قال الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، إنّ "السبب الرئيس للمآسي الإنسانية والأنشطة الإرهابية التي تحدث في منطقتنا، هو رئيس النظام السوري بشار
الأسد، الذي قتل 380 ألفًا من مواطنيه".
جاء ذلك في كلمة افتتاحية لقمة المجلس الأطلسي للطاقة والاقتصاد، المنعقدة في إسطنبول، اليوم الخميس، حيث أكد أردوغان أن كافة المنظمات الإرهابية في المنطقة تخدم نظام الأسد بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أن تنظيم الدولة يحظى بدعم من النظام السوري الذي يحصل منه على النفط مقابل المال.
ولفت أردوغان إلى أن الأسد يمارس إرهاب الدولة، و"أنّ من يدعمه، يعد مشاركاً في جرائمه ويتحمّل معه المسؤولية عن الأرواح التي أزهقت".
وأوضح أردوغان أنه لا فرق بين تنظيم الدولة، و"وحدات حماية الشعب" امتداد منظمة "بي كا كا" الإرهابية في
سوريا، مشددا على أن "كل من يقدم الدعم لوحدات حماية الشعب تحت اسم محاربة تنظيم الدولة، وكل من لا يقف على مسافة واحدة من تنظيمي الدولة ووحدات الإرهابيين، يقوم فعليًا بإظهار التسامح للإرهاب بشكل أو بآخر".
ولفت أردوغان إلى تجاهل المجتمع الدولي لأزمة اللاجئين، قائلا: "فتحنا أبوابنا للاجئين، لأننا لا نستطيع تركهم تحت البراميل المتفجرة. نحن نجد أنّ منظمات المجتمع المدني وأصحاب الخير يقدمون مساعدات للاجئين في كافة الولايات التركية".
ونوه إلى أن "المجتمع الدولي وبالأخص دول القارة الأوروبية، تجاهلوا هذه القضية الحساسة، واتخذوا مواقف من شأنها تعميق أزمة اللاجئين".
واستطرد قائلًا: "للأسف، تُركت
تركيا وحيدة في نضالها المشرف الذي تخوضه لمواجهة الأزمات الإنسانية، وتحملت وحدها العبء الاقتصادي والاجتماعي، الناجم عن استضافة 2.5 مليون لاجئ سوري وعراقي، على مدى السنوات الخمس الماضية".
وسلط الضوء على العلاقات التركية-الأوروبية وأهمية تركيا في المنطقة، مشيرا إلى أن موجة اللجوء الأخيرة التي استهدفت دول القارة الأوروبية، أظهرت مجددا أهمية تلك العلاقات، مضيفا أنه "يتوجب على الجميع أن يدرك هذه الحقيقة، وهي أن التعاون بين تركيا والاتحاد الأوروبي، سينعكس بشكل إيجابي على دول منطقة الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية".
وتطرق الرئيس التركي إلى مسألة الاعتداءات العنصرية ضد المسلمين، محذرا من أنه "في حال عدم اتخاذ تدابير تحول دون تصاعد الاعتداءات العنصرية ضد المسلمين، فإنّ المنطقة ستشهد كوارث جديدة، لأن معاداة الإسلام، تعد من أكبر المخاطر والتهديدات، التي تواجه القارة الأوروبية".
وأشار أردوغان إلى انتشار أجواء مشحونة بالسلبية، وسط أحكام مسبقة، وحالات إقصاء، في البلدان التي يشكل فيها المسلمون أقلية دينية، لا سيما في الدول الأوروبية.
وتابع: "نحن كقادة دول إسلامية، نحارب التطرف، وندين جميع أشكاله، وأعتقد أن من حقنا مطالبة الدول الأخرى بسلوك نهج مماثل".
ودعا أردوغان إلى عدم الخلط بين سلوك بعض الأشخاص والديانات التي ينتسبون إليها، قائلا: "لم ولن نقيّم أي دين من خلال النظر إلى سلوك بعض الأشخاص السيئين المنتسبين له، ولن نسلك أبدًا نهجًا من هذا القبيل تجاه المنتسبين لديانات أخرى".