تحدث شهود عيان لـ"عربي21" من داخل مدينة
الموصل عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين بقصف لطيران
التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد
تنظيم الدولة في المدينة الخاضعة لسيطرة التنظيم، منذ أكثر من عام ونصف.
وأوضح الشهود أن القصف طال الخميس معملا للألبان وآخر للثلج في الموصل.
وفي سياق متصل، كشف مصدر خاص لـ"عربي21" عن مقتل أكثر من ثمانية مدنيين، في قصف جوي لطيران التحالف الدولي استهدف مبنى بلدية نينوى.
وأضاف المصدر أن ضربة جوية ثانية للتحالف الدولي استهدفت ساحة لوقوف السيارات قرب مديرية زراعة نينوى، أسفر عنها مقتل وإصابة أكثر من عشرة مدنيين، وأضرار لحقت المبنى، إلى جانب إحراق أكثر من 20 سيارة مدنية.
وألمح المصدر إلى أن ضربات التحالف الدولي أصبحت عشوائية مؤخرا، وخصوصا بعد أحداث باريس، مبينا أن طائرات رافال فرنسية شاركت بالقصف على الموصل، الذي أسفر عنه مقتل وإصابة العشرات من المدنيين.
وذكر المصدر ان الموصل شهدت أكثر من 70 غارة لطيران التحالف الدولي، شنتها مقاتلات كندية وفرنسية وأمريكية، استهدفت مواقع مفترضة لتنظيم الدولة محددة مسبقا كأهداف للتحالف، إلا أن عددا غير قليل من المدنيين لقوا حتفهم جراء تلك الغارات.
من جانبها، كشفت مصادر طبية من داخل مستشفى الجمهوري في الموصل، أن الغارات الفرنسية الأمريكية على المدينة، تسببت في الأيام الماضية بمقتل 36 مدنيا بينهم 11 طفلا دون سن الثانية عشرة، وتسع نساء.
وأكدت المصادر أن القصف المكثف أسفر عن مقتل عدد من مسلحي التنظيم، فيما دعا القيادي في اتحاد القوى، محمد الدليمي، التحالف الدولي إلى ضبط النفس والتأني في الضربات الجوية، لأن التقارير الأخيرة تؤكد سقوط أبرياء بالقصف.
وأوضح الدليمي لـ"عربي21"، أن القصف الأخير "لا يتسم بالدقة، وعلى الأمم المتحدة فتح تحقيق بسقوط مدنيين بينهم أطفال، بالغارات الفرنسية الأمريكية".
من جانبها، أكدت قيادة عمليات نينوى، في بيان لها، أن هناك تنسيقا مع طيران التحالف الدولي لضرب أهداف "منتخبة" لتنظيم الدولة في الموصل، حسب نص البيان.
الفلوجة
من جهة أخرى، اشتكى مواطنون من مدينة الفلوجة من أزمة إنسانية ونقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، بسبب الحصار المفروض على المدينة، وسط انعدام أبسط وسائل العيش، مع غياب المحروقات، وانقطاع تام للتيار الكهربائي، متهمين الحكومة
العراقية بأنها تعاقب أهالي الفلوجة بشكل جماعي، وتفرض حصارا اقتصاديا عليها، فضلا عما تتعرض له المدينة من قصف يومي بالمدافع والطائرات من الطيران العسكري العراقي.
وفي حديث مع محمد، وهو أحد سكان مدينة الفلوجة، قال لـ"عربي21": "تمر مدينة الفلوجة بأزمة اقتصادية كبيرة، حيث انقطاع الرواتب الشهرية الخاصة بموظفي المدينة من قبل الحكومة العراقية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وشح الأدوية في المستشفيات كان له الأثر البالغ.
وأضاف محمد متحدثا عن أسباب ارتفاع تلك المواد وأزمة الكهرباء قائلا: بصورة عامة الأسعار مرهونة بقدرة عبور سيارات الشحن ونقل البضائع من المنافذ؛ فكلما اشتدت الصعوبة ارتفعت الأسعار، وصعوبة إيصالها وتكلفة أجورها هي سبب ارتفاع المواد الغذائية، بسبب ماتتعرض له تلك الناقلات من قصف مستمر بواسطة الطائرات، موضحا أن المدينة محاصرة، ومنافذ العبور للمواد الغذائية تتعرض للقصف بين الحين والآخر.
وبين المصدر أن انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار المحروقات زاد من معاناة السكان، حيث أصبح سعر لتر الوقود المستخدم للتدفئة والطبخ ما يقارب الدولار، ما جعل بعض الأهالي يلجأون إلى استخدام الحطب والفحم وغيرها.
وأشار محمد إلى أن معدل القصف بالصواريخ هو من خمسة إلى عشرة صواريخ يوميا، هذا في الأوقات الطبيعية، أما في حالة حصول هجوم من الطرفين فإن العدد يتضاعف.
وطالب الحكومة العراقية بالتدخل لإيقاف "ما تتعرض له المدينة من إبادة من قصف عشوائي عنيف، ضمن سياسة الأرض المحروقة المتبعة ضد أهالي الفلوجة"، بحسب وصفه، داعيا إلى ضرورة فتح ممرات آمنة لدخول المواد الغذائية والأدوية إلى المدينة.
وفي سياق متصل، تحدث مصدر طبي في مستشفى الفلوجة التعليمي، لـ"عربي21"، عن أن عدد القتلى والجرحى منذ بداية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بلغ 30 قتيلا، وكان من بين القتلى ست نساء، و14 طفلا لقوا حتفهم. في حين كان عدد الجرحى 70، بينهم 25 امرأة، و24 طفلا، بحسب قول المصدر.
وأضاف المصدر أنهم يعانون من ندرة في الأطباء المختصين، وهناك قلة في المستلزمات الطبية، وغلاء في الأسعار.
وبين أن هناك وجودا للمراكز الصحية والأدوية المناسبة في قضاء هيت، لكن الطريق خطير، لتعرضه للقصف المستمر، ما يتعذر على المرضى الذهاب إلى هناك. كما أنه لقلة الدخل المادي وصعوبة العيش يتعذر على المواطنين شراء الأدوية من السوق السوداء.