نشرت صحيفة البايس الإسبانية تقريرا حول مقدم البرامج الكوميدية
المصري باسم يوسف، قالت فيه إن يوسف الذي صعد نجمه في عهد الرئيس محمد مرسي بنقده اللاذع للحكومة، لم يلبث أن اضطر لقطع برنامجه ومغادرة البلاد بعيد انقلاب عبد الفتاح السيسي، لأن صدور العسكر لا تتسع للنقد الكوميدي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنها التقت باسم يوسف، على هامش أيام قرطاج السينمائية في تونس، وقد وجهت له سؤالا حول رأيه في المشهد السياسي الحالي في مصر، فأجاب بنبرة حزينة وتهكمية: "أعتقد أنه مشهد جميل.. بالله عليك ألا ترى أنه مشهد جميل جدا".
وذكرت الصحيفة أن باسم يوسف، الذي بلغ عدد متابعيه أكثر من 40 مليونا في أنحاء العالم العربي، اشتهر بتقديم برنامجه "البرنامج"، قبل أن يضطر لوقف عرضه ومغادرة البلاد في خريف سنة 2013، بعد أن اعتبر عبد الفتاح السيسي أن النكات التي يقدمها تشكل خطرا على نظامه.
وقالت الصحيفة إنها حاولت التحدث مع باسم يوسف حول مسألة الانقلاب والحريات في مصر وإيقاف برنامجه، ولكنه تهرب بذكاء وقال إنه "لا يريد سرقة الاهتمام من الفيلم الذي جاء لمتابعته". وهي حجة اعتبرتها الصحيفة غير مقنعة.
وأشارت البايس إلى أن الإعلام الرسمي في مصر كان قد ادعى بأن سبب وقف "البرنامج" هو وجود خلافات حول بنود العقد بين المنتج وقناة سي بي سي المصرية. ولكن الحقيقة هي أن باسم يوسف تعرض لضغوطات كبيرة من الحكومة سلطت على المشاركين كافة في إنتاج البرنامج، بعد حلقة واحدة تمت إذاعتها بعد الانقلاب، لأنه لا مجال للفذلكة مع حكم العسكر.
وقالت الصحيفة إن باسم يوسف ذاع صيته وصعد سلم النجومية من خلال توجيه النقد اللاذع لمحمد مرسي ومهاجمته في كل مناسبة، وانتقاد المحافظين ورجال الدين عبر سلاح السخرية. وكل ليلة جمعة، كان الناس يتجمعون في المقاهي وفي المنازل أمام شاشات التلفاز، لمشاهدة برنامجه.
وأضافت أن موهبته مكنته من اكتساح العالم العربي، كما أن أبواب النجومية انفتحت له في الولايات المتحدة بعد أن سانده مقدم البرامج الكوميدية الأشهر في الولايات المتحدة جون ستيوارت، الذي يعتبره باسم مصدر إلهام له. وبعد مغادرته لمصر، تلقى باسم يوسف دعوة للعمل لمدة ستة أشهر في جامعة هارفارد.
وذكرت الصحيفة أن باسم يوسف فضل التكتم حول مخططاته المستقبلية، واكتفى بالقول إن "أمامه عدة خيارات في الوقت الحاضر وهو يعكف على دراستها جميعا".
وأضافت أن باسم يوسف يتصف بخفة الدم حتى في غياب عدسات الكاميرا، وربما يكون ذلك مرده للضغوطات التي يتعرض لها، خاصة مع تغير النظام الحاكم في مصر، وانحسار هامش الحريات، أو ربما لأنه لم يكن مستعدا لبلوغ الشهرة والنجومية في هذا الوقت القياسي. فقد كان قبل الثورة المصرية طبيبا جراحا يبرع في إضحاك زملائه في العمل، وتحول فجأة في عهد
الإخوان إلى نجم كوميدي، حتى إن مجلة التايم الأمريكية صنفته ضمن أكثر مائة شخصية مؤثرة في العالم.
وفي سؤال للصحيفة حول ما إذا كان يخطط لمواصلة عرض برنامجه من خارج مصر، أكد باسم أنه "لن يقوم بذلك أبدا، لأنه سيواجه اتهامات بأنه عميل لدول أخرى تدفع له حتى يسيء لبلاده".
وأكدت الصحيفة أن باسم إذا قرر استئناف برنامجه الكوميدي، فإنه لن تعوزه المادة المضحكة التي يؤثث بها عرضه، ففي غياب أي تعددية سياسية أو حرية إعلام في مصر، انخرط الإعلام الموالي للنظام في تقديم روايات هزلية، تصب كلها في خانة نظرية المؤامرة، مثلما حدث خلال تغطية قضية سقوط الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء، حيث تواصل بعض وسائل الإعلام في القاهرة إلى الآن إنكار حالة الفشل الأمني، والتمسك بأن سبب سقوط الحادثة لم يكن عملا إرهابيا.