حث قائد لواء صلاح الدين الأيوبي "محمود خللو"، ما وصفهم بـ "الكرد الشرفاء" بضرورة الابتعاد عن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (P Y D)، وذراعه العسكري
وحدات حماية الشعب (Y P G) في
سوريا، وأكد في مقابلة خاصة مع "
عربي21"، أن الولايات المتحدة الأمريكية تخلت عن دعمها السابق لـ "الوحدات"، بعد تطوير الأخيرة لعلاقتها مع موسكو، على حساب العلاقة مع الولايات المتحدة.
وعزا "خللو"، قائد اللواء الكردي الذي يتلقى تمويلا أمريكيا، والذي يشارك في المعارك التي تخوضها قوات المعارضة ضد
تنظيم الدولة في الريف الشمالي الحلبي، عدم قتاله لـ"الوحدات" في المنطقة، إلى "التزام اللواء بالهدنة المعلنة"، رافضا في الوقت ذاته الحديث عن ضغوط أمريكية بهذا الشأن، مشددا: "نخوض معارك مع التنظيم، حرصا منا على عدم إتاحة الفرصة لـ"الوحدات" للظهور بمظهر المحارب للإرهاب"، وقال: "تربطنا علاقة جيدة مع الحكومة التركية، ونتلقى دعمنا من الولايات المتحدة لقتال "التنظيم"، وكان اتفاقنا واضحا معهم، أنه في حال تقدمت "الوحدات" إلى مناطقنا، سنرد عليهم بقوة، وقلنا لهم هنالك 57 قرية كردية في المنطقة الممتدة ما بين مدينتي جرابلس وأعزاز، لن نسمح للوحدات بالتقدم والسيطرة عليها".
وأردف: "لم ندخل المنطقة تحت عباءة الفرقة 99، لقتال تنظيم الدولة فقط، جئنا للدفاع عن أهلنا وقرانا من النظام ومن الوحدات ومن التنظيم، وكل هؤلاء في خانة واحدة".
وأضاف قائد اللواء الكردي الوحيد الذي يقاتل إلى جانب المعارضة: "الولايات المتحدة وجدت في اللواء بديلا عن "الوحدات" الكردية، وخاصة بعد الخلل الذي أصاب العلاقة فيما بينهما، حيث إن السبب الذي دفع بالولايات المتحدة إلى دعم "الوحدات" في السابق، هو عدم توفر البديل حينها، لكن الانتهاكات التي ارتكبتها الأخيرة، وعدم قبول تركيا لهم كوضع راهن، بالإضافة إلى التقارب الإيراني التركي، وغيرها من الأمور الأخرى، كلها عوامل مجتمعة، دفعت بواشنطن إلى القطيعة النهائية معهم".
وتابع خللو مستبعدا "فدرلة" سوريا: "من الصعب الحديث عن قيام فيدرالية، في منطقة تتواجد فيها مكونات عربية وتركمانية وغيرهما، وهناك اتفاق تركي أمريكي يمنع قيام "الفيدرالية" الكردية في الشمال السوري، لكن الوحدات تعلن أنها تريد الفيدرالية، غير أن الادعاء شيء، والتطبيق شيء آخر، وأين هذه الفيدرالية التي يسيطر النظام على أهم مدنها "الحسكة، والقامشلي"، هم ليسوا أكثر من حلفاء للنظام".
وفي إشارة منه إلى العلاقة التي تجمع "الوحدات" بالنظام، أكد، وهو المعتقل السابق لدى الأولى لفترة تزيد عن العام، مقابلته أثناء التحقيق معه لضباط من النظام ومن إيران، وقال: "يقود الـ(P Y D) جميل بايك، وهو عضو بارز في قيادة حزب العمال الكردستاني، وهو كردي إيراني يعود لأصول علوية، وليس صالح مسلم إلا واجهة في سوريا فقط".
ولم تعد العلاقة التحالفية التي تجمع النظام بـ"الوحدات" سرا من وجهة نظر خللو، مضيفا: "الجميع يلاحظ ما يجري في مدينة حلب. الوحدات الكردية تحاول قطع طريق "الكاستلو"، المعبر الوحيد الذي يحول دون حصار الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة"، وفي هذا السياق، تعهد خللو بضمان إخراج المدنيين من حي الشيخ مقصود إلى مناطق آمنة، لكنه في الوقت ذاته شكك بقبول "الوحدات" لهذا العرض، وذلك لأن "الوحدات" تتخذ من هؤلاء دروعا بشرية، واستطرد: "لقد جلبوا على رؤوس المدنيين
الأكراد البلاء، عبر طعن المعارضة من خلال محاولة التقدم، وبالمقابل يمنعونهم من الخروج إلى مناطق آمنة".
وكان خللو واضحا حين اتهم المعارضة بارتكابها لجملة من الأخطاء في المناطق الكردية عززت من حضور حكم "الوحدات" فيها: "لم تسع المعارضة لملء الفراغ الذي سببه غياب السلطة في بداية الثورة، وكنا كأكراد نتعرض إلى الاضطهاد من الميليشيات الكردية، دون أن يمد أحد منهم لنا يد المساعدة، وبالتالي صار معظم الشباب خارج هذه المناطق، والكثير من شبابنا قصد البلدان الأوروبية".
وتابع: "الكثير من فصائل المعارضة كانت تعقد معهم اتفاقات، وأبعد من ذلك هناك فصائل أمدتهم بالسلاح عن سذاجة في بعض الأحيان، وعن دهاء في أحيان أخرى".