نشرت صحيفة "إينو سيمي" الروسية، تقريرا حول السياسة الروسية التي "تمكن من خلالها الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين من تحويلها إلى مركز رئيس للقوميين في العالم"، و"منارة توجه العنصريين البيض في الولايات المتحدة الأمريكية".
ونقلت الصحيفة في تقرير ترجمته "
عربي21" عن ماثيو هامباك، أحد قادة القومية في العالم، قوله إن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمكن من تحويل
روسيا إلى المركز الرئيس للقوميين في العالم".
وقالت الصحيفة إن بعض الأمريكيين من ذوي التوجهات العنصرية القومية؛ بدأوا يميلون نحو السياسة والتوجه الروسي، ما يدل على أن موسكو أصبحت تمثل "الدليل الذي يوجه العنصريين البيض في الولايات المتحدة الأمريكية".
وأضافت أنه بعد عقود مضت على موسكو كمنارة للشيوعية والاستبداد على النمط السوفياتي في جميع أنحاء العالم؛ فقد أصبحت الآن تغذي
اليمين المتطرف في العالم السياسي الغربي، "وهذا ما يشير إليه عمل الكرملين النشط في دعم اليمين المتطرف في أوروبا، ومحاولاته لقلب الأنظمة والتوجهات السياسية في أوروبا الليبرالية".
وذكرت الصحيفة أن موسكو أصبحت تتمتع بجاذبية كبيرة من قبل اليمين المتطرف الأمريكي، وتكاد لا تخفي علاقاتها العميقة والوطيدة بالقوميين الأمريكيين البيض، التي ما فتئت تسير نحو التطور في السنوات القليلة الماضية.
وأشارت إلى أنه "بعد حالة الفوضى والانهيار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي التي أصابت روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي سنة 1990؛ ظهر بوتين ليتمكن من فرض دور رائد في إحياء الدولة الروسية".
وقالت الصحيفة إن فلاديمير بوتين تمكن من جعل روسيا رائدة في عيون العنصريين الغربيين الذين يسعون لعرقلة السياسة الليبرالية، ويرمون إلى إجهاض حقوق المثليين، وإزالة الحدود بين الكنيسة والدولة.
وأكدت في السياق نفسه؛ أن موسكو سعت لتطوير علاقاتها مع المنظمات اليمينية المتطرفة في أوروبا، بدءا من القوى اليمينية المتطرفة في المجر، ووصولا إلى مارين لوبان، وهي واحدة من المرشحين البارزين في السباق الرئاسي المقبل في فرنسا، وتمثل وجها معروفا في أحد أهم الأحزاب اليمينية المتطرفة.
وبينت أن العلاقات بين موسكو وممثلين عن الحركة الأمريكية لسيادة الجنس الأبيض "تظلُ هي الأعمق، وقد عبّر العديد من قادة هذه الحركة عن إعجابهم بسياسة بوتين، ودعوا إلى حل حلف شمال الأطلسي، واعتبروا أن روسيا هي مركز مكافحة الليبرالية العالمية".
ونقلت الصحيفة عن القيادي في حزب العمال التقليدي، هانباك، قوله: "خططت لحضور مؤتمر عُقد مؤخرا في سانت بطرسبرغ، حضر فيه العديد من القادة عن المنظمات النازية الجديدة، بالإضافة إلى مختلف القادة القوميين الغربيين (العنصريين)".
وأوضحت الصحيفة أن نفوذ حزب هانباك استمر في التوسع والتأثير بالولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أنه "إلى حد الآن؛ لا توجد أدلة قاطعة وواضحة حول العلاقة التي تربط الكرملين بهؤلاء القوميين الأمريكيين، إلا أنه لا يمكن نفي ما تسعى إليه هذه العلاقات من أجل خلق مساحة ملائمة لفصلهم عن الولايات المتحدة الأمريكية، وتحويلهم إلى قطر مخصص للبيض فقط".
وأكدت أن الكرملين شارك قبل أشهر في تمويل مؤتمر الانفصاليين بموسكو، ضم مجموعات من إيرلندا، وإيطاليا، وإسبانيا، وكذلك من تكساس، وبورتوريكو، وكاليفورنيا.
وقالت الصحيفة إنه "علاوة على ذلك؛ أكد رئيس المنظمة التي تدعو إلى انفصال كاليفورنيا عن الولايات المتحدة الأمريكية، لويس مارينيللي، أنه تم فتح "سفارة الجمهورية المستقلة لكاليفورنيا" في موسكو، مضيفا في مقابلة مع الصحفيين الروس الشهر الماضي: "في روسيا لدينا شركاء حقيقيون على استعداد لتقديم الدعم لنا في تحقيق مساعينا".
وأضافت الصحيفة أن حركة الانفصاليين في كاليفورنيا تتبنى فكر وآراء اليمين المتطرف، وقد أيد القوميون البيض الحملة الانتخابية الرئاسية لترامب من أجل تحقيق الهدف نفسه، وهو تقسيم الولايات المتحدة الأمريكية، و"تمكن الكرملين جنبا إلى جنب مع هجمات القرصنة؛ من التوصل إلى نتيجة مرضية إلى حد ما".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "من غير المرجح أن تضعف هذه العلاقات والتحركات في السنة القادمة، وخاصة مع تولي دونالد
ترامب للحكم في أمريكا، بل على العكس؛ فقد بث نجاح ترامب المزيد من الحماس لدى القوميين البيض، ما يؤكد توسع نفوذهم أكثر، فضلا عن محاولاتهم لتقسيم الولايات المتحدة الأمريكية على أساس عرقي عنصري تحت رعاية خارجية".
وأكدت الصحيفة أن هؤلاء القوميين وجدوا الحليف الأجنبي المناسب، "بل إنه أصبح يعد أكثر من حليف بالنسبة لهم"، وفي هذا السياق نقلت عن زعيم الحركة المتطرفة في الولايات المتحدة الأمريكية، هامباك، قوله إن "روسيا تُعد الحليف الأقوى لنا، ولم يكن من الممكن تخيل مستقبل حركتنا القومية من دون دعم روسيا لنا في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الآن، ومع اقتراب تنصيب دونالد ترامب، فإن من الممكن توقع إلى أين يمكن أن تصل هذه العلاقات".
وفي الختام؛ أكدت الصحيفة أن "روسيا تمكنت من التفوق في فرض سياستها الفاشية على مؤسس هذه السياسة نفسها، حيث قامت بتجهيز الفضاء الملائم للحركات القومية في الولايات المتحدة ذات الخلفيات العنصرية، طيلة سنوات سبقت انتصار ترامب في الانتخابات، هذا الانتصار الذي يمثل الفرصة الأنسب إليهم في الوقت الحالي".