كتاب عربي 21

توابع الزلزال البريطاني.. وآثار الصين على الاتحاد الأوروبي

1300x600
دون أدنى شك فإن الزلزال البريطاني الذي هز الاتحاد الأوروبي كان رسالة شديدة اللهجة من البريطانيين للفشل الأوروبي في تحقيق الرفاه الاقتصادي لمواطني الاتحاد الأوروبي بعد 43 سنة زواج بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي الذي رفع علم بريطانيا في الأول من يناير عام 1973. 

وبعد مرور يومين من الاستفتاء البريطاني بالموافقة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، اجتمع وزراء الخارجية للاتحاد الأوروبي وأعلنوا أن الرسالة قد وصلتهم من مواطني الاتحاد الأوروبي واأهم سيبذلون قصارى جهدهم لتحسين مستوى المواطنين. 

وكان من العجيب أن تجد أغلب المصوتين على الانسحاب من كبار السن ممن تجاوزوا الـ55 عاما (56%)، في حين كانت فئة الشباب الذين هم أقل من 30 سنة نسبتهم 36% فقط من مؤيدي الانسحاب، ويعكس ذلك رغبة الشباب في إمكانية تغيير أو إصلاح الاتحاد الأوروبي، ولذا كانت رسالة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بأن "ماحدث من الشعب البريطاني رسالة تحذيرية لنا بأن علينا إجراء إصلاحات هامة للغاية في منظومة الاتحاد الأوروبي". 

لكن الشعب البريطاني قد عبر عن خيبتة من جراء القرارات التي تأتيه من مسؤولي بروكسل غير المنتخبين للاتحاد الأوروبي. 

وهذه الرسالة قد تبدو مشجعة لبريطانيا لبناء تحالفات اقتصادية جديدة فقد صرح رئيس الكونفدرالية السويسرى على أنه علينا أن نسرع من خطوات الاندماج الاقتصادي بيننا وبين بريطانيا بعدما حسم الشعب الإنجليزي أمره، حيث إنه من المعلوم أن سويسرا ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي، أما رئيس سلوفينيا فقد عبر عن أسفه من خروج بريطانيا ولكنه أكد على تواصل العلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي والسعى نحو شكل آخر من العلاقات التي تحقق مصلحة الطرفين، على الجانب الآخر فقد وقع ما يقرب من مليون بريطاني التماسا إلى البرلمان البريطاني لطلب استفتاء آخر حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي. 

أسئلة لا بد من طرحها

السؤال الأهم: لماذا رفض الشعب البريطاني البقاء في الاتحاد الأوروبي؟

ومن دون ادنى شك فان دول الاتحاد الاوروبي اصبحت تعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة اصبحت تعصف بمستوى المعيشة الاقتصادية فزيادة ازمة الديون فى اليونان والتى فجرت ازمة داخل الاتحاد الاوربى ورفض المانيا تحمل فاتورة العلاج وحدها خاصة مع ترامى فساد المسؤليين اليونانين وتسببهم فى تفاقم ازمة الديون مما دفع كثير من الالمان الى الضجر من هذه السياسات وتحملهم تباعتها جعلهم يفكرون الف مرة فى انقاذ اليونان من ديونها، وكانت رسالة واضحة ان الدول المدمرة للاتحاد الاوربى لابد من التعامل معها باجراءات تقشفية صعبة حتى تستمر الدولة فى عضوية الاتحاد الاوروبي. 

المشكلة الاخرى التي تؤرق الاتحاد الاوروبي هي زيادة عجوزات الموازنات العامة للدول الاعضاء فتفاقم  هذه الازمة وبلا ادنى شك جعل الدول الاوروبية عاجزة عن الوفاء بمتطلبات الخدمات الاساسية المقدمة لمواطنيها كالخدمات الصحية والتعليمية والمرافق العامة في العديد من الدول مما أوجد استياء عاما لدى مواطني هذه الدول.  

لكن المشكلة الاهم على الاطلاق هي مشكلة البطالة والهجرة التي تضرب اطناب اوروبا في الوقت الراهن وهو مايفسر عجز بلدان مثل ايطاليا واسبانيا والبرتغال واليونان عن توفير فرص عمل لمواطنيها مما اثر تاثيرا سلبيا على حجم الناتج والانفاق فى هذه الدول. 

السؤال المهم هنا ايضا هل خروج بريطانيا يمكن ان يؤثر على فرص العمل داخل الاتحاد الاوروبي؟

الاجابة قطعا ستجعل العديد من فرص العمل المتاحة الان فى خطر ان هناك العديد من المستثمرين من يتخذ بريطانيا على انها بوابة لاوربا وهذا سينعكس على المستثمرين اما نقل شركاتهم من بريطانيا الى دول اخرى فى الاتحاد الاوربى 

ليس هذا فحسب فوفق الاحصاءات المنشورة فانه يوجد مايقرب من 1.9 مليون اوروبي يعملون في بريطانيا، فلربما القرار البريطاني سيؤثر حتما على خروج العمالة من بريطانيا وان كان ذلك سيتوقف على اجراءات الخروج والمدى الزمنى له وهو بحال من الاحوال لن يقل عن عامين.

السؤال الاخير من المتسبب فى حدوث هذا التدهور فى الاتحاد الاوربى والاجابة قولا واحدا هى فتش عن الصين فهي التي صدعت بنيان الاتحاد الاوروبي نتيجة غزو صادراتها كافة الاسواق الاوروبية وتدهور قوى الانتاج داخل اوروبا.