اتهم رئيس المجلس
التركماني في
سوريا،
روسيا بمحاولة تشريد التركمان من مناطقهم في شمال غرب سوريا.
وتنقل مراسلة صحيفة "إندبندنت" لورا بيتل عن رئيس المجلس عبد الرحمن مصطفى، قوله إن الطيران الروسي يحاول تطهير المنطقة؛ من أجل إنشاء منطقة آمنة لحليف موسكو في دمشق، بشار
الأسد.
ويقول مصطفى في مقابلة مع الصحيفة إن آلافا من المدنيين التركمان أجبروا على ترك منازلهم في المنطقة المعروفة باسم بايربوكاك. ويضيف: "لم يخرج الكثيرون، فمن المستحيل النجاة وسط القصف".
ويشير التقرير إلى أن تركمان سوريا وجدوا أنفسهم وسط اهتمام العالم، بعدما قام الطيران التركي بإسقاط
طائرة روسية "سوخوي-25" في الأسبوع الماضي، وهو ما أثر على الجهود الدولية لإنهاء الأزمة السورية، ومحاولات القضاء على تنظيم الدولة في العراق والشام. وكانت الطائرة الروسية تحلق في شمال أنطاكيا، عندما أطلق النار عليها في منطقة تتركز فيها الأقلية التركمانية.
وتذكر الصحيفة أن القوات السورية مدعومة من حلفائها اللبنانيين، حزب الله، تشن معارك ضد مقاتلي المعارضة السورية، ومنهم عناصر الكتيبة التركمانية، التي تلقى دعما من أنقرة، والتي تعارض بشدة نظام الأسد. ويشترك التركمان السوريون مع الأتراك في العرق واللغة والشك بالتحركات الكردية في شمال سوريا.
وتلفت بيتل إلى أن مصطفى، الذي يشارك مجلسه في الائتلاف الوطني السوري، اتهم روسيا بمحاولة طرد التركمان من المناطق الساحلية. وقال إن الهجمات هي جزء من جهد لتقوية الجيش السوري في المنطقة، التي تعد أيضا معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وهناك من يعتقد أن سوريا يمكن تقسيمها، رغم معارضة الولايات المتحدة لهذا السيناريو، وكذلك رفض الائتلاف الوطني السوري له.
ويعلق مصطفى قائلا للصحيفة: "لو كان هناك تقسيم، وأراد الأسد بناء دولته في اللاذقية، فإن بيربوكاك تعد استراتيجية للأسد، وسيتم طرد التركمان". ويضيف أن المقاتلات الروسية ضربت المدنيين في المنطقة، بما في ذلك مخيمات اللاجئين وسيارة إسعاف. وطالب بمزيد من الدعم قائلا: "على العالم دعمنا".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن روسيا تؤكد أن طائراتها تستهدف فقط مواقع تنظيم الدولة، الذي تعده تنظيما إرهابيا. فيما تقول الولايات المتحدة إن روسيا ركزت جهودها على ضرب مواقع المعارضة المعتدلة؛ من أجل تعزيز قوة نظام الأسد.
وتقول الكاتبة إن روسيا على ما يبدو أرادت الانتقام لمقتل طيارها، وضاعفت من غاراتها ضد جماعات المعارضة السورية في شمال سوريا وحلفائها الأتراك. واتهمت أكبر جمعية للإغاثة في
تركيا، وهي "إي ها ها"، الطيران الروسي بقصف مخبز تابع لها في مدينة إدلب. وقالت إن المخبز يقدم خبزا يوميا لـ40 ألف سوري.
وتورد الصحيفة أنه في الوقت ذاته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يرصد الضحايا السوريين منذ بداية الثورة، إن عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا منذ بداية التدخل الروسي وصل إلى 485، منهم 117 طفلا.
ويكشف التقرير عن رفض مصطفى مزاعم الروس بأنهم كانوا يستهدفون المدنيين. وفي الوقت الذي يعد فيه التركمان جزءا من المعارضة السورية، فإنهم تعاونوا مع جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وهو ما نفاه مصطفى قائلا: "ليسوا في مناطقنا"، أي جبهة النصرة، "ونحن نعمل في مناطق مختلفة".
وتستدرك بيتل بأن أشرطة فيديو نشرتها جبهة النصرة أظهرت مقاتليها وهم يقاتلون في جبل الزاوية، الذي أمنه المقاتلون التركمان قبل فترة، من فرقة الساحل الثانية التابعة للكتيبة التركمانية.
وتبين الصحيفة أن مصطفى لم ينف تلقي مقاتليه الدعم من أنقرة. وعندما سئل عن إرسال المخابرات التركية شاحنات من الأسلحة العام الماضي، أجاب: "كل ما أقوله هو أن الدولة التركية دعمتنا دائما".
وينوه التقرير إلى أن مصطفى دافع عن قرار تركيا إسقاط الطائرة الروسية، ولكنه لم يعلق عما يتعلق بقتل الطيار الروسي. وزعم قائد تركماني أن مقاتليه قتلوا الطيارين، قبل أن يتضح أن أحدهما نجا، ونقل إلى روسيا. ورفض مصطفى شجب العملية، وقال: "الطيار كان يقوم بقتلنا، لم يكن هنا سائحا".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أنه في الوقت ذاته، فقد استمرت المواجهة الدبلوماسية بين البلدين، حيث رفضت تركيا الاعتذار عن إسقاط الطائرة، فيما رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقابلة نظيره التركي رجب طيب أردوغان في قمة المناخ المنعقدة في العاصمة الفرنسية باريس. وجاء هذا في وقت كشفت فيه صحيفة "الرأي" الكويتية عن خطط روسية لفتح قاعدة عسكرية ثانية في سوريا.