يشهد ريف
حمص الشرقي خلال اليومين الماضيين؛ انهيارات متتالية لقوات النظام السوري لصالح
تنظيم الدولة على أبواب الحقول
النفطية، حيث استولى التنظيم على عدة نقاط عسكرية للنظام، فيما لا يزال مقاتلو التنظيم يسيطرون على الطريق الرئيسي في حقل الشاعر النفطي.
وتحدثت مصادر إعلامية موالية للنظام عن مصرع ما يزيد عن 40 من عناصره، من بينهم أحد أبرز الضباط العسكريين في المنطقة الوسطى.
كما أشارت مصادر إعلامية سورية مقربة من النظام، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى فقدان قوات النظام السوري والمليشيات الموالية له أربعة حواجز عسكرية في حقل الشاعر النفطي بريف حمص الشرقي، وتسعة حواجز ونقاط عسكرية متتالية ضمن حقل المهر النفطي، مشيرة إلى أن قوات النظام لم تنجح في استعادة سوى حاجز عسكري واحد حتى الساعة.
من جانبها، ذكرت "وكالة أعماق"، التابعة لتنظيم الدولة، أن الأخير سيطر على 13 حاجزا عسكريا لقوات النظام في محيط حقل الشاعر النفطي في ريف حمص الشرقي. ونشرت الوكالة صورا قالت إنها لدبابات وناقلات جند وأسلحة مدفعية ثقيلة وصواريخ "كونكورس" استولى عليها عناصر التنظيم من الحواجز التي سقطت بأيديهم خلال الهجمات المستمرة على مدى الأيام الماضية.
وفي ظل هذا الوضع، تعالت أصوات تطالب "الحليف الروسي" بضرورة تكثيف ومضاعفة غاراته الجوية للحد من تقدم مقاتلي تنظيم الدولة إلى منطقة الأراك والمحطة الثالثة ومدينة السخنة بريف حمص الشرقي، فيما انتقد قسم كبير من الموالين الحرس الثوري الإيراني لعدم تقديمه الدعم العسكري البشري المطلوب لقوات النظام السوري، والذي كان قد وعدهم به قادة الحرس مع اندلاع المعارك.
بدوره، تحدث الناشط الإعلامي وليد الحمصي، لـ"
عربي21"، عن تمكن التنظيم من قطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى حقل الشاعر النفطي، والذي يعتبر بوابة الحقل النفطي وشريان الحياة، وقتل ما يزيد عن أربعين من قوات النظام ومليشيا الدفاع الوطني.
وأشار الحمصي إلى أن من بين القتلى العميد الركن قصي عبد الكريم إبراهيم، وهو أحد أبرز قيادات النظام العسكرية في المنطقة الوسطى، وكان يشغل منصب قائد غرفة عمليات اقتحام وتهجير سكان أحياء البياضة ودير بعلبة في حمص القديمة.
واستطرد الحمصي بالقول: "مصرع العميد الركن في قوات النظام جاء بعد ثلاثة أيام فقط من تسلمه مهمة حماية الحقول النفطية في الريف الشرقي لحمص، حيث قُتل جراء سقوط قذيفة هاون مكان تواجده، الأمر الذي أدى إلى مصرعه على الفور مع سبعة آخرين من قوات النظام السوري كانوا بجواره".
ونوه الناشط الإعلامي، إلى أن التقدم الأخير لتنظيم الدولة على حساب قوات النظام في الريف الشرقي لحمص يجعله على بعد كيلومترات قليلة فقط من ناحية "جب الجراح" ذات الغالبية الموالية للنظام السوري، خاصة بعد نجاح التنظيم في بسط سيطرته الكاملة على منطقة "حويسيس" المتاخمة لجب الجراح قبل يومين فقط.
يذكر أن حقل الشاعر النفطي والحقول المجاورة له تشهد منذ العام الماضي معارك كر وفر بين قوات النظام السوري وتنظيم الدولة، فيما لم ينجح أي طرف في تأمين سيطرته على بشكل كامل، الأمر الذي يجعلها محور قتال مستمر.