فتح إعلان المتمردين
الحوثيين وحزب المؤتمر (جناح المخلوع علي عبد الله صالح) تشكيل حكومة إنقاذ شراكة بينهما، باب التساؤل واسعا عن مصير ما عرف بـ"اتفاق مسقط" بين جماعة الحوثيين ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، إلى جانب الجدل الذي أثاره هذا الإجراء على فرص السلام.
وكان قطبا الانقلاب في
صنعاء، أعلنا أمس الاثنين من جانب واحد "حكومة إنقاذ وطني"، بعد نحو أسبوعين من قبولهم بالخطة التي أفصح عنها كيري خلال زيارته إلى سلطنة عمان ودولة الإمارات.
تقويض للحوار
الرئيس
اليمني، عبد ربه منصور
هادي، اتهم الثلاثاء، جماعة الحوثي بتقويض أي فرصة للسلام من خلال الانفراد بتشكيل حكومتهم في صنعاء.
وقال هادي من مقر حكومته في مدينة عدن (جنوبا) ـ وصل إليها السبت الماضي قادما من السعودية ـ إن هذا التدبير "يقوض أي فرصة للحوار والسلام".
ودعا الرئيس اليمني الرعاة الدوليين إلى "إدانة هذا المسعى وتحميل قطبي الانقلاب مسؤولية انهيار جهود السلام".
خطوة غير مقبولة
من جهته، اعتبر السفير البريطاني لدى اليمن، إدموند فيتون- براون، إعلان الحوثي وصالح عن تشكيل حكومة في صنعاء بـ"خطوة غير مقبولة".
وقال السيد براون في تغريدات على حسابه بموقع "تويتر"، إنه بعد أسابيع من موافقتهم على المشاركة في خارطة الطريق، الحوثيون وصالح يعلنون عن
الحكومة التي وصفها بـ"غير شرعية" ستأخذ اليمن بعيدا عن السلام.
وحث الحوثيين وصالح على التمسك بوعودهم وتجنب الإجراءات الأحادية من قبلهم. داعيا إياهم في الوقت نفسه إلى الانخراط مع الأمم المتحدة في اليمن. في إشارة منه إلى المساعي التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
ولا يمكن لـ"
عربي21" التأكد من صحة المعلومات الواردة في شبكات التواصل الاجتماعي من مصدر مستقل.
فرصة وخيبة أمل
وفي هذا السياق، رأى الكاتب والمحل السياسي اليمني ياسين التميمي، خطوة تشكيل حكومة في صنعاء من قبل قطبي الانقلاب تقويضا عمليا لجهود المبعوث الأممي، وتجريد مبادرة كيري من المصداقية التي بنيت على تعهدات كاذبة من قبل الانقلابيين. وفق تعبيره
وقال في حديث خاص لـ"
عربي21" إن الثمن الباهض الذي تتكبده عملية السلام هو بسبب المحاولات الحثيثة للابتعاد عن مرجعيات التسوية السياسية الثلاث. مضيفا أن السلطة الشرعية أتاح لها "فرصة ثمينة للبرهنة على مصداقيتها بشأن مخاطر الابتعاد عن المرجعيات وللتحرر من الضغوطات التي تمارس عليها.
يشار إلى أن المرجعيات الثلاث التي تتمسك الحكومة بها كإطار لأي حل سياسي مع الحوثي وصالح، تتمثل في "المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني".
وأشار إلى أن ولد الشيخ، تلقى صفعة كبيرة، بعد أن كان قد تيقن بإمكانية الذهاب إلى جولة جديدة من المفاوضات " كويت3" إثر مناقشات أجراها مع الانقلابيين في مسقط.
وأكد التميمي أن المبعوث الدولي سيذهب إلى مدينة عدن، حيث يقيم الرئيس هادي وحكومته، وهو مثقل بخيبات الأمل، لكنه سيستمر في اللعب عبر تذكير الحكومة الشرعية بأن عليها أن تتهيأ للتنحي مقابل تمكين الانقلابيين كما نصت على ذلك خطته ومبادرات كيري الأخيرة.
وأوضح السياسي اليمني أن هناك مخاوف حقيقية من استثمار هذه الخطوة لممارسة المزيد من الضغوط على السلطة الشرعية، وإن حدث هذا فإن مساعي الأمم المتحدة للحل ستصبح لا أخلاقية ولن تستطيع تحقيق أي نتيجة.
وفي منتصف الشهر الجاري، أعلن وزير خارجية واشنطن، خلال زيارته إلى "أبوظبي" أن جماعة الحوثيين والتحالف العربي الذي تقوده السعودية، اتفقا على وقف الأعمال القتالية، دخل حيز التنفيذ في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، لكن الاتفاق المحدد بـ48 ساعة فشل في ساعاته الأولى.
وقال كيري إن جميع أطراف النزاع في اليمن اتفقوا أيضا على العمل لتشكيل حكومة وحدة وطنية يمنية مع نهاية العام الحالي. إلا أن الحوثيين وجناح صالح بحزب المؤتمر، رغم قبولها بها ورفض حكومة الرئيس هادي، أعلنوا يوم الاثنين، رسميا عن تشكيل حكومة إنقاذ مناصفة بينهما.