أكد الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان في مقابلة مع شبكة أنباء "سي أن أن" أن الإصلاحات
الدستورية التي صوت عليها الأتراك لا تجعله ديكتاتورا، مشيرا إلى أن التعديلات التي صوت عليها الأتراك بأغلبية قليلة لمعسكر "نعم"، لا علاقة لها به، حيث قال: "أنا بشر ولست مخلدا، ويمكن أن أموت في أي وقت".
وتحدث الرئيس التركي لمراسلة "سي أن أن" بيكي أندرسون في القصر الرئاسي في أنقرة، قائلا: "إن النظام يمثل تغييرا وتحولا فى التاريخ الديمقراطى لتركيا"، رافضا الاتهامات التي تقول إنه دعم السلطات الجديدة من أجل تعزيز قوته.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن التعديلات الدستورية تتكون من 18 مادة، وتمنح الرئيس مهام تنفيذية، حيث سيكون بإمكانه تعيين الوزراء، وإلغاء منصب رئيس الوزراء، وتعيين القضاة، وإعلان حالة الطوارئ، وتحمل مسؤولية الأمن في البلاد.
ويورد الموقع أن أردوغان رفض الاتهامات بأن التعديلات الجديدة هي خطوة نحو الديكتاتورية، قائلا: "في حال وجود الديكتاتورية فأنت لست بحاجة إلى نظام رئاسي"، وأضاف: "توجد هنا صناديق اقتراع، والديقراطية تنشأ من قوة الشعب، وهذا ما نسميه الإرادة الوطنية".
وتلفت أندرسون إلى أن النتائج لم تكن حاسمة، حيث أن أردوغان استطاع الحصول على نسبة 51.4% من أصوات الناخبين، رغم قوانين الطوارئ، مستدركة بأنه رغم الفوز الضعيف الذي حققه أردوغان، فإنه لم يبد أي لهجة تصالحية، وقال: "لدي خلفية في كرة القدم، لا يهم إن فزت بنتيجة واحد مقابل صفر أو خمسة مقابل صفر، الهدف النهائي هو الفوز في المباراة".
ويعلق الموقع قائلا إن "هذا الكلام قد لا يقنع المعارضة، التي وعدت بتحدي نتائج
الاستفتاء، حيث أن النتائج هي تصويت على أردوغان الذي قاد البلاد إلى عملية التحول الاقتصادي، أولا بصفته رئيسا للوزراء ومن ثم رئيسا للبلاد".
ويفيد التقرير بأن داعمي حملة "نعم" يعتقدون أن مستقبل
تركيا سيكون أكثر أمنا وازدهارا وقوة بوجود زعيم قوي في القيادة، مشيرا إلى أن معسكر "لا" رأى في الاستفتاء محاولة من الرئيس لمراكمة السلطات في يديه.
وتلفت الكاتبة إلى ما قالته لجنة المراقبين الدوليين، من نقد بشأن طريقة إجراء الاستفتاء، وقالت إنها لم تكن متوازنة، وإن معسكر "نعم" سيطر على الإعلام، ورد الرئيس أردوغان على موقف المراقبين الدوليين بدعوتهم "لالتزام حدودهم".
ويذكر الموقع أن أردوغان هاجم الاتحاد الأوروبي، الذي انتقد تهديد أردوغان بعودة العمل بقانون الإعدام، وانتقد طريقة إجراء الاستفتاء، وقال أردوغان معلقا على موقف الاتحاد الأوروبي من طلب العضوية: "تركونا ننتظر 54 عاما على أبواب الاتحاد الأوروبي"، وأضاف أن "هذا النوع من العلاقات السياسية غير مقبول، وحاولنا جاهدين قبول مطالب الاتحاد الأوروبي، لكنه لم يف بوعوده، ويجب عليه الوفاء بوعوده"، وتابع قائلا: "إذا حافظوا على وعودهم فعندها سنجلس ونتفق على الخطوة القادمة".
وينوه التقرير إلى أن تركيا كثيرا ما اصطدمت مع الاتحاد الأوروبي حول الصفقة المتعلقة بوقف الهجرة، قائلة إنها فعلت المطلوب منها وأكثر لكنها لم تحصل على أي مقابل، لافتا إلى أن تركيا تحاول منذ سنين الحصول على موافقة لدخول مواطنيها أوروبا دون تأشيرة.
وتستدرك أندرسون بأنه على خلاف التحفظات التي أبداها قادة الاتحاد الأوروبي بشأن الاستفتاء، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هنأ أردوغان بمكالمة هاتفية، الأمر الذي استقبله أردوغان بترحيب كبير، قائلا: "أفضل لقاء وجها لوجه، حيث نتحدث حول العلاقات الثنائية وندفعها للأمام".
ويختم "سي أن أن" تقريره بالإشارة إلى أنه عندما سئل أردوغان عما إذا كانت الولايات المتحدة وتركيا ستعملان معا، فإنه أجاب قائلا: "الطريقة التي يتعامل فيها ترامب مع هذه الأمور تجعلنا سعداء، فالولايات المتحدة وتركيا حليفتان، ويمكننا حل المشكلات، ولا مشكلة لدينا على هذه الجبهة".