تودع تونس بعد أيام سنة 2016، لكي تستقبل سنة جديدة. ورغم أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية لم تتحسن كما كان يتوقع السياسيون الذين نجحوا في الانتخابات، ووجدوا أنفسهم يتربعون على مقاعد السلطة، إلا أن ذلك لم يمنع من أن الحالة الأمنية قد شهدت تحسنا ملحوظا خلال السنة الجارية..
لا تزال شهادات ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في تونس تفعل فعلها على أكثر من صعيد. والاعتذار الذي قدمه وزير العدل في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي لهؤلاء الضحايا، خاصة الإسلاميين منهم، مثال على ذلك..
مع انطلاق جلسات الاستماع لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان التي نقلتها عديد من القنوات والفضائيات التلفزيونية، بدأ التونسيون يكتشفون الجانب الخفي والمظلم، وأحيانا الفظيع، من تاريخهم السياسي منذ استقلال بلادهم وتأسيس "الدولة الوطنية"..
سيكون من السابق لأوانه الحكم على السياسات التي سيتبناها الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية، لأنه يستبعد أن يلتزم هذا الرجل بكل ما أعلن عنه ووعد به خلال حملته الانتخابية..
إن العنف له أدواته ومنطقه وأهدافه واستراتيجياته، ومن يتبنى ذلك لا يمكن التعايش معه داخل نفس الإطار الجغرافي، ولا يمكن أن يلتقي مع من يستند في عمله على منهج إصلاحي يقوم على القانون وعلى النشاط السلمي الهادف إلى حماية الدولة..
في تصريح لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أعلن فيه أنه "لا يمكن أن نكفّر أحدا يقول لا إله إلاّ الله".. وبناء عليه رفض أن يكفر "الدواعش"، مستندا في موقفه على القول: "نحن أهل السنّة لا نكفّر أحدا يقول لا إله إلاّ الله، بل نقول له: أنت ظالم.. مخطئ.. متطرّف.. متشدّد"..
حكم المجتمعات وإدارة شؤونها فن صعب ومعقد. وكلما جنحت قوى التغيير نحو إخضاع النظام السياسي للقواعد والآليات الديمقراطية، برزت صعوبات جديدة وأحيانا قد تكون غير منتظرة..
رغم توقع خصومه بأنه سيمنى بهزيمة قاسية، إلا أن حزب العدالة والتنمية نجح في أن يحافظ على موقعه الأول في الانتخابات البرلمانية التي نظمت مؤخرا بالمغرب، وهكذا صدق حدس أمينه العام بن كيران الذي صرح بأن الحزب سيفوز في هذه الانتخابات..
أعلن وزير الشؤون الدينية في تونس عبد الجليل بن سالم في تصريح إعلامي أن خمسة بالمئة ممن يعتلون منابر المساجد أساتذة، وأنّ البقية " لا علاقة لهم بالاختصاص ولا يملكون ثقافة علمية دينية تؤهلهم ليكونوا خطباء ". وأضاف أنّ هذا الفراغ " أدى إلى أزمة حقيقية تسبّبت في تفشي خطاب تكفيري متطرف.
يواجه الليبيون اليوم معضلة الانقسام بشكل غير مسبوق، وبما أن النخب السياسية والمدنية فشلت في حماية المسار الانتقالي رغم الإنجاز الانتخابي الذي حققته، فقد انتقلت المبادرة إلى المليشيات، ومن المليشيات إلى بقايا الجيش المنقسم..
كشف سبر آراء تم إنجازه في تونس عن نسبة مهمة من الأشخاص الذين شاركوا في العينة أعلنوا عن عدم ثقتهم في حركة النهضة. لقد تمت صياغة السؤال بالطريقة التالية " أي حزب هو الأبعد عن قلوبكم " وكانت الإجابة بنسبة 39.7 بالمائة الذين أشاروا لحركة النهضة.
الثورة لا تتحقق بخطاب ارتدادي في الزمن وفي المضمون، لأنها بدل أن تكون خطوة نحو الأفضل، تصبح في النهاية انتكاسة إلى الأسوء، وبذلك تفتح المجال واسعا أمام الاقتتال الأهلي وتفتيت الجسم الواحد وتدل الأجنبي.