نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن تداعيات حادثة مقتل الناطق الرسمي لتنظيم الدولة،
العدناني، باعتباره العقل المدبر لآلة الدعاية، "مهندس" عمليات التنظيم في الغرب والخليفة المحتمل للبغدادي.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن حادثة مقتل العدناني، التي تتنازع كل من
الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا حولها من أجل أن تنسبها لنفسها، تمثل انتكاسة واضحة لتنظيم الدولة. كما يعتبر العديد من الخبراء، أن الناطق الرسمي باسم التنظيم، كان له دور بالغ الأهمية وتاريخي، إذ أنه كان شخصية رئيسية في إدارة نشاط المجموعة الإرهابية خارج العراق وسوريا.
ومن هنا، فإن مقتله سيرفق بتراجع في جودة دعايتها، والخطط التي تنفذها المنظمة في الغرب؛ وعموما ستترتب عنه عديد الخسائر بطريقة أو بأخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن العدناني هو من أعلن في عام 2014، عن "الخلافة"، وأيضا سيسجل في تاريخ الإرهاب لخطبه النارية وحججه التي تترنح بين التأييد والمعارضة لتنظيم القاعدة، المنظمة التي بدأ فيها مسيرته.
كما أنه من الواضح أن نداءاته التي يوجهها لأتباع المنظمة الإرهابية، كان لها صدى وأثرا كبيرا. وكانت أول مرة لبي فيها النداء، بعد فترة وجيزة من إعلان الولايات المتحدة عن التحالف الدولي ضد
تنظيم الدولة.
كما أنه بعد ندائه لتكثيف العمليات ضد "أعدائهم" خاصة من الدول المشاركة في التحالف الدولي، تتالت العمليات الإرهابية التي نفذت في الغرب؛ وعلى رأسها هجوم أورلاندو وتفجير نيس.
كما بينت الصحيفة أن البنتاغون أشار في بيان له إلى أن العديد من المحللين يتفقون حول أن العدناني هو المسؤول عن عمليات التنظيم خارج سوريا والعراق.
وجاء في هذا التقرير أن "العدناني هو المصمم الرئيسي لعمليات تنظيم الدولة في الغرب، المنسق بين المقاتلين، المشجع على عمليات الذئاب المنفردة ضد المدنيين وأفراد الجيش، فضلا عن كونه العنصر القادر على حشد أكبر عدد من الموالين للمنظمة وبصفة دورية".
وأضافت الصحيفة أنه حسب الصحفي روكميني غاليماتشي، فإن العدناني يشرف على وحدة "إيمي"، وهي وحدة استخبارات سرية مهمتها تصدير الإرهاب إلى جميع أنحاء العالم والتخطيط لشن هجمات في دوله. كما أن للعدناني فريقا من المساعدين، تتمثل مهمتهم في التخطيط لشن هجمات في مناطق مختلفة، ويتفرعون إلى أقسام، يمثل كل منها أحد القارات.
وحسب مصادر أخرى تحدث إليها الصحفي، فإن وحدة "إيمي" هي المسؤولة على إرسال إرهابيي باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015، ومترو الأنفاق ومطار بروكسل في أذار/ مارس 2016. كما أكدت هذه المصادر نفسها، أن العدناني هو المسؤول أيضا عن جهاز الدعاية، السلاح القوي لدى التنظيم. وبالإضافة إلى ذلك، فهو المسؤول عن اختيار المواد السمعية والبصرية للأعمال الإرهابية التي يرغب التنظيم في الترويج لها.
كما قالت الصحيفة إنه في الإعلان عن مقتله، كشف تنظيم الدولة عن دور بالغ الأهمية للعدناني؛ وهو خليفة أبي بكر البغدادي، العنصرين اللذين اجتمعا سابقا في معسكر بوكا، المعتقل الأمريكي في العراق.
وأضافت الصحيفة أنه في بيان، نشر في محافظة حلب، أشار تنظيم الدولة إلى أن العدناني يتحدر من سلالة الحسينيين. وحسب الخبير أيمن جواد التميمي، فإنه "من الممكن أن تنظيم الدولة كان يعد العدناني لخلافة البغدادي، بما أنه في هذا النسب تبرير لتعيينه في منصب الخليفة".
ويواصل الخبير: "إن تعيين العدناني في منصب الخليفة ليس من الأمور الغريبة، نظرا لأن المتحدث باسم المنظمة هو العنصر الأكثر شهرة فيها".
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن الكاتب مايكل فايس، مؤلف كتاب "تنظيم الدولة: داخل جيش من الإرهاب"؛ أكد أنه كان يطلق على العدناني لقب "الكلب البوليسي"، لحدة خطاباته وقدرته على السيطرة على كامل الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة.