قال المعلق البريطاني إيان بلاك، إن
الملك سلمان وقع على قرار إعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر
النمر، مع مجموعة من ناشطي تنظيم
القاعدة المتهمين بأعمال تخريبية في البلاد؛ بسبب الضغوط الشعبية للتصرف بحزم.. مشيرا إلى أن الملك عبدالله الذي كان يتميز بالاعتدال لم يكن مستعدا للتصرف بهذه الطريقة.
ويشير الكاتب في تقرير نشرته صحيفة "الغارديان"، إلى وجود مزاعم لم يتم التأكد منها على وسائل التواصل الاجتماعي، وحملة تطالب بمواجهة التأثيرات
الإيرانية، التي عادة ما توضع من خلال البعد الطائفي. واتخذت طابعا مهما في ظل مزاعم تنظيم الدولة بأنه الجهة الوحيدة التي تواجه الشيعة.
وينقل التقرير عن المحلل السعودي محمد خالد اليحيى قوله إن "التركيز على النمر مضلل"، وأضاف أن "النمر كان إرهابيا، وهو واحد من الذين أعدموا، والذين أشاروا إلى دعوته إلى الحرية وحقوق الإنسان فشلوا بملاحظة أن عددا من ناشطي تنظيم القاعدة، الذين أعدموا، استخدموا الشيء ذاته. فالدعوة للحقوق ليست رخصة للانخراط في الإرهاب، وحمل السلاح ضد قوات الأمن".
ويقول بلاك إن "
الإعدامات تتناسب مع الخط المتشدد الذي تبناه في اليمن الابن الأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع وولي ولي العهد. ومن هنا فإن طول أمد الحرب ضد المتمردين الحوثيين، وانخفاض أسعار النفط ،عاملان يدعوان إلى الظهور بمظهر الحازم".
ويضيف الكاتب أنه "إذا كان هناك عدم ارتياح في الرياض، فهو ناشئ من الطريقة التي تم فيها الإعلان عن الإعدامات، ففي المؤتمر الصحافي تم ذكر أسماء من نفذت فيهم الأحكام دون ذكر جرائمهم. وخلافا للنمر، فقد كان فارس الزهراني، الذي يعد منظر تنظيم القاعدة، من أخطر من نفذ بحقهم حكم الإعدام"، وكان قد اعتقل عام 2004.
ويعلق بلاك في تقريره، الذي ترجمته "
عربي21"، على تداعيات الإعدامات، حيث قال إن "القرار السعودي لتنفيذ حكم الإعدام في 2 كانون الثاني/ يناير، كان يحمل أملا في تجاوز الخبر في الإعلام، ومروره مر الكرام. ولكن أي خبير في العلاقات العامة يعرف أن العالم الغربي يعطل فقط في اليوم الأول من السنة الميلادية".
ويتابع الكاتب: "إذا كانت
السعودية تأمل بألا يلاحظ أحد الإعدامات، فقد كانت مخطئة في التوقيت؛ لأن علاقتها مع إيران ساءت، وحولت مقتل النمر إلى مناسبة قاربت بين تنافس الدول والطائفية، ومن المؤكد أن ذلك سيؤثر على حروب الوكالة الدائرة في المنطقة من سوريا إلى اليمن".
ويشير التقرير إلى أن "النمر أدين في عام 2012، ومهما كانت الإجراءات القضائية، فإنه أدين بالتحريض على العصيان وحمل السلاح". ولم ينكر النمر الاتهامات السياسية الطابع الموجهة إليه، لكنه أكد أنه لم يحمل السلاح، أو أنه قد دعا إلى العنف.
وتورد الصحيفة أن السفير البريطاني في الرياض جون جينكنز، يعلق قائلا بأن الرسالة هي: "نحن السعوديين لن يؤثر علينا أحد، ونرفض التدخلات الإيرانية، وسنقف في وجه من نعتقد أنه عميل لإيران في داخل بلدنا، وسنواجه كل من يدعو إلى تفكيك المملكة".
ويرى بلاك أن السعودية تواجه مشكلة في صورتها في العالم، لأسباب ليس أقلها تطبيقها أحكام الشريعة، التي تقوم على التفسير السلفي للإسلام.. لافتا إلى أن العلاقات السيئة بين السعودية وإيران هي علاقة بين نظامين دينيين، مع أن إيران لديها برلمان وانتخابات، والحال ليس كذلك في السعودية.
ويفيد التقرير بأن الإعلام السعودي وصف تنفيذ الأحكام بأنه تعبير عن حزم المملكة "وتصميمها على مواجهة الإرهاب"، الذي ظهر من خلال إعلان السعودية قبل ذلك بأسبوعين عن تشكيل تحالف من الدول العربية والمسلمة لمكافحة الإرهاب.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن مجموعة صوفان في أمريكا ترى أنه "لا شك أن السعودية لديها أهداف وخطة"، مستدركة بأنه "على المدى القصير، فإن السعوديين يخلقون مشكلات لهم أكثر من منافستهم إيران".