انطلقت عشرات المسيرات الاحتجاجية في مختلف محافظات
مصر، عقب صلاة الجمعة، للمشاركة في فعاليات أسبوع ثوري جديد دعا له التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب بعنوان "ثورة الكرامة"، ضمن الموجة الثورية الممتدة حتى 25 كانون الثاني/ يناير تحت شعار "ثورة حتى النصر".
وندد المتظاهرون -الذين نظموا مسيرات حاشدة في الكثير من المحافظات - بممارسات سلطة الانقلاب التي وصفوها بالإجرامية والقمعية والفاشلة، مؤكدين إصرارهم على إسقاط النظام، داعين الشعب المصري للمشاركة بقوة في فعاليات 25 يناير المقبل.
ورفع المتظاهرون الأعلام المصرية، وشارات رابعة، وصور الرئيس محمد مرسي، وصور بعض المعتقلين والقتلى على يد قوات الأمن، مرددين هتافات تندد بالانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون، وبتردي أحوال البلاد وتفاقم الأزمات، وأخرى تطالب بالقصاص وتدعو للتظاهر.
ففي القاهرة خرجت تظاهرات معارضة بمناطق "حلوان"، و"المعادي"، وفي الجيزة بمناطق "إمبابة"، و"المهندسين"، و"ناهيا"، و"العمرانية"، و"فيصل"، و"الهرم"، و"العياط"، و"الصف".
وقد انطلقت 23 فعالية ثورية في مختلف أحياء محافظة الإسكندرية استعدادا لإحياء ذكرى يناير، للمطالبة باسترداد مكتسبات الثورة، وذلك في مناطق "الورديات، والعجمي، وبرج العرب، والعصافرو، وسيدي بشر، والمعمورة، والسيوف، والعوايد، وأبو سليمان، والمنتزة، وميامي".
ولليوم الثاني على التوالي، نظم الثوار مظاهرة حاشدة داخل ميدان المنشية أحد أكبر ميادين الإسكندرية، كما خرجت تظاهرتان بوسط المحافظة من مناطق محرم بك والحسرة للتنديد بحالات الاختفاء القسري وأساليب التعذيب على يد الشرطة بمراكز الاحتجاز.
وفي محافظة الفيوم، نظم المتظاهرون الرافضون لحكم العسكر أكثر من 21 فعالية ثورية في العديد من قرى ومدن المحافظة منها "يوسف الصديق"، و"أبشواي"، و"مركز الفيوم"، و"إطسا"، للمطالبة بعودة الشرعية الدستورية وإنهاء الانقلاب العسكري.
ووسط تفاعل من الأهالي والمارة، نظم متظاهرون بمحافظة الشرقية أكثر من 15 مسيرة احتجاجية، انطلقت بمدن ومراكز المحافظة منذ الصباح وحتى الآن في "العدوة" (مسقط رأس الرئيس مرسي)، و"فاقوس"، و"أبو حماد"، و"أبو كبير"، و"العاشر من رمضان"، و"كفر صقر".
وفي محافظة المنيا، نظم المتظاهرون سبع فعاليات تنوعت بين مسيرات وسلاسل بشرية بمدن العدوة ومغاغة وسمالوط والمنيا وبني مزار وملوى وديرمواس.
وفي مدينة ببا بمحافظة بني سويف، اقتحم رئيس المباحث أحمد علي قرني ومعه أفراد أمن يرتدون ملابس مدنية، مسجدا في قرية "منصور"، أثناء صلاة الجمعة، واعتقل ثلاثة أشخاص من وسط صفوف المصلين، دون مراعاة لحرمة وقدسية بيوت الله، وفق شهود عيان.
ونظم معارضون لسلطة الانقلاب
مظاهرات في محافظات المنوفية، والدقهلية، وكفر الشيخ، وبني سويف، والمنيا، ودمياط، والغربية، والبحيرة، وبعض المحافظات الأخرى.
