شنت إذاعة "صوت القوات المسلحة"
السودانية، وهي الإذاعة الرسمية والوحيدة المعبرة عن الجيش السوداني، هجوما حادا على رئيس الانقلاب
المصري عبدالفتاح
السيسي وحكومته، واصفة إياه بـ"الخباز الإسرائيلي"، وأن حكومته هي حكومة انقلاب عسكري انقلبت على الشرعية، مؤكدة أن الرئيس
مرسي لا يزال هو الرئيس الشرعي حتى الآن.
وقالت الإذاعة على لسان الإعلامي السوداني محمد يوسف، يوم الخميس الماضي، خلال البث الصباحي، وقد حصلت "
عربي21" على تسجيل صوتي له: "كل وكالات الإعلام العالمية توبخ وصبّت جام غضبها على الإعلام المصري القذر السيئ السمعة، وكلهم يقولون: لماذا سمحت الحكومة المصرية لإعلامها بالتطاول على دول عظيمة مثل السودان وقطر والسعودية والإمارات؟".
وتابعت: "هذا هو السؤال الكبير الذي طرحته كثير من وسائل الإعلام العالمية، ويمكنني الرد على هذا السؤال بأن الحكومة المصرية هي حكومة انقلاب عسكري انقلبت على الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس محمد مرسي، الذي لا يزال حتى الآن هو الرئيس الشرعي لجمهورية مصر العربية، وعبدالفتاح السيسي هو حكومة انقلاب عسكري، وكل الناس هنا تعترف حتى هذه اللحظة بأن الرئيس الشرعي في السجن".
وأضافت إذاعة الجيش السوداني: "الآلة الإعلامية المصرية القذرة والسيئة السمعة في كل دول العالم ما عندهم حليف إلا إسرائيل، ويمكن أن حكومة الخباز الإسرائيلي هي التي سمحت للإعلام بالتطاول، والإعلام السوداني قادر على هذا التحدي، ونحن لكم بالمرصاد".
واستطردت قائلة: "ندعو الله أن يحفظ السودان من كيد الأعداء والمتربصين به، خاصة أن السودان مقبل على فترة تنموية بعد رفع الحظر الاقتصادي الذي كان مفروضا علينا ظلما لمدة 20 سنة، وقد يكون رفع الحظر لم يلق قبول المصريين أو أعجابهم"، مضيفا: "نحن لا نلوم الشعب المصري، بل نلوم حكومته، لأن الشعب المصري يحبنا، بينما المشكلة في حكومته".
يشار إلى أن الإعلام السوداني يتحدث عن جهود يبذلها النظام المصري من أجل عدم رفع العقوبات على السودان، خاصة أن هذا هو السبب الرئيس للتوتر الحالي، وهو الأمر الذي ورد ذكره في التسجيل الصوتي لإذاعة الجيش السوداني.
وفي 13 كانون الثاني/ يناير 2017، وقبل أسبوع واحد فقط من انتهاء فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أصدر "أوباما" أمرا تنفيذيا قضى برفع العقوبات الاقتصادية والتجارية المفروضة على السودان.
وشمل القرار السماح بكافة التحويلات المصرفية بين البلدين واستئناف التبادل التجاري بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية.
ووجهت إذاعة الجيش السوداني الشكر لحكام دول الإمارات وقطر والسعودية، قائلا: "أنتم أصحاب حضارة وتاريخ، الإعلام المصري لا يهزكم أبدا، فأنتم متقدمون اقتصاديا وعسكريا وسياسيا ورياضيا، أين أنتِ يا مصر؟ متقدمة في أي شيء؟ فقط في الحكي (الكلام)، وإذا كان التعبير والسب عبر آلتكم الإعلامية القذرة فقط، فنحن جاهزون"، مؤكدا أن الشعب السوداني صادق في كل كلماته وعباراته.
وأكملت: "شكرا جزيلا للقوات المسلحة السودانية حامي دفاع هذا الوطن الكبير من كيد الأعداء والمتربصين، نحن معكم في خندق واحد حتى استرداد آخر شبر من تراب الوطن الغالي، لأن جنودنا وصّونا على تراب هذا الوطن".
واختتمت بالقول: "النصر للسودان والسعودية وقطر والإمارات، ومن يسيء للإمارات يسيء للسودان، ومن يسيء لقطر والسعودية يسيء للسودان، للأسف الشديد الكل يتأسف على حال الإعلام والشعب المصري، وعلى حال الحكومة المصرية التي لا تعرف ماذا تقول! يقولون: أصحاب حضارة.. لكن كل المباني الموجودة بمصر التي تفتخرون بها هي مبان بلا معاني، وهذا يؤسف أن تكون تلك المباني بلا قيم بلا أخلاق ولا شيء فيها".
وحفلت الأيام والأسابيع الأخيرة، بعدد من الأحداث المهمة، في العلاقات بين مصر والسودان، ما تسبب في تعكير الأجواء بين نظامي الحكم في البلدين..
فقد اتهم السودان، مصر، بأنها تقدم دعما عسكريا إلى جنوب السودان؛ كي تجبر السودان على الوقوف معها، في قضية سد "النهضة" الإثيوبي، لكنها تؤثر بذلك على الأمن القومي السوداني.
وكشف الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج، عن مطالبة وزارة الخارجية السودانية لنظيرتها المصرية، أخيرا، بكشف ملابسات اعتقال وتوقيف سودانيين بالقاهرة، مؤكدا وجود 20 سودانيا في السجون المصرية، في تهم بارتكاب جرائم جنائية مختلفة.
وفي ما وُصف بأنه أخطر تحركاتها ضد مصر، شكلت السودان، قبل أيام، لجنة لدراسة ملف مثلث حلايب وشلاتين مع مصر، في إشارة واضحة لاتجاهها نحو التصعيد، إذ كشف رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود السودانية، عن تكوين لجنة سودانية بشأن المنطقة، وكيفية إخراج المصريين منها، عبر الطرق الدبلوماسية..
بينما لجأت السلطات المصرية، في الأيام الأخيرة، إلى اتباع أساليب "التهدئة"، وفق مراقبين، بهدف نزع فتيل التوتر الذي شهدته علاقتها مع السودان، أخيرا، وبلغ ذروته بتصريحات أطلقها وزير الإعلام السوداني، المتحدث باسم الحكومة، أحمد بلال عثمان، وردود الفعل العنيفة من قِبل إعلاميين، ونواب مصريين، عليها.
وتمثلت التهدئة المصرية في عدد من الخطوات أبرزها اتصال هاتفي من قِبل وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بنظيره السوداني، إبراهيم غندور، وصدور بيان مشترك للوزارتين، نصَّ على عقد جولة للتشاور السياسي بينهما، في شهر نيسان/ أبريل المقبل، وكذلك الاتفاق على ما يُسمى "التعامل المكثف مع أي إثارة إعلامية".