لا جدال بان التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية ينطوي على هشاشة بنيوية عميقة، وقصور عملياتي ظاهر، فبعد مرور قرابة ثلاثة أشهر على بدء هجمات التحالف الدولي الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لا يزال التنظيم متماسكا وقويا ويحقق اختراقات هامة، ويتقدم في جبهات عديدة في العراق وسوريا، فالضربات الجوية وحدها لم تحقق أهدافا استراتيجية ميدانية كبرى منذ سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل في 10 حزيران/ يونيو 2014، واقتصرت انجازاته على محاولة صد التنظيم واحتوائه ومنع سقوط إقليم كردستان ومدينة بغداد ومدينة عين العرب ــ كوباني بيده، فقد سارعت القوات الجوية الأمريكية وحلفائها بقصف مواقع وقوات تنظيم الدّولة في العراق لمنعه من التقدم وصد هجماته واحتواء طموحاته، بإسناد قوات البيشمركة الكردية، والقوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي، وفي سوريا لا تتمتع قوات التحالف الجوية بإسناد حقيقي على الأرض باستثناء قوات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وقوات النظام السوري، التي انضمت طائرات التحالف إلى قوات الأسد الجوية.
لا جدال بأن ألاحلام الثورية الرومانسية في مصر قد بددتها الأحكام القضائية الصادرة مؤخرا في 29 تشرين ثاني/ نوفمبر ببراءة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي، وستة من مساعديه من قضايا القتل والفساد والاستبداد. فقد بدا واضحا منذ الانقلاب العسكري أن المؤسسة العسكرية لن تدع أبن
تتوافر سياسات حرب الإرهاب الأمريكية وحلفائها على "تنظيم الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا على مفارقات خطيرة عديدة، ولعل أحد مفارقاتها الكارثية تتمثل بالاعتماد على مليشيات شيعية تمارس الإرهاب بأبشع صوره كعمليات القتل والتطهير المذهبي على أسس طائفية صريحة دون تصنيفها كحركات ومنظمات إرهابية.
على الرغم من تواصل الهجمات الجوية لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا، إلا أن التقارير الأمريكية والأوروبية تشير إلى زيادة هائلة في عدد المقاتلين الأجانب
لا جدال بأن تنظيم الدولة الإسلامية بات يتمتع بجاذبية إيديولوجية في العالم العربي تتفوق على جاذبية تنظيم القاعدة والحركات الجهادية الوطنية فضلا عن الحركات الإسلامية السياسية والدعوية، ولا تنفصل هذه الجاذبية عن مسارات الربيع العربي وبنية الدولة القطرية الراهنة، ففي سياق مناهضة الدولة القطرية لمخرجات الثورات العربية السلمية والانقلاب على نتائج الديمقراطية والتعددية والعدالة الانتقالية، عادت الدولة الوطنية بصورة فائقة لطبائعها السلطوية الخالصة، وأصبحت أجهزتها الإيديولوجية تتبع آليا أجهزتها القمعية دون مسائلة، فقد تطلبت عملية إعادة السلطوية عمليات قمع مضاعفة لما قامت به في نشأتها الأولى التي اعتمدت على قيام جزء من الجهاز القمعي بالانقلاب على جزء آخر بعيدا عن الأطر المجتمعة، وكونت طبقة مهيمنة تحتكر العنف والمقدس، أما في استئناف السلطوية الثانية فقد كانت الوصفة غاية في البساطة وتتمثل بإعادة بناء جدار "الخوف"، عبر الكشف عن وجهها القمعي دون مواربة.
كان تنظيم القاعدة قبل دخول القوات الأمريكية أفغانستان مهتما بامتلاك قنابل انشطارية وإشعاعية، ففي كانون أول/ ديسمبر 1998قال بن لادن بأن تنظيم القاعدة يسعى لامتلاك أسلحة نووية
يكشف الموقف التركي في التعامل مع مسألة عين عرب ــ كوباني، عن شكوك السياسة التركية تجاه المقاصد والنوايا الحقيقية للولايات المتحدة الأمريكية المتعلقة بالحرب على الإرهاب
عندما دشنت الولايات المتحدة الأمريكية سياسات "الحرب على الإرهاب" عقب هجمات تنظيم القاعدة على نيويورك وواشنطن في 11سبتمبر 2001، كان الهدف المعلن يتمثل بالقضاء على تنظيم القاعدة والحركات الجهادية المساندة العابرة للحدود، واليوم تبدو نتائج الحرب على الإرهاب فاشلة تماما، إذ لم تسفر الحرب عن حرمان الإرهابيين المفترضين من ملاذات آمنة وحصارهم وتجفيف مصادر تمويلهم وتدمير إيديولوجيتهم الخطابية ودعايتهم الإلكترونية، ومع قرب انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان نهاية العام الحالي والذي دخلته نهاية 2001، تبدو عودة حركة طالبان وحلفائها من التنظيمات الجهادية والقاعدة مسألة وقت لا أكثر، كما أن نتائج غزو العراق 2003، تحت ذريعة "الحرب على الإرهاب"، ثم الانسحاب 2011، تبدو كارثية، إذ يسطر اليوم تنظيم "الدولة الإسلامية" وحلفائه من الجهاديين العالميين على مساحات واسعة من العراق وسوريا.
عندما سيطر تنظيم الدولة على الموصل في 10 حزيران/ يونيو 2014 بدأت الولايات المتحدة تدرك قوة التنظيم، وتتنبه لحجم المخاطر المستقبلية لتمدده، ومع توغل جهادييه باتجاه نفط الشمال في إقليم كردستان سارعت القوات الجوية الأمريكية وحلفائها في 8 آب/ أغسطس 2014 بقصف مواقع وقوات تنظيم الدّولة في العراق..
لا خلاف بين كافة الديانات السماوية ولا سائر الإيديولوجيات الوضعية نظريا على قيمة الحياة وقدسيتها، فحفظ النفس مراعاة في كل ملة دينية، كما أن حق الحياة أساس الحقوف الحداثية، لكن العالم المشخص يقول شيئا مغايرا في تاريخه الصراعي التناحري..
هل بقي من أحد في هذا العالم المتخم بالعدالة والانصاف، لم يشجب سلوك تنظيم الدولة "الإسلامية" العنيف، وتكتيكاته القتالية المرعبة، أولستم من أنصار "حق التدخل الإنساني"، بادروا إذن بالانضمام إلى نادي الكلمات الجوفاء، علّ الدولة تزول وتختفي، لكن تنظيم "داعش" لا يحفل بفاشية الحشود الرثة..
يبدو أن الخلافات بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية قد حيرت الباحثين والمراقبين والإعلاميين، فضلا عن أنصار التيار السلفي الجهادي، إلا أن اتساع شقة الخلاف كان متوقعا بسبب التباس المرجعية الفكرية والإستراتيجية العملية للطرفين..