أثار انتخاب الجمهوري دونالد
ترامب رئيسا للولايات المتحدة اليوم الأربعاء قلقا بين جماعات المعارضة السورية وتفاؤلا حذرا في دمشق حيث ينظر إلى انتصاره على أنه نتيجة أفضل من فوز الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ولطالما وجهت المعارضة السورية انتقادات شديدة لما ترى أنه دعم غير كاف من إدارة الرئيس باراك أوباما لمعركتها ضد رئيس النظام السوري بشار
الأسد رغم أن واشنطن راع مهم للانتفاضة.
ورغم أن البعض في المعارضة السورية قال إن ترامب لم يصغ بعد سياسة واضحة بشأن
سوريا إلا أن تصريحاته بشأن سوريا وموقفه الأكثر انفتاحا على روسيا حليف الأسد أثارا قلق المعارضة بشأن السياسة التي قد ينتهجها بخصوص الصراع السوري الذي تنفذ فيه القوات الروسية ضربات جوية ضد جماعات المعارضة المسلحة.
وقال زكريا ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لجماعة معارضة مقرها حلب لرويترز: "يعني بتصور إن الأمور راح تكون صعبة بسبب تصريحات ترامب وعلاقته مع بوتين وروسيا. بتصور هذا الأمر يكون غير جيد للقضية السورية عموما".
وقال ترامب في مقابلة أجرتها معه رويترز في 25 تشرين الأول/ أكتوبر إن هزيمة
تنظيم الدولة لها أولوية على إقناع الأسد بالتنحي، وحذر من أن كلينتون قد تجر الولايات المتحدة إلى حرب عالمية جديدة بشأن الصراع في سوريا.
وخلال واحدة من مناظراته مع كلينتون قال ترامب إنه "لا يحب الأسد على الإطلاق لكن الأسد يقاتل الدولة"، مع روسيا وإيران.
وقدمت روسيا وإيران دعما عسكريا مباشرا للأسد بينما قدمت الدول التي تريد رحيله ومن بينها الولايات المتحدة والسعودية وقطر وتركيا الدعم لمقاتلي المعارضة بما في ذلك الدعم العسكري.
وساعد التدخل الروسي لدعم الأسد في تغيير كفة الميزان لصالح دمشق ضد مقاتلي المعارضة الذين كانوا يحققون انتصارات ثابتة على الأرض كما منح موسكو نفوذا حاسما في المساعي الدبلوماسية.
وتقول المعارضة السورية إن أوباما فشل في دعمها بشكل كاف بعد أن دعا إلى رحيل الأسد عن السلطة وأخفق في فرض "خطه الأحمر" ضد استخدام الأسلحة الكيماوية وأعاق تسليم أسلحة مضادة للطائرات إلى مقاتلي المعارضة.
وفي دمشق قال عضو بالبرلمان السوري إنه متفائل بأن السياسة الأمريكية ستتحول لصالح الأسد لكنه تفاؤل مشوب بالحذر.
وأضاف شريف شحادة في مقابلة أجرتها معه رويترز عبر الهاتف: "ينبغي أن نكون متفائلين لكن بحذر".
وقال إن دول الخليج العربية التي دعمت الانتفاضة السورية كانت تعول على فوز كلينتون وأنها الآن في مأزق. وقال: "على الإدارة الأمريكية أن تنفذ ما وعدت به في حملة الانتخابات".
وأشار جورج جنبور مدير جمعية العلوم السياسية السورية ومقرها دمشق إلى تلميح ترامب في السابق إلى أن روسيا قد تصبح حليفا مهما جدا في الحرب ضد "الدولة". وقال: "آمل أنه سيواصل هذا النهج في التفكير".
وكانت كلينتون وزيرة للخارجية عندما بدأت الانتفاضة على الأسد في 2011 ضمن موجة احتجاجات ضد الحكام العرب عرفت باسم الربيع العربي.
وقال جورج صبرا السياسي السوري المعارض: "نحن لا نتوقع أشياء كثيرة من الإدارة الأمريكية الجديدة لكن نأمل أن نرى وجها للرئيس دونالد ترامب يختلف كليا عن الوجه الذي شهدناه للسيد دونالد ترامب كمرشح للرئاسة".
ورغم أن البعض في المعارضة عبر عن قلقه من تصريحات ترامب إلا أن آخرين قالوا إن المؤشرات إلى أن سياسات ترامب ستكون أكثر انعزالية من الرئيس باراك أوباما تعني أن دولا أخرى في المنطقة ستبدأ في لعب دور أكبر في أزمة سوريا وغيرها من الأزمات في الشرق الأوسط.
وقال هادي البحرة الرئيس السابق والعضو الحالي للائتلاف الوطني السوري المعارض لرويترز إن الجوانب الإيجابية المحتملة لانتخاب ترامب تتضمن معارضته للنفوذ الإيراني والاتفاق النووي مع إيران وما ينظر إليه على أنه استعداد للعمل مع روسيا بشأن القضية السورية.
وقال البحرة: "كل هذه المؤشرات يمكن البناء عليها لصياغة سياسات تتماشى مع المطامح الوطنية وأهداف الثورة السورية".
وقالت بسمة قضماني وهي عضو ومتحدثة باسم الهيئة العليا للمفاوضات إن نوايا ترامب لا تزال غير واضحة إلى حد كبير.
وقالت لرويترز: "كل ما يمكننا قوله هو أنه دعا لعلاقات جيدة مع روسيا. في الشأن السوري سيتعين عليه اتخاذ قرارات صعبة. التعاون مع روسيا على مدى العام ونصف العام لم يجد نفعا... الاعتبارات ينبغي أن تكون صوب سياسة مختلفة".
ويعتقد بعض المعارضين أن ترامب لن يحدث أي اختلاف في السياسة الأمريكية الراسخة منذ فترة طويلة تجاه المنطقة.
وقال أبو أسعد دابق وهو قائد في جماعة تدعمها تركيا تحارب تنظيم الدولة في شمال سوريا: "ترامب مثل أي رئيس أمريكي... السياسة الغربية وبالأخص الأمريكية صارت واضحة في الشرق الأوسط في عدائها لتطلعات الشعوب المظلومة".
وقال أبو حامد رئيس المجلس العسكري لجماعة لواء الحق متحدثا من حماة: "الأمريكيون لم يكونوا أبدا أمناء معنا. إنهم تركونا في مستنقع أغرق السوريين... الكل يتاجر بدمائنا ومعاناتنا".