نشر موقع "هافينغتون بوست" الأمريكي، تقريرا حول الجدل القائم إزاء التدخل الروسي في
الانتخابات الأمريكية، مشيرا إلى تصريحات لنائب مدير المخابرات المركزية السابق، مايكل موريل، شبّه فيها هذا التدخل بأحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن موريل أكد على خطورة التقارير التي تشير إلى تدخل
روسيا في الانتخابات الأمريكية، قائلا إن "تدخل روسيا يشكل هجوما كبيرا على الولايات المتحدة (...) وهو نظير سياسي لأحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر".
ونقل الموقع تصريح موريل الذي أدلى به لموقع "سيفار بريف"، والذي قال فيه إن "هذا هجوم على الديمقراطية، وهجوم على هويتنا كشعب"، مضيفا: "أنا أؤمن أن عبث حكومة أجنبية بالانتخابات؛ هو تهديد وجودي لطريقتنا في الحياة".
وتابع موريل: "بالنسبة لي؛ هذا ليس من باب المبالغة، فهذا نظير سياسي لأحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، وعدم اهتمام
أوباما والكونغرس ووسائل الإعلام بهذا التدخل؛ يعد أمرا صادما بالنسبة لي".
وأفاد الموقع بأنه وفقا لتقرير صدر مؤخرا في صحيفة "واشنطن بوست"؛ فإن "وكالة الاستخبارات المركزية كانت قد أقرت في تقييم سري، بأن تدخل روسيا لم يكن مجرد عبث بالديمقراطية، بل كان بهدف مساعدة دونالد
ترامب على الفوز".
ونقل "هافينغتون بوست" عن مسؤول أمريكي رفيع المستوى قوله إن "تقييم أجهزة الاستخبارات توصّل إلى أن تدخل روسيا كان في صالح مرشح واحد، أي لمساعدة ترامب على الفوز، وهذا هو الرأي الذي اتفقت عليه الأجهزة".
وأشار الموقع إلى أنه "خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية؛ تمت قرصنة رسائل البريد الإلكتروني للجنة الوطنية الديمقراطية، والحساب الخاص لجون بوديستا، رئيس حملة هيلاري كلينتون. وتم نشر هذه الرسائل في موقع ويكيليكس. وسببت رسائل اللجنة الوطنية حالة من الاضطراب داخل الحزب، إذ اتهم أنصار السيناتور بيرني ساندرز، مسؤولي الحزب، بترجيح الموازين لصالح كلينتون خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي".
وأكد الموقع أن وكالة الاستخبارات أقرت أن "القراصنة الروس تمكنوا أيضا من اختراق أنظمة الحواسيب الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، ولكنهم لم ينشروا تلك المعلومات على الملأ".
وقال إن "زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي، ميتش مكونل، قد أعلن الاثنين الماضي أنه يؤيد إجراء تحقيق في عمليات القرصنة، وأبدى تعجبه من عدم سعي الجمهوريين في مجلس الشيوخ لمراجعة التدخل الروسي، مؤكدا أن وكالة المخابرات المركزية يشتغل فيها أناس "عرّضوا حياتهم للخطر لأجل الشعب الأمريكي".
وأضاف الموقع أن تصريحات ماكونيل كانت في تناقض صارخ مع تصريحات ترامب، الذي قال خلال حديث له مع "فوكس نيوز صنداي" إن "تقارير التدخل الروسي في الانتخابات كانت "سخيفة" وكانت مجدر "عذر" لتقويض فوزه.
وأضاف ترامب أنه "لا أحد يعرف حقا، فالقرصنة هي أمر مثير للاهتمام، وإن لم تقبض على القراصنة فورا بمجرد أن يحصل الاختراق؛ فإنك لن تتمكن من فعل ذلك لاحقا".
وتابع: "ليست لديهم فكرة إن كانت روسيا أو الصين أو ربما شخص ما؛ وراء هذه العمليات. ربما يكون شخصا جالسا على سرير في مكان ما، ليس لديهم أي فكرة".
ووفقا للموقع؛ فإن ترامب كان قد تجاهل التقارير اليومية للمخابرات، مفضلا أن يحصل عليها مرة واحدة في الأسبوع. وقال إنه لا يحتاجها لأنه "شخص ذكي".
وقال النقيب السابق في الجيش الأمريكي بأفغانستان، جيسون كندر، إن "تصريحات ترامب كانت مهينة بشكل لا يصدق".
ودعا عدد متزايد من الحزبين الأعضاء في مجلس الشيوخ، إلى "إقامة جلسات استماع في الكونغرس في ما يتعلق بالتدخل الروسي في الانتخابات".
وبالإضافة إلى ذلك؛ أصدر السيناتور ليندسي غراهام، والسيناتور جون ماكين، والسيناتور جاك ريد، والسيناتور تشاك شومر، بيانا مشتركا يوم الأحد الماضي، دعوا من خلاله إلى "عدم جعل القضية مسألة حزبية"، الأمر الذي وافقه السيناتور جيمس لانكفورد في تغريدة على حسابه على موقع تويتر".
أما السيناتور راند بول؛ فطالب بتحقيق. وقالت السيناتور سوزان كولينز إنها اعتقدت أن مشاركة الحزبين في تحقيق بالكونغرس "ستكون مفيدة لمحاسبة موضوعية لأي تدخل مزعوم من قبل الخصوم الأجنبية".
وذكر الموقع أن موريل قال إن "لجنة من الحزبين قد تكون مفيدة للنظر فيما فعله الروس، وللتأكد من أن الأمر لن يحصل مجددا".
وأضاف موريل أنه "لا ينبغي على هذه اللجنة أن تنظر إلى ما هو مجهول، والمتمثل في هل أثروا على النتيجة أم لا، فنحن لن نعرف ذلك أبدا، لكن ما يمكننا فعله هو معرفة ما فعلوه، وإجراء تغييرات في كيفية التعامل مع المعلومات، وكيفية حمايتها، والتأكد من أن هذا لن يحصل مرة أخرى".