هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كل حزب سياسي رهين الشروط التي تشكل فيها، ورهين بنيته الأولية، لذلك كانت دراسة الأحزاب من طريق المقارنة والاستقراء لا تتوصل سوى إلى نموذج أو عدة نماذج لا تمت إلى الواقع إلا بصلات ضعيفة، لا بحكم اختلاف شروط نشأة الأحزاب واختلاف رؤاها وبرامجها، على ما بينها من تشابه، فقط، بل لاختلاف شروط الممارسة العمل
عُقدة العُقد عند الغرب هي أنه لا يقبل ولا يتحمل أن يرى الإسلام يحكم ويعطي التشريعات، ويلهم المواقف والسياسات، داخليا وخارجيا. فهذه في نظر الغرب “جريمة” تحاول بعض الحركات الإسلامية تنفيذها مع سبق الإصرار والترصد! فلذلك عمل الغرب طويلا على إبعادها والحيلولة دون وقوعها.
يلفت بوبيرو إلى خطأ الخطاب الذي يروج لفكرة مفادها أنه بقدر ابتعاد المرء عن المعتقدات والشعائر الدينية بقدر ما يكون علمانيا. ويوضح أن هذا الخطاب يعززه الانطباع بوجود تنازعات بين العلمانية والعقائد الرسمية للأديان، وهذا غير صحيح..
وفقا لباحثين فإن كثيرا من تيارات الإسلام السياسي في حراكها السياسي، ومشاركاتها السياسية تتبنى منظومة فكرية وسياسية مبنية على الفقه المقاصدي، والموازنة بين المصالح والمفاسد، والنظر في مآلات الأقوال والأفعال، واستحضار فقه الاستضعاف لعدم توفر شروط التمكن والاستطاعة في كثير من الأحوال والظروف.
وثق الجلاصي للحظة مطالبته بقيادة جماعية داخل النهضة تحت إشراف الشيخ راشد الغنوشي، قبل أن يضطر لمغادرة التنظيم، بعد أن لاحظ تضاؤل فرص الإصلاح من الداخل، واستمرار العطب القيادي، ومحدودية الرهان على حسم قضية التداول القيادي داخل هذا التنظيم.
بدأت تظهر في الساحة العربية نماذج من هذه العلمانية الطفيلية التي جعلت من عناوينها الرئيسة السخرية بالقيم الإسلامية ومواجهة الثوابت الدينية وفي نفس الوقت التحريض لاستئصال الحركة الإسلامية وكل مكونات الجبهة الدينية..
إنّ هذا المصنّف الحامل لعنوان "محدودية المنهج في كتب التّفسير"، يروم الاهتمام بمفهوميْن أساسييْن في كتب التّفسير هما: مفهوم التّرادف ومفهوم الإعجاز لما يتميّزان به من أهميّة في تحديد الوعي الدّيني وما آل إليه من ضبابيّة وعموميّة يُشجّعان على التّقليد والرّضا بما قاله السّلف..
الاقتراب من الحكام له ضوابط شرعية لا يجوز إهمالها، من ذلك أن يكون العالم متحليا بعزة الإسلام لا بذل التبعية والخضوع لصاحب السلطة الدنيوية، وهذا لا يتحقق في زماننا إلا بقوة المؤسسة الدينية؛ لأن العزة للأفراد غير متحققة في زماننا"..
هذا الكتاب بالغ الأهمية، لكل من يريد أن يُلِم بتطور مصر، السياسي والثقافي، منذ حقبة محمد علي، وحتى نهاية حقبة الناصرية. وإن كان من الأفضل أن تُجري دار النشر تعديلات طفيفة في الداخل، بعد مرور نحو نصف قرن على صدور الطبعة الأولى من هذا الكتاب..
لقد أوضح بورقيبة مرارا في خطبه أنه يعارض "فصل الدين عن الدولة" واعتبر أن العلمانية التي يؤمن بها تعني أن "الدولة تحتكر الإشراف علي شؤون الدين والشعائر الدينية وتعمل على "تحديث الإسلام وليس على أسلمة الدولة"..
لئن خدمت الثورات العربية الإسلام السياسي في عامة شمال إفريقيا (المغرب ـ تونس ـ ليبيا ـ مصر)، ومثلت الحجر الذي حرّك المياه الراكدة في المشهد السياسي العربي عامة ودفعت الحركات الإسلامية إلى القفز إلى الصدارة وإلى السلطة فإنّ الحركات الجزائرية قد تخلفت عن الركب.
كل الخلل الذي يصيب السياسي عند أي أمة، يرد إذن إلى هذه المعادلة التي رسمنا شكلها الهرمي المنتج للقدرة السياسية، من حيث هي تمكين؛ أي حيازة الحصة المناسبة من المكان، وتزمين؛ أي حيازة الحصة المناسبة من الزمان.
يستنتج الكتاب أن الجماعة التي تأسست منذ 1928 وضمت في صفوفها مئات الآلاف من الأعضاء وملايين الأنصار، لن تلغى بجرة قلم، رغم محاولات محوها من خارطة القوى السياسية المصرية، وأنها عائدة من جديد بلا شك.
إن تجربة الأحزب السياسية ذات المرجعية الإسلامية لم تحظَ بمراجعة جادة لكافة مراحلها ومختلف مساراتها، ولم يجرِ تقييم شامل لكل تجربة من تجاربها المختلفة، وهو ما يعني بقاء الأخطاء على ما هي عليه، بل دوامها وتكرارها تحت ذرائع متهافتة، ومبررات غير سائغة.
أقصيت حركات الإسلام السياسي من الحياة السياسية لفترات طويلة أو هُمش دورها وحوصر نشاطها. ولكنّ الإقصاء من السياسة لا يعني بالضرورة الإقصاء من المجتمع..
النخب اليسارية، التي انشغلت بفكرة تحقيق اللبرلة من فوق، بدعم المشروع السلطوي لهزم المشروع السلفي الذي يمثله الإسلاميون، انتهى بها المطاف إلى أن أصبحت خارج مربع اليسار، وخارج مربع العلمانية، بل أصبحت أسوأ نموذج للسلطوية..