وفي سياق متصل، داهمت قوات الأمن فجر الجمعة، بيوت عدد من طلاب الجامعة والشباب المقيمين بمدينة بلطيم محافظة كفر الشيخ في إطار حملة أمنية بعشرات السيارات التابعة للشرطة، وأسفرت الحملة عن اعتقال طالب جامعي، كما قامت الشرطة بتكسير الأبواب وترويع الأهالي.
وقامت قوات الأمن باعتقال ثمانية من أبناء مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية من بينهم مجند وشقيقان في حملة ليلية لقوات الأمن، حيث اعتقلت خمسة من أبناء قرية كفر أيوب، واعتقلت ثلاثة أشخاص من قرية الكتيبة.
ويوم الخميس، وجه تحالف دعم الشرعية، في بيان له اطلعت "
عربي21" على نسخة منه، رسالة إلى المصريين، قائلا: "يا أبناء الشعب العظيم، هذه ثورتكم تناديكم فلبو النداء، هلموا إلى العزة والكرامة والحرية التي وفرتها لكم ثورتكم ونزعتها عنكم الثورة المضادة".
وأضاف: "هلموا للخلاص من الجوع والفقر والحرمان والبطالة والشقاء، هلموا لاستعادة وطنكم من عصابة تعتبره ملكا خالصا لها، وعزبة تتوارثها دون استحقاق منذ أكثر من 60 عاما، هلموا لاسترداد إرادتكم التي سلبها منكم العسكر بعد أن أعادتها لكم ثورة يناير فوقفتم في طوابير طويلة على مدار عدة استحقاقات تعبرون عن إرادتكم بكل حرية".
قتيل جديد للإهمال
إلى ذلك، قال مصدر بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب إن معتقلا بسجن وادي النطرون يدعى أحمد محمد عبد الحميد أبو النجا توفي منذ قليل، وذلك بسبب الإهمال الطبي الذي وصفه بالمتعمد من قبل إدارة السجن، وفق قوله.
وأشار المصدر –الذي رفض الكشف عن هويته في تصريح لـ"
عربي21"- إلى أن هذا المعتقل كان مريضا بالكبد وعانى من الكثير من الأمراض، وكانت حالته الصحية سيئة للغاية، ولم تكن هناك أي رعاية صحية له داخل السجن، وأنه بعد معاناة شديدة واستغاثات من أسرته ومحاميه تم نقله لمعهد الكبد للعلاج.
وقال المصدر: "العميد أحمد أبو النجا – رحمه الله- (وهو ضابط سابق بالجيش)، وقف في إحدى جلسات تجديد الحبس الاحتياطي له أوائل 2014 قائلا لقاضيه: شاركت في حرب أكتوبر 73 كضابط عامل، وتعرضت لإصابات شديدة بالصدر أسفرت عن نزع ضلوع من صدري، وكل ذلك فداء وطني، فهل جزائي الآن أن يقبض عليّ من الشارع ويعتدي عليّ البلطجية ويسلمونني للشرطة بدون أي ذنب؟ فكان قرار القاضي حبسه 45 يوما".
وفي سياق متصل، اتهم والد عمرو مهران ضباط شرطة ثان بقسم المنتزه في محافظة الإسكندرية، بتعذيب نجله المذكور حتى توفي داخل القسم الأحد الماضي، ليستمر مسلسل التعذيب في
السجون المصرية.
وقال مهران -في تصريحات صحفية، الجمعة-: "إن نجله تم احتجازه بالقسم على خلفية قضية "سرقة بالإكراه" ملفقة له، موضحا أن نجله لم يسبق القبض عليه، ولا يوجد له أي سوابق جنائية".
وأضاف: "زرته يوم الجمعة الماضي، وكان سليما وبصحة جيدة، وقلت له إننا أحضرنا أوراقا تثبت براءته، لكن بعدها بيومين استدعاني رئيس المباحث وأبلغني بخبر وفاة نجلي".
وقالت والدة المتوفى إن "جثة نجلها في المشرحة حملت أثارا للتعذيب بالعين والكتف والبطن والصدر"، وأضافت: "الحكومة لازم تجيب حق ابني عشان لو مجاش احنا هناخد حقنا بأيدينا".