بحضور 150 رئيس دولة وحكومة، افتتح أكبر مؤتمر دولي حول المناخ رسميًا صباح أمس الاثنين في
باريس، حيث جميع الرؤساء مطالبون بضرورة التوصل إلى اتفاق من أجل إنقاذ الأرض، والدول مطالبة بتحمّل مسؤولياتها إزاء الاحتباس الحراري.
وعند افتتاح المؤتمر الاستثنائي، وقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند والصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ونظراؤهم من كل أنحاء العالم، دقيقة صمت تكريمًا لضحايا الهجمات الأخيرة في عدد من الدول من بينها فرنسا.
وقال هولاند: "لست أوازي بين مكافحة الإرهاب والتصدي للتغيّرات المناخية.. إنهما تحديان عالميان علينا مواجهتهما".
وتابع: "مسؤوليتنا أن نحافظ على كوكب محمي من الكوارث"، مضيفًا أن المؤتمر الحالي هو "أمل كبير لا يحق لنا أن نخيبه.. علينا أن نقرّر هنا في باريس مستقبل الكرة الأرضية".
ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يتولى رئاسة المؤتمر إلى "السعي لتحقيق النجاح التاريخي الذي يتوقعه العالم منا في هذا المؤتمر". وقال فابيوس أمام مندوبي 195 بلدًا قبل بدء قمة رؤساء الدول: "لا يزال أمامنا الكثير من العمل، النجاح بمتناولنا ولو لم نبلغه بعد".
وخلال المؤتمر، سيعبر كل قائد بدوره ولثلاث دقائق كحد أقصى، عن التزام بلاده حول المناخ من أجل إعطاء "دفع سياسي" للمفاوضين الذين استأنفوا عملهم اعتبارًا من مساء أمس الاثنين.
ويشارك في المؤتمر عشرة آلاف مندوب ومراقب وصحفي، ليكون بذلك أكبر مؤتمر للأمم المتحدة حول المناخ يضم أكبر عدد من قادة الدول خارج الجمعية العامة السنوية للمنظمة الدولية، وأكبر تجمّع دبلوماسي في تاريخ فرنسا.
وبات مثبتًا أن حرارة الأرض تزداد ارتفاعًا بسبب الغازات الناتجة عن احتراق مصادر الطاقة الأحفورية، وممارسة بعض أساليب الإنتاج الزراعي وقطع الأشجار بشكل متزايد كل عام.
ومن باكستان إلى جزر في المحيط الهادئ، ومن كاليفورنيا إلى كروم فرنسا، ينعكس اختلال المناخ بشكل كبير على مناطق بكاملها متسببًا بالجفاف وتراجع السواحل أمام
البحار وتآكل الشعب المرجانية، نتيجة ارتفاع نسبة الحموضة في المحيطات.. ويخشى العلماء إذا ارتفعت حرارة الأرض بأكثر من درجتين مئويتين أن يؤدي ذلك إلى حصول أعاصير بشكل متكرّر وتراجع العائدات الزراعية وارتفاع مياه البحار لتغمر مناطق مثل نيويورك وبومباي.
وقال الأمير تشارلز من على منصة المؤتمر الاثنين: "عبر تغيير المناخ نكون نحن من رسم دمارنا بأنفسنا". وتحضيرًا لمؤتمر باريس، عرض قادة 183 بلدًا من أصل 195 خططهم لخفض الانبعاثات، وهي مشاركة كاد أن يفقد الأمل في حصولها، ورغم ذلك فإنه لا يزال ارتفاع الحرارة يسير نحو زيادة بثلاث درجات مئوية. ويبدو أن المفاوضات ستكون صعبة إذ إن جميع الدول لديها خطوطها الحمر التي لا تريد تجاوزها.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، زعماء العالم إلى تسريع تحرّكهم للحيلولة دون زيادة خطيرة في درجة حرارة كوكب الأرض.
وقال إن "التعهّدات التي تقدّمت بها أكثر من 180 دولة لخفض الانبعاثات الغازية المسبّبة للاحتباس الحراري هي بداية طيبة، لكنها ليست كافية لتحقيق السقف المطلوب في الزيادة، وهو درجتان مئويتان مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، والذي يقول العلماء إنه يمكن أن يجنّب العالم عواقب خطيرة".
وأضاف بان كي مون: "يجب أن تكون (قمة) باريس نقطة فارقة".