هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تكشف المآسي التي تواجهها دول المنطقة من صراعات داخلية وقمع وتردي في كل أحوال المجتمع، خاصة في وادي النيل ودول الاحتراب الأخرى، مثل سوريا والعراق، عن ملامح مشتركة أهم مميزاتها تراجع الدولة والتنظيم السياسي معا لصالح العصابة.
ليس هناك خلاف على أن اليمن أصبح كارثة إنسانية مجسمة، ليس فقط بسبب الحصار وشح الضروريات، بل كذلك بسبب العدوان المستمر على المدنيين. ويعود هذا أساسا إلى استراتيجية تحالف المؤامرة الانقلابية في تعويق وصول وانسياب الإمدادات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، ومضاعفة نكبة المدنيين بقصفهم وترويعهم.
(1) كتبت على هذه الصفحات قبل أكثر من عام أحذر بأن «صوملة مصر» لم تعد خطرا محتملا، بل أصبحت واقعا ماثلا، وليس فقط في سيناء التي تعتبر الصومال بالنسبة لها دولة مستقرة. فقد تفجرت الصراعات القبلية في أسوان، وأصبحت الإسماعيلية والسويس، بل وبعض أحياء القاهرة، ساحة حرب مفتوحة.
وفر علينا الأحبة في مصر العزيزة أطنانا من الحبر عندما أثبتوا عبر «البيان بالعمل» صحة ما ذهبنا إليه في مقال الأسبوع الماضي بأن أهم سبب لفشل مشاريع استئصال الإسلاميين، خلافا لاستحالة أي مشروع من هذا النوع من ناحية المبدأ، هو أن القائمين على هذه المشاريع هم أعداء أنفسهم.
تساءلنا في السابق عن أسباب فشل سياسات استئصال الإسلاميين والتيارات السياسية الدينية، وتناسب قوة الحركات الإسلامية طردياً مع شدة الحملات التي نظمت لقمع هذه التيارات. فالدول الرائدة في التصدي للإسلام، وعلى رأسها تركيا وإيران ومصر وسوريا وتونس، هي التي تشهد اليوم أكثر الحركات الإسلامية تجذراً وشعبية.
في الشهر الماضي، قمت برحلتي السنوية إلى جامعة ادنبره للمشاركة في اجتماعات مجلس أمناء أحد مراكزها. ولأن هذه أول زيارة لي إلى حاضرة اسكتلندا بعد الأحداث التي هزت ذلك الإقليم ومعه بريطانيا خلال استفتاء العام الماضي وانتخابات هذا العام، حرصت على استقصاء كل آراء من التقيت بهم حول تلك الأحداث وتوابعها.
يروي الرواة حوارا دار بين الخليفة الصالح عمر بن عبدالعزيز وابنه «الراديكالي» عبدالملك، الذي طفق يستحثه لمواجهة عشيرته من بني أمية بالحسم والتعجيل برد الحقوق منهم. فأجاب عمر قائلا: «أخشى أن يستعينوا علي بمن أطلب هذا الحق لهم!»
رغم كثرة الاتهامات لحكومات السودان ـوحتى شعبه- باستهداف الأقليات على أساس عرقي، فإن السودان المركزي ظل فريدا في بعده عما شهدته بلدان أفريقية وعربية أخرى من تناحر عرقي، ما عدا استثناءات سنعرض لها تؤكد القاعدة.
ابتدرنا هذه التأملات بحديث عن حركة الإخوان المسلمين في الأردن، وانقلاب النظام عليها بعد طول تحالