دعا وزراء خارجية دول مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، الاثنين، في اليابان إلى "عالم خال من
الأسلحة النووية"، وذلك في "إعلان
هيروشيما" الذي تلا زيارة تاريخية قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى المدينة التي تشكل رمزا للقصف النووي.
وقال وزراء الخارجية: "نؤكد من جديد التزامنا إقامة عالم أكثر أمانا وإيجاد ظروف لعالم بلا أسلحة نووية"، وأضافوا أن "هذه المهمة باتت أكثر تعقيدا مع تدهور الوضع الأمني في عدد من المناطق مثل سوريا وأوكرانيا، وخصوصا الاستفزازات المتكررة من قبل كوريا الشمالية".
استفزازات كوريا الشمالية
وكانت كوريا الشمالية أعلنت السبت أنها اختبرت بنجاح محرك صاروخ بالستي عابر للقارات، مشيرة إلى أن هذا التجربة "تضمن" قدرتها على توجيه ضربة نووية إلى الولايات المتحدة.
وصدر "إعلان هيروشيما" في اليوم الأخير من اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع الذين ناقشوا القضايا الراهنة الكبرى بما في ذلك مكافحة الإرهاب والتهديدات الأمنية الأخرى والاضطرابات في الشرق الأوسط وأزمة اللاجئين.
وخص وزراء بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة الشطر الكوري الشمالي بالنقد الحاد.
وقال الوزراء في البيان: "ندين بأقوى لهجة ممكنة التجربة النووية التي جرت في السادس من يناير وعمليات الإطلاق التي تمت باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية في السابع من فبراير والعاشر من مارس و18 مارس التي قامت بها كوريا الشمالية".
وتابع البيان: "أمر يدعو للأسى الشديد أن تنفذ كوريا الشمالية أربعة اختبارات نووية في القرن الواحد العشرين".
واشنطن مستعدة لتعزيز الضغط
في السياق ذاته، صرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الولايات المتحدة مستعدة "لتعزيز" الضغط على كوريا الشمالية بعد استفزازاتها الأخيرة، لكنها تبقى منفتحة على التفاوض.
وقال كيري لصحافيين بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع: "ما زال من الممكن أن نعزز الضغط وهذا يتوقف على أفعال" كوريا الشمالية.
وأضاف: "قلنا بوضوح (...) إننا مستعدون للتفاوض حول اتفاقية سلام" في شبه الجزيرة الكورية.
وكان كيري صرح في شباط/ فبراير أن كوريا شمالية خالية من السلاح النووي يمكنها أن تجري مفاوضات مع واشنطن لإبرام اتفاقية تنهي الحرب الكورية (1950-1953).
وانتهت هذه الحرب بهدنة وليس باتفاق سلام. وتصر واشنطن على تخلي بيونغ يانغ عن السلاح النووي لتوقيع اتفاق سلام.
تسريع مكافحة تنظيم الدولة
كما دعا وزراء خارجية مجموعة السبع إلى "تسريع" مكافحة تنظيم الدولة في العراق وسوريا، واعتبروا "الإرهاب تهديدا أمنيا شاملا يتطلب تعاونا دوليا وردودا مكثفة".
وأضافوا: "ندعم بحزم إرادة التحالف في تكثيف وتسريع الحملة ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا".
وتابعوا أنه "ردا على المستوى الحالي للتهديد، نعمل على خطة عمل لمجموعة السبع حول مكافحة الإرهاب، ستشمل إجراءات عملية لتعزيز جهود مجموعة السبع والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب".
استفزازات بحري الصين
من جانب آخر، عبر وزراء الدول السبع عن معارضتهم الشديدة لأي عمل استفزازي في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، وهو محل نزاع بين الصين ودول أخرى في المنطقة بينها الفلبين وفيتنام واليابان.
وفي أحدث تراشق لفظي حول من يسيطر على المجريين المائيين التجاريين الحيويين، قالت الصين إنها لم تر بيان مجموعة السبع ولكن دول المنطقة تسعى لتعزيز الاستقرار، مضيفة أن هناك "مبالغة" في تقييم حجم الخلافات.
وقال لو كانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في إفادة صحفية يومية: "إذا أرادت مجموعة السبع لعب دور رئيسي في العالم فيجب أن تتخذ موقف الباحث عن الحقيقة من خلال الوقائع للتعامل مع أبرز القضايا التي تثير اهتمام المجتمع الدولي في الوقت الحالي".
وتابع: "إذا أ خذت مجموعة السبع رهينة للمصالح الأنانية لدول معينة فعلى الأرجح لن يكون ذلك مفيدا لنفوذ مجموعة السبع ودورها وتطورها المستقبلي".
وكان وزراء خارجية المجموعة قالوا في وقت سابق اليوم عقب اجتماع في هيروشيما باليابان: "نعبر عن معارضتنا الشديدة لأي أفعال ترهيب قسرية أو استفزازية من جانب واحد يمكنها أن تغير الوضع الراهن وتزيد من التوتر".
وفيما يبدو أنه إشارة لنزاع الصين مع الفلبين، دعت المجموعة أيضا دول المنطقة إلى احترام قوانين الملاحة الدولية وتطبيق أي حكم ملزم يصدر عن المحاكم والهيئات القضائية.
وطلبت مانيلا من محكمة التحكيم الدولية في لاهاي الحكم في نزاعها مع بكين، ومن المتوقع أن يصدر الحكم في حزيران/يونيو.
وتبنت الصين جزرا صناعية في مناطق الشعاب المرجانية في بحر الصين الجنوبي لتعزيز مطالباتها بالسيطرة على المنطقة.
ولدى كل من بروناي وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام مطالبات بحقوق في مياه المنطقة التي يعتقد أنها تحوي احتياطات ضخمة من النفط والغاز وتمر عبرها تجارة سنوية تقدر قيمتها بـ5 تريليونات دولار.