قال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إن نسبة التوافق بشأن مفاوضات وزراء الخارجية والري بمصر، والسودان، وإثيوبيا، وصلت إلى أكثر من 80 بالمئة.
وأضاف -في اتصال هاتفي مع أحمد موسى، عبر برنامجه "على مسؤوليتي"، على فضائية "صدى البلد"- أنه لم يتم حسم أي أمر في المفاوضات بشأن سد النهضة بالاجتماع السداسي.
وأشار إلى أنه لا صحة لما تردد بشأن فشل المفاوضات من الدول الثلاث حول سد النهضة.
وأوضح أنه سيتم إعلان نتائج جولة المفاوضات مهما كانت.
وشدد -في مداخلة هاتفية ببرنامج "هنا العاصمة" على قناة "سي. بي. سي"، مساء الاثنين- على أن المحادثات بشأن السد ما زالت جارية، وستنتهي خلال ساعات، وننتظر المخرجات الرئيسة من هذه المحادثات.
وكشف أن الدول الثلاث اتفقت على عدم الحديث عن نتائج المحادثات إلا حين الإعلان رسميا عن انتهاء جولة المفاوضات.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية السوداني مد مباحثات الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والري لمصر والسودان وأثيوبيا الذي تستضيفه بلاده ليوم إضافي لبحث النقاط الخلافية بين مصر وإثيوبيا.
وأوضح الوزير إبراهيم غندور أن المباحثات الجارية منذ يومين في الخرطوم توصلت إلى كثير من "التفاهمات" في جو مليء بالثقة المتبادلة، لافتا إلى أن ذلك يؤكد التزام الجميع بالسعي نحو التوافق.
وكان الاجتماع بدأ أعماله الأحد الماضي، لبحث القلق المصري من مشروع سد النهضة ومخاوفها من أن يؤثر المشروع على حصة البلاد من مياه نهر النيل.
القاهرة تطلب زيادة عدد فتحات تمرير المياه
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "الشروق"، الثلاثاء"، أن وزيري الخارجية السوداني والإثيوبي وافقا على دراسة مقترح فني تقدمت به القاهرة لزيادة عدد فتحات تمرير المياه من جسم سد النهضة إلى أربع فتحات بدلا من اثنتين، كما كان مصمما له.
وكان تصميم السد يشمل فتحتين لتمرير المياه تحت جسم السد، وأربع فتحات لتوليد الكهرباء في مستوى جسم السد نفسه، فيما يشمل المقترح المصري زيادة عدد فتحات تمرير المياه لوجود سهولة في تدفق المياه من خلف جسم السد.
ونقلت "الشروق" عن مصادر حضرت الاجتماعات أنه تمت الموافقة على عقد اجتماع على مستوى اللجنة الوطنية للخبراء في أديس أبابا؛ لمناقشة دراسة هذا المقترح المصري، وإمكانات تنفيذه، خاصة مع استمرار عمليات البناء في جسم السد وفق التصميم الفني الأولي لدى شركة "ساليني" الإيطالية.
وقالت المصادر، وفق "الشروق"، إنه تقرر استئناف الاجتماعات مرة أخرى بعد أسبوعين، لكن على مستوى وزراء المياه فقط، لمناقشة آليات التعاقد مع المكتبيين الاستشاريين الفرنسيين، بعد الموافقة على المكتب الفرنسي الجديد "ارتيليا" لتنفيذ 30 بالمئة من الدراسات.
#العسكر_باعو_النيل
وفي سياق متصل، أطلق نشطاء وسما (هاشتاج) جديدا بعنوان #العسكر_باعو_النيل، وتصدر أعلى الوسوم على شبكة تويتر مساء الاثنين في مصر.
إهمال وتراخي
وفي سياق متصل، هاجم نائب رئيس الوزراء
المصري السابق الدكتور حسام عيسى، النظام المصري بسبب فشله في إدارة مفاوضات
سد النهضة.
وقال عيسى في لقاء مع قناة الحياة مساء الاثنين، إن تعامل مصر مع أزمة سد النهضة يتسم بالإهمال والتراخي الشديدين منذ عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك وحتى الآن، مشيرا إلى أن ملف بهذه الخطورة والحساسية كان يجب أن يكون في مسؤولية رئيس الجمهورية وليس الخبراء الفنيين.
وأضاف أن إثيوبيا تتعامل مع مصر بصلف شديد حيث لا تعاني من أزمة مياه وأن توليد الكهرباء لا يحتاج إلى سد بحجم سد النهضة، لافتا إلى أن القاهرة عرضت على أديس أبابا تمويل خمسة سدود لتوليد الكهرباء بقدرات أكبر مما سيولده سد النهضة، ولكن إثيوبيا رفضت.
وأوضح ضعف الموقف المصري في مقابل القوة والدعم اللذات تتمتع بهما إثيوبيا، حيث أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما من زيارة سابقة له لأديس أبابا إن بلاده تدعم حق إثيوبيا فى إنتاج الكهرباء متجاهلا حق مصر فى مياه نهر النيل.
وحول الموقف السوداني، أكد عيسى أن السودان لا يشعر بالخطر من سد النهضة لأن حصته من المياه لن تتأثر في حالة بناء السد، مشيرا إلى أن موقف الخرطوم أقرب إلى موقف أديس أبابا وليس القاهرة كما يعتقد كثيرون، موضحا أن موقف السودان تحركه انتماءات ومصالح خاصة لا تتقاطع مع المصالح المصرية.
"هانطربقه"
وفي أول تحرك مصر مضاد تجاه إثيوبيا، أعلن مجموعة من القراصنة الإلكترونيين المصريين الاثنين اختراق الموقع الرسمي لسد النهضة على الإنترنت.
وترك القراصنة المصريون الذين يطلقون على أنفسهم اسم "الجيش المصري الإلكتروني" رسالة على الموقع مع صورة لنسر يرمز للقوات الجوية المصرية يقول نصها "لن نترككم تمنعون عنا المياه، ننتظر اللحظة المناسبة وحنطربقلكم سد النهضة على دماغكو".
وكانت إثيوبيا قد أعلنت الجمعة الماضية تحويل مجرى نهر النيل، ليضخ المياه داخل سد النهضة وبدء توليد التيار الكهربائي من خلال توربينين كبيرين على جسم السد.
واستقبلت مصر الأمر بشكل فاتر، أثار غضب الكثيرين، حيث أكد وزير الري حسام المغازي أن تحويل مجرى النيل أمر طبيعي.
وعلّق أستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة "نادر نور الدين"، على إعلان إثيوبيا تحويل مجرى النيل بقوله إن إثيوبيا بدأت بالفعل تخزين المياه خلف السد ولن تنتطر حتى يونيو المقبل كما كان متوقعا.
وأضاف، عبر صفحته على "فيسبوك"، هذه رسالة واضحة من إثيوبيا لمصر مفادها "اضربوا رأسكم في الحائط"، وهو ما اعتبره إعلانا واضحا لفشل مصر في ضمان حصتها من مياه النيل.
مطالب بمحاكمة المسؤولين
من جهتها، اتهمت نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق، المستشارة تهاني الجبالي، بعض الدبلوماسيين والوزراء المصريين بأنهم المسؤولون عن تفاقم الأزمة الآن بين مصر وإثيوبيا، حول سد "النهضة".
وقالت -في تصريحات صحفية، الاثنين- إن "وزير الري الأسبق محمود أبو زيد، والدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشؤون القانونية والنيابية، وأشرف راشد سفير مصر لدى إيطاليا، وغيرهم، قدموا معلومات مضللة في عهد الرئيس المخلوع مبارك".
وأكدت أن هؤلاء الأشخاص قدموا مذكرات رسمية إلى مبارك، تفيد بأن سد النهضة لا يقام على مجرى النيل، وقللوا من قيمة السد وقتها وخطورته على مصر، ما أضعف حقوق مصر التاريخية في ذلك، مطالبة بفتح تحقيق وطني في هذا الملف، لمعرفة الأسباب وراء تضليل القرار، مؤكدة أنه "لا بد من محاكمتهم سياسيا".
إعلاميو السيسي يروجون للبلاوي
وعلى صعيد الإعلاميين الموالين للسيسي، قال إبراهيم عيسى إن أثيوبيا أكثر براعة وذكاء من المسؤولين المصريين.
وقال الإعلامي أحمد موسى، إنه حال بدء أثيوبيا بملء خزان سد النهضة، في يوليو المقبل، في وقت الفيضان، ستكون هناك مشكلة كبرى، قائلا: "هتبقى عندنا بلاوي سودة".
وأضاف -خلال برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"- أن "مصر الآن أمام أمر واقع، ولا بد من التعامل معه بالحكمة والهدوء والسياسة، كما لا بد من إعادة الثقة مرة أخرى مع الجانب الإثيوبي والسوداني، وإزالة المخاوف التي زرعها الأعداء بيننا وبين دول أفريقيا"، على حد قوله.
وكانت الحكومة الإثيوبية أعلنت، السبت، تحويل مجرى النيل الأزرق مرة أخرى، لتمر المياه للمرة الأولى عبر سد النهضة بعد الانتهاء من إنشاء أول أربعة مداخل للمياه، وتركيب مولدين للكهرباء، في حين أكدت مصادر أخرى أنه تم منذ أكثر من 40 يوما تحويل مجرى نهر النيل.
ويؤكد تحويل مجرى نهر النيل -وفق خبراء- أن أثيوبيا انتهت سريعا من بناء جزء كبير من سد النهضة، الذي سيتم تخزين المياه فيه، وأنه سيتم توليد الكهرباء خلال أشهر قليلة، ما يهدد بشكل مباشر حصة مصر المائية، ويهدد المصريين بالعطش خلال شهور.
وشهدت أديس أبابا احتفالات كبيرة، وتم إطلاق "الصواريخ"، و"الأغانى الوطنية"، بسبب مرور مياه نهر النيل للمرة الأولى عبر بوابات سد "النهضة"، ومنها إلى الأنفاق، إلى التوربينات.