاما) من مخيم الجلزون المحاذي لمدينة رام الله استشهد الليلة برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة البيرة".
وأصيب 181 فلسطينيا في مواجهات واسعة، اندلعت الأحد في مدينة القدس وضواحيها، بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
وقالت الناطقة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني "عراب الفقهاء": "أصيب 181 فلسطينيا، بحالات اختناق وبالرصاص المطاطي، في مواجهات انلعت بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية".
وقال شهود عيان: "إن المواجهات تركزت، في مخيم شعفاط، حيث ألقى ملثمون فلسطينيون زجاجات حارقة، على حاجز عسكري، وسيارات للمستوطنين، وقامت مجموعة من المسلحين الفلسطينيين، بإطلاق النار تجاه الحاجز العسكري على مدخل المخيم". وأضاف شهود العيان: "كما اندلعت مواجهات في بلدات أبو ديس وعناتا والرام والعيسوية".
وعند حاجز حوارة قرب نابلس بشمال الضفة، رشق عشرات الشبان الجنود الإسرائيليين بالحجارة فردوا بالرصاص الحي، بحسب مراسلي فرانس برس. واصيب 55 شخصا على الأقل برصاص الجيش الاسرائيلي وفق مصوري فرانس برس.
ووقعت مواجهات قرب الخليل حيث تم تشييع فلسطيني قضى متأثرا بجروحه الأحد، خلفت 12 جريحا بالرصاص الحي والمطاطي.
وتنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد انتفاضتي 1987-1993 و2000-2005.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغوريني إنها أجرت اتصالين هاتفيين بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو "بشأن تصاعد العنف".
وكتبت في تغريدة: "يجب وضع حد لأعمال الإرهاب وتفادي ردود الفعل غير المتناسبة" مع الفعل.
وشهدت الضفة الغربية المحتلة الاحد مواجهات جديدة بين متظاهرين والجنود الإسرائيليين.
عملية دهس إسرائيلي في الشمال.. وتضارب بشأن سيارة القدس
وفي شمال الأراضي المحتلة عام 1948، دهس عربي عمره 20 عاما بسيارة جنديين اثنين وطعن مدنيين إسرائيليين بعد أن غادر سيارته بالقرب من كيبوتس جان شمويل الأحد، وفق الشرطة التي قالت إنها اعتقلت المهاجم.
وتظاهر إسرائيليون عرب مساء الأحد في شمال إسرائيل وقطعوا الطرقات وأحرقوا إطارات مطاطية، بحسب الشرطة.
وعملية الطعن هذه هي الخامسة عشرة ضد يهود وإسرائيليين منذ 3 تشرين الأول/ أكتوبر لكنها الأولى التي ينفذها عربي إسرائيلي وتؤدي إلى إصابات بعد أن شهرت امرأة عربية سكينا في وجه قوى الأمن الذين أردوها قبل أن تهاجم أحدا.
من جهة أخرى، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها احبطت هجوما بواسطة قنبلة في
القدس المحتلة قرب مستوطنة معالي أدوميم.
ووفق آخر رواية للوقائع أدلى بها جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، فإن شرطيا اعترض سيارة كانت تسير على خط مخصص للحافلات وتتابع من قرب سيارة للشرطة فعمدت سائقة السيارة إلى إضرام مواد قابلة للاشتعال كانت تحملها مع عبوة غاز وحاولت الخروج من السيارة وهي تكبر.
وأسفر الانفجار عن إصابة شرطي بجروح طفيفة فيما أصيبت السائقة بجروح بالغة، وهي فلسطينية في الحادية والثلاثين من عمرها.
وشهدت الانتفاضة الثانية هجمات بالقنابل أثارت الرعب بين الإسرائيليين.
اعتقالات في الضفة
وذكر مركز "أحرار" للأسرى وحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال شنت فجر الاثنين حملة اعتقالات واسعة في مختلف مدن الضفة والقدس المحتلة، طالت ما لا يقل عن 35 مواطنا.
ففي مدينة القدس اعتقلت قوات الاحتلال ثمانية مواطنين من بلدة سلوان القريبة من المسجد الأقصى، أما في بلدة عتيل قرب طولكرم، فشنت قوات الاحتلال حملة مداهمات لمنازل المواطنين اعتقلت خلالها ثلاثة عشر مواطنا، وفي نابلس اعتقلت قوات الاحتلال مواطنا من قرية بورين جنوب المدينة، واعتقلت مواطنا آخر من بلدة بيت أمر في الخليل.
غارات على غزة
وفي قطاع غزة، أغار الطيران الإسرائيلي فجرا ردا على إطلاق صاروخ اعترضه نظام القبة الحديدية مساء السبت، وفق ما أفاد الجيش، موضحا أن الغارة استهدفت ورشتين لحماس مخصصتين لصنع الأسلحة.
وقتلت نور حسان (30 عاما) وهي حامل في الشهر الخامس وطفلتها رهف حسان (عامان) وأصيب ثلاثة آخرون في الغارة الإسرائيلية على حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وفق مصدر طبي فلسطيني.
ودفنت الأم وطفلتها في مخيم النصيرات. وقبل ذلك سجي جثمان الطفلة أمام أبيها الجريح يحيى حسان للوداع الأخير.
وقال حسان باكيا: "على إسرائيل أن ترى المكان الذي قصفته. عليها أن ترى من أخرجناهم من تحت ركام المنزل. زوجتي بقيت تحت الركام لنصف ساعة. كنت أسمعها ورأيتها تموت مع ابنتي. زوجتي كانت حاملا في الشهر الخامس. ما ذنبها؟".
وهؤلاء الضحايا هم دليل على هشاشة وقف إطلاق النار الذي أعلن في نهاية آب/ أغسطس في قطاع غزة بعد عدوان إسرائيلي دامي ومدمر.
وحذرت حركة حماس إسرائيل من "الاستمرار" في غاراتها الجوية على القطاع.
وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان الأحد: "هذا الاستهداف دليل على رغبة الاحتلال في التصعيد"، مؤكدا أن الحركة "تحذر الاحتلال من الاستمرار في هذه الحماقات".
وعلى طول السياج الفاصل بين إسرائيل والقطاع، قتل تسعة شبان فلسطينيين الجمعة والسبت بنيران إسرائيلية.
وكان هؤلاء يتظاهرون مع مئات آخرين تضامنا مع الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.
وعاد الشبان الأحد إلى السياج الشائك متحدين الخطر ورشقوا الجنود الإسرائيليين في الجانب الآخر بالحجارة.