نشرت صحيفة "نوفال أوبسرفتور" الفرنسية تقريرا حول استنفار
تنظيم الدولة وتسخير مجهوداته على شبكة الإنترنت، بهدف تشفير
اتصالاته أو القيام بهجمات إلكترونية.
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"؛ إن عناصر تنظيم الدولة قاموا بتأمين جيد لاتصالاتهم وتشفير قوي يصعب اختراقه، وذلك بعد التصريحات التي نقلها الفيديو الأخير الذي نشره التنظيم عبر مواقع الإنترنت بهدف تمجيد هجماته الإرهابية في باريس.
ونقلت الصحيفة عن جان بول رويلر، المسؤول السابق في المخابرات السويسرية ومؤسس مركز تحليل الإرهاب في جنيف، أن "هدف تنظيم الدولة الحالية هو تأمين اتصالاته، لأن مقتل معظم قادته من قبل طائرات دون طيار، كان بالأساس نتيجة هذه الاتصالات".
وفي هذا السياق، قال بول رويلر إن تنظيم الدولة أصبح يعمل من أجل استقطاب مزيد العناصر ذوي الخبرة في مجال البرمجيات والإنترنت.
وتحدثت الصحيفة عن انضمام مجموعة من الشبان لتنظيم الدولة مؤخرا، مثل السويسري الذي درس هندسة الكمبيوتر وكان عضوا سابقا في مجموعة أنونيموس، والفرنسي الجزائري محمد بلحسين الذي درس في مدرسة المناجم في ألبي، وقد ساعد أميدي كوليبالي في هجومه على صحيفة شارلي إيبدو.
ولفتت الصحيفة، بحسب ملاحظة المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسية، التي كشفت عنها قناة "أرت أل"، عن وجود خلية تساعد تنظيم الدولة في تأمين اتصالاته، مع قيام هذا التنظيم بتقديم الدعم الفني للمنضمين الجدد للتنظيم.
وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة يسعى إلى تحميل كل التطبيقات المشفرة لتبادل البرقيات السريعة، كما يقوم بتنظيم دورات للتدريب على "الاتصال الجهادي" في جميع اللغات.
وقد لاحظت الصحيفة مؤخرا ظهور موقع باللغة الألمانية وآخر باللغة الفرنسية للتنظيم، وكلاهما يهدف إلى تعليم استخدام برمجيات القرصنة والتشفير.
وكشفت الصحيفة أيضا أنه في آب/ أغسطس الماضي، عندما تم القبض على رضا همة من قبل السلطات الفرنسية، خلال استعداده لقيام بهجمة ضد مسرح بباريس، تبين أن بحوزته ثلاثة برامج تعمل على تدمير البيانات الرقمية وتشفيرها.
ووفقا لمحاضر التحقيق التي اطلعت عليها الصحيفة، فقد كان المتهم على صلة بمتخصص كمبيوتر بريطاني. وقد تم اكتشاف هذا الأمر من خلال الاطلاع على البريد الإلكتروني والرسائل المشفرة الخاصة به.
وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن رئيس مركز مكافحة الجرائم الإلكترونية في فرنسا، نيكولاس ديفيناج، أن هناك استنفارا كبيرا من تنظيم الدولة لتشفير كل بياناته باستخدام وسائل تكنولوجية متطورة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أجهزة المخابرات متخوفة من تمكن تنظيم الدولة من اختراق أنظمة الكمبيوتر والتجسس عليها أو تدميرها، وذلك على ضوء التطورات الأخيرة.
وفي هذا السياق، أعرب الخبير جان بول رويلر عن تخوفه من العواقب الوخيمة لهذا التطور التكنولوجي الذي يعرفه تنظيم الدولة.