قال الموقع الرسمى لمنتدى
دافوس العالمى، الذي من المقرر انطلاق دورته الـ45 اليوم الثلاثاء، إن النظام العالمى الجديد يبدو على أعتاب الانهيار، وسط تحذيرات من"فوضى عالمية جديدة" تجتاح دولا نامية ومتقدمة.
ونشر الموقع أن
الولايات المتحدة الأمريكية، التى يتبنى رئيسها المنتخب دونالد ترامب، النزعة الانعزالية والحمائية والعدائية، سواء مع الدول المجاورة مثل المكسيك، أم البعيدة كالصين، ضمن
الاقتصادات المهددة.
وقد توافد قادة العالم ورؤساء
الشركات الكبرى على منتجع دافوس السويسرى، لحضور فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمى اعتبارا من اليوم وعلى مدار خمسة أيام، وسط سياق سياسى لم تشهده "دافوس" منذ انطلاق المنتدى، حيث أعلن سوما شاكرابارتي، رئيس البنك الأوروبي للتنمية والتعمير أن ظهور نسخة حديثة للعولمة، سوف تستغرق وقتا حتى تتبلور.
يشارك في المنتدى الذي يحمل شعار "زعامة مسؤولة" نحو ثلاثة آلاف من كبار رجال السياسة والاقتصاد في العالم، بينهم كريستين لاجارد، مديرة صندوق النقد الدولي، ووزير الطاقة السعودي خالد الفالح، والرئيس
الصيني شي جين بينغ، وجو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي الذي ستنتهي ولايته في 20 يناير الحالي.
وذكر موقع "منتدى دافوس"، أنه رغم الاضطرابات السابقة، فإن الاقتصاد العالمي يبدو أفضل، مما كان منذ سنوات، والأسواق العالمية في انتعاش واضح وأسعار البترول تواصل الارتفاع، بعد اتفاق منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" على خفض الإنتاج.
وأشار إلى مخاطر تباطؤ الاقتصاد في الصين، إلا أن التشاؤم يهيمن على السياسيين، ورجال الأعمال، وخبراء البنوك الذين يشعرون بأن هناك أمرا هائلا وغير مسبوق سيحدث على مستوى العالم، لكنهم لا يعرفون كيف سيتعاملون معه، وذلك مع انتشار التيارات الشعبوية بقيادة ترامب، والانتخابات المرتقبة خلال العام الجارى فى ألمانيا وفرنسا وهولندا، وربما إيطاليا، والتى قد تهدد نتائجها بتفكك الاتحاد الأوروبي.
ويخصص المنتدى لأول مرة 15 جلسة هذا العام لمناقشة التغير المناخي، و9 جلسات للطاقة النظيفة، وكيفية تحقيق إيرادات مرتفعة منها، بعد أن أعلنت وكالة الطاقة الدولية من قبل أنها تحتاج إلى 13.5 تريليون دولار، لتطوير الطاقة المتجددة حتى عام 2020.
ومن مظاهر الغموض الذي يسيطر على المنتدى الحالي، أن ترامب يعتزم الانسحاب من الاتفاقية التجارية الموقعة مع دول آسيا الباسيفيك، ما جعل الشركات في تلك الدول تشعر بالشكوك في إمكانية زيادة أنشطتها في المستقبل، كما أن الشركات الأوروبية من التجزئة إلى البنوك، لا تعرف كيف سيكون شكل علاقاتها مع الشركات التى تتخذ من لندن مقرا لها، عندما تبدأ بريطانيا في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ومن ناحية أخرى، أعلنت لجنة البيزنس والتنمية المستدامة التي تشكلت خلال منتدى دافوس العام الماضي، والتي تضم رؤساء شركات وبنوك عالمية وأكاديميين، وزعماء نقابات عمالية عن دراسة تشجع الشركات بتحقيق التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر، وذلك قبيل اجتماع المنتدى.
وذكرت وكالة "بلومبرغ" التي نشرت الدراسة التي جاء فيها أن الشركات العالمية التي باتت من أقوى الممثلين لتحمل المسؤولية الاجتماعية، يمكنها تخصيص 12 تريليون دولار على الأقل في صورة وفورات وأرباح، وتوفير حوالي 380 مليون فرصة عمل بحلول عام 2030.
وأكد مارك مالوش براون، رئيس اللجنة التي صاغت الدراسة، أن الشركات عليها دور مهم لتلعبه في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة للقضاء على الفقر، وحماية كوكب الأرض من خلال العمل في أربعة محاور: تطوير الطاقة المتجددة، وتكثيف الزراعة، ومكافحة الأمراض، وتنمية المدن والقرى.. خاصة وأن 90% من فرص العمل التي ستوفرها الشركات ستكون في البلاد النامية، وأن الـ12 تريليون دولار التي ستخصصها تعادل 10% فقط من الناتج الاقتصادي العالمي المتوقع عام 2030.