ذكرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية أن استطلاعا للرأي حول التعاطف مع
تنظيم الدولة بين مسلمي
بريطانيا، أثار استياء الكثير من المسلمين، بسبب الطريقة التي لجأت إليها صحيفة "صن" الشعبية، لإثبات أن واحدا من كل خمسة مسلمين يتعاطف مع التنظيم.
ويشير التقرير إلى أن عددا كبيرا من القراء تقدموا بشكوى ضد الصحيفة لمؤسسة مراقبة المعايير الإعلامية، حيث اشتكوا من خبر الصفحة الأولى الصادرة يوم الاثنين. مستدركا بأنه رغم العنوان الرئيسي التحريضي والمثير للجدل، إلا أن الصحيفة اعترفت بأن غالبية المسلمين البريطانيين، وعددهم 2.7 مليون نسمة، يتبعون الإسلام المعتدل.
وتبين الصحيفة أن "صن" كتبت في الصفحة الأولى: "تعاطف مع الجهاد"، وزعمت أن هذه النتيجة قامت بناء على دراسة مسحية، قامت بها مؤسسة للاستطلاعات استندت إلى مقابلات مع مسلمين وغير مسلمين، أجريت في أعقاب هجمات باريس يوم الجمعة 13 تشرين الثاني/ نوفمبر. مشيرة إلى أن الدراسة وجدت أن نسبة 19% من المسلمين عبروا عن "بعض التعاطف" مع المسلمين البريطانيين، الذين ذهبوا للقتال في سوريا.
ويستدرك التقرير بأن الطريقة التي فسرت فيها الصحيفة النتائج كانت محلا للتساؤل. ولاحظ نقاد الصحيفة أن استطلاعا سابقا أجرته شبكة أنباء "سكاي نيوز" أظهر أن نسبة 30% من غير المسلمين البريطانيين يتعاطفون مع المقاتلين المسلمين في سوريا.
وتلفت الصحيفة إلى أن عنوان "صن" أدى إلى شكاوى غير مسبوقة لـ"منظمة المعايير المستقلة"، وقد تلقت 450 شكوى، وهو أكبر عدد من الشكاوى منذ افتتاحها في 8 أيلول/ سبتمبر 2014.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن الشكاوى كانت أكبر من تلك التي تلقتها المؤسسة حول موضوع كتبته هاتي هوبكنز، الذي وصفت فيه المهاجرين بـ"الصراصير"، وذلك في نيسان/ إبريل من هذا العام. كما تفوقت على كاريكاتير نشرته صحيفة "ديلي ميل" الأسبوع الماضي، وصورت فيه المسلمين وهم يقطعون الحدود الأوروبية وبرفقتهم الفئران.
وتوضح الصحيفة أنه على الرغم من العنوان الرئيسي لـ"صن"، إلا أن الصحيفة اعترفت بمعارضة الغالبية المسلمة للتطرف. ولاحظت الصحيفة أنه من الاستطلاع الذي قامت به "سكاي نيوز" في آذار/ مارس، تراجعت نسبة التعاطف مع الجهاديين من 28%، ولاحظت زيادة في عدد المعارضين للجهاديين من 61% إلى 71%.
وينوه التقرير إلى أن المجلس الإسلامي البريطاني قد انتقد الاستطلاع، وقال في بيان له إنه يهدف "للإثارة". ونقل عن السكرتير العام للمجلس شجاع شافي، قوله: "وجد الكثير من المسلمين صعوبة في تصديق هذا الاستطلاع؛ لأن غالبية المسلمين، وعددهم 3 ملايين نسمة، يشجبون التطرف كما أظهرت عدة استطلاعات، ويقومون بإبلاغ الشرطة عن أي شخص داخل المجتمع المسلم يعتقدون أنه يقوم بالتخطيط لممارسة العنف".
وأضاف شافي أن "العناوين المشبوهة، مثل عنوان (صن) هذا اليوم، لا تساعد. فاستراتيجية (داعش) الكبرى هي تقسيم المجتمعات ومفاقمة الخوف، ويجب ألا نلعب لعبته"، بحسب الصحيفة.
وتورد الصحيفة أن آخرين لاحظوا أن تعبير "تعاطف" غير واضح في السياق، وأن كلمة "الجهاديين"، التي وردت في عنوان "صن"، لم تكن في السؤال، ولم يتم تحديدها في المقابلات التي أجرتها مؤسسة "سيرفيشين"، التي نظمت الاستطلاع عبر الهاتف، بالذين سافروا للانضمام إلى تنظيم الدولة.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن العنوان ربط بكلمة كتبها محرر الصحيفة كلفين ماكينزي، تحت عنوان "هذا الاستطلاع يعني أنه يجب إغلاق حدودنا أمام المسلمين الشباب". وزعمت الصحيفة أنها "كشفت عن الحقيقة التي لا لبس فيها". وقال المتحدث باسمها: "نرحب بعودة البريطانيين المسلمين وشجبهم بصوت واحد لـ(داعش)". ولكنه أضاف أن من يتعاطف مع "مجموعة الموت هم أقلية من المجتمع المسلم، ولكنها أقلية جوهرية".