مقالات مختارة

هل سيصطحب كيري نتنياهو إلى عمان؟!

1300x600
في المعلومات، أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيزور المنطقة قريبا، من أجل وقف المواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، وزيارة كيري تتم عما قريب. 

وزير الخارجية الأمريكية وردا على سؤال صحفي، رفض التعليق على المعلومات التي تتحدث عن قمة رباعية أمريكية أردنية فلسطينية إسرائيلية، قد يتم عقدها، هذا في الوقت الذي تتحدث فيه مصادر عن احتمال عقد القمة في عمان، وهذا مجرد احتمال. 

في كل الحالات، علينا أن نتحدث هنا بصراحة، فكيري لا يأتي للمنطقة إلا لأجل إسرائيل تحديدا من أجل وقف المواجهات، تحوطا من احتمال نشوب انتفاضة ثالثة، وليس من أجل أي أحد آخر. ما يقال هنا أيضا، أن الأمريكان لا يفهمون على ما يبدو أن إشعال المواجهات أو إطفاءها ليس بيد محمود عباس، واذا كانوا يظنون أن الأمر هكذا فعليهم أن يجتمعوا معه ألف مرة، ويكتشفوا أنه ليس صاحب القرار، فهذه المواجهات لا يوجد خلفها أي تنظيمات، حتى يأمرها عباس، بل لربما لا يمكن اليوم لأي تنظيمات أن تدخل على خط المواجهات لتجيّرها لحسابها، وليتكسب البعض على ظهر الشهداء أو الجرحى أو الأسرى، فهي ليست مواجهات بفعل عمل تنظيمي، أو سلطوي!.

لا تعرف هنا ماهي مصلحتنا في الأردن في عقد قمة رباعية، فنتنياهو على ما هو مفترض، مغضوب عليه في عمان، مثلما يقال لنا، فكيف يتم استقباله، وهو قد نكث بوعوده ألف مرة بشأن المسجد الأقصى، والحرم القدسي. 

هذه قمة رباعية كلفتها مرتفعة جدا على الأردن، داخليا وعربيا، وغدا سيخرج علينا من يقول إن نتنياهو يدنس وجنوده الأقصى، ويقتلون الناس، ونحن نستقبله في عمان، ولسبب وظيفي؛ مساعدته في وقف المواجهات، تحت عنوان آخر يتحدث عن تنشيط عملية السلام. برغم أن تل أبيب تنتقد واشنطن على موقفها الأخير بخصوص اتهامها للاحتلال بكونه السبب في المواجهات جراء ما يحدث للأقصى، إلا أن هذا لا يلغي دور كيري الذي يريد تدوير الأزمة وإطلاق تفاهمات جديدة، وربما جولة مفاوضات، فيما الغاية الأخيرة إطفاء المواجهات في فلسطين. 

نقول بكل صراحة، إن زيارته لن تنجح، لاعتبارات كثيرة، أبرزها أن الاحتلال سيعاود اقتحام الأقصى، وسيسعى لتقسيمه زمنيا ومكانيا، وسوف تواصل تل أبيب قتل الناس، ثم يأتون ليسألوا بكل بلاهة: لماذا يقدم شباب لا ينتمون لأي تنظيمات على طعن اليهود؟!. 

يدا نتنياهو ملطختان بالدم، وقد طعن الأردن مرارا، في نكث وعوده، وليس من مصلحة الأردن استقباله، لا شخصيا، ولا حتى مظلة قمة رباعية، فماذا ستقول الدولة غدا إذا جاء نتنياهو إلى عمان، وبعد ذلك بيومين، أو أسبوعين، أو شهرين، قام الإسرائيليون باقتحام جديد للأقصى ببنادقهم وأحذيتهم، ولحظتها ستكون الكلفة مرتدة علينا نحن. لا نحمّل الأردن فوق طاقته، لكننا نقول بصوت مرتفع: لا تستقبلوه هنا!!. 



(نقلا عن صحيفة الدستور الأردنية)
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع