برزت تساؤلات عدة حول مرجعية قرار
المليشيات العراقية في تحركاتها وقتالها إلى جانب النظام السوري، وذلك بعدما طالبت قوى سياسية عراقية رئيس الوزراء حيدر
العبادي بضرورة سحبها، ووصفت مشاركتها في معارك
حلب بـ"المخجلة".
وكان ائتلاف "متحدون" بزعامة نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي طالب الخميس الماضي، العبادي بسحب "المليشيات" العراقية التي تقاتل في
سوريا إلى جانب النظام السوري، مناشدة الدول العربية لوقف المجازر التي ترتكب في سوريا.
وجوبهت دعوات الائتلاف السني بهجوم شديد اللجة من مليشيا النجباء، فقد قالت في بيان لها، إن "على أشباه الرجال أن يصمتوا عندما تتحدث رجالات المرحلة في ساحات المواجهة والقتال".
وأضاف البيان أن "السموم التي يبثها عملاء تركيا ضد المقاومة الإسلامية مواقف استجدائية ومشاركة عزائية على الهزيمة في حلب والموصل"، مشيرا إلى أنه "لا يحق للعملاء أن يتكلموا عن العمالة والطائفية، وهم أساسها ومشروعها وأجنداتها".
وفيما وصف كتلة "متحدون" بـ"المتآمرين"، قالت "النجباء" إن "هذه الزمرة الطائفية لا تاريخ لها سوى الغدر والخيانة وخلق الأزمات من أجل إيقاع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد".
وتعد "حركة النجباء" بزعامة المعمم الشيعي أكرم الكعبي، إحدى تشكيلات مليشيات الحشد الشعبي، التي أسستها إيران بعدما انشق الكعبي عن مليشيا جيش المهدي آنذاك التابعة لمقتدى الصدر.
من جهته قال رئيس كتلة تحالف القوى البرلمانية التي ينضوي تحتها ائتلاف "متحدون"، إنه "ليس من حق المليشيات أن تقاتل خارج العراق، خاصة وأنها تدعي انتماءها لقوات الحشد الشعبي الذي أصبح مؤسسة أمنية حكومية".
وأضاف أحمد المساري في حديث لـ"
عربي21"، أن "هذا يعني أن مؤسسة أمنية حكومية تقاتل خارج العراق وهذا غير مسموح به، إلا بقرار من مجلس النواب، وهذا القرار غير موجود لأن فيه خرقا قانونيا ودستوريا".
وصوت مجلس النواب في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، على قانون يقضي باعتبار مليشيات الحشد الشعبي قوات حكومية رسمية تابعة للقوات المسلحة العراقية تأخذ الأوامر من القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وشدد رئيس أكبر كتلة نيابية للسنة في تصريحه على ضرورة عدم تواجد أي مقاتل عراقي خارج العراق، ونحن لدينا "تنظيم الدولة عدو يحتل محافظات عراقية عدة، ويجب أن نهتم في شؤوننا الداخلية".
وبشأن مشاركة مليشيات عراقية في القتال بسوريا، قال المساري إن "ما جرى في حلب من جرائم بحق الأبرياء المدنيين من قتل وتهديم، لا نقبل أن يكون أي عراقي مهما كان مسماه أن يقاتل خارج العراق وخاصة في حلب وسوريا".
وجدد المساري الدعوات لرئيس الوزراء حيدر العبادي بسحب تلك المليشيات وعدم التدخل في شؤون دول أخرى، لافتا إلى أن أي مقاتلين عراقيين يقاتلون خارج الحدود العراقية، فإن في ذلك خرق للقانون والدستور العراقي.
يشار إلى أن القيادي في مليشيات الحشد الشعبي "أبو عزرائيل"، دافع أمس الجمعة عن مشاركة مقاتلين عراقيين في معركة حلب، قائلا إن "المعركة في حلب عقائديّة"، مشيرا إلى أنها "معركة ضد نواصب العصر".
وحاولت "
عربي21" التواصل مع عدد من مقربين وناطقين باسم الحشد الشعبي، إلا أنها لم تفلح في أخذ أي تعليق حول الموضوع.
وفي تصريح سابق للمتحدث باسم رئيس الوزراء حيدر العبادي أدلى به لـ"
عربي21"، فإن "موقف الحكومة العراقية ثابت في الحرص على استعادة كامل الأراضي العراقية، وعودة استتباب الأمن الداخلي للبلاد".
وأضاف الدكتور سعد الحديثي أن "الحكومة العراقية لا تتبنى سياسة التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأنها لا تنجر إلى أن تكون طرفا في صراعات إقليمية".