سياسة عربية

العفو الدولية: السلطة تعاملت بوحشية مع محتجين برام الله

الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتدت الأحد الماضي على احتجاج سلمي بمدينة رام الله- أرشيفية
أدانت منظمة العفو الدولية استخدام قوات الأمن الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية المحتلة العنف المفرط لقمع احتجاج سلمي مؤخرا، واتهمتها باستخدام وسائل "وحشية" ضد المحتجين.

وقالت المنظمة في بيان لها اطلعت عليه "عربي21"، إن الأدلة التي جمعتها من مسرح الحدث، من صور وشهادات شهود، تُظهر أن قوات الأمن استخدمت العنف لتفريق احتجاج سلمي نُظم أمام مجمع المحاكم في مدينة رام الله قبل أيام.

وفي التفاصيل، أشارت المنظمة إلى أنه بعد مرور عشر دقائق على بدء الاحتجاج ضد محاكمة ستة فلسطينيين، من بينهم الناشط باسل الأعرج الذي قتلته قوات الاحتلال أمام مجمع المحاكم بمنطقة البيرة، شاهد باحثو منظمة العفو الدولية وصول أفراد من قوات الأمن الفلسطينية المدججين بالسلاح وهم يحملون الهراوات والدروع، وبدأوا على الفور بمهاجمة المحتجين وضربهم بعنف بالهراوات الخشبية، واستخدموا رذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وقد جُرح في عملية فض الاحتجاج ما لا يقل عن 21 شخصا (13 رجلا و8 نساء)، بينهم أربعة صحفيين كانوا متواجدين لتغطية الحدث، وأُدخل المستشفى 17 شخصا.

وسائل وحشية


وقالت ماجدالينا مغربي، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "ليس ثمة من مبرر لشن هجوم عنيف على احتجاج سلمي، فقد أظهرت الأدلة المتوفرة التي تضمَّنها فيلم فيديو حصلت عليه منظمة العفو الدولية أن قوات الأمن الفلسطينية لجأت إلى وسائل وحشية ومثيرة للقلق لقمع الاحتجاج، الأمر الذي يُعتبر انتهاكا صارخا لالتزامات السلطة الفلسطينية المتعلقة باحترام وحماية الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي".

اقرأ أيضا: أجهزة السلطة تقمع مظاهرة ضد محاكمة الشهيد الأعرج (شاهد)

ولفتت العفو الدولية إلى أن طاقمها الموجود في مسرح الحدث لم يلحظ قيام المحتجين بأية أعمال عنف قبل هجوم الشرطة عليهم بالهراوات والغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل، مشيرة إلى أن الجرحى أُصيبوا بكدمات نتيجة لتعرضهم للضرب المبرح بالهراوات الخشبية، أو لقنابل الغاز المسيل للدموع.

قمع صحفيين

وأضاف البيان أن أربعة صحفيين تعرضوا للقمع والضرب في محاولة متعمدة، لمنعهم من تغطية الاحتجاج، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات في صفوف قوات الأمن.

واعتدت الأجهزة الأمنية الفلسطينية الأحد الماضي على احتجاج سلمي بمدينة رام الله، نظم رفضا لمحاكمة الشهيد باسل الأعرج، واعتدت قوات الأمن على والد الشهيد الأعرج بالضرب وتسببت له بجروح، وجرى نقله إلى المستشفى.

اقرأ أيضا: فصائل فلسطينية تدين انتهاكات أجهزة أمن السلطة

واحتشد العشرات من المتظاهرين أمام مجمع المحاكم في مدينة البيرة بالتزامن مع عرض ملف الشهيد ورفاقه على محكمة الصلح، رغم استشهاده واعتقال الاحتلال لأربعة من رفاقه.

وكان جهاز المخابرات الفلسطينية اعتقل قبل سبعة شهور الأعرج ورفاقه الخمسة وهم: محمد حرب وهيثم سياج ومحمد السلامين وعلي دار الشيخ وسيف الإدريسي.

واستشهد الأعرج خلال اشتباك مسلح مع الاحتلال الإسرائيلي الذي حاصر منزلا كان يتحصن داخله في رام الله، في السادس من آذار/ مارس الجاري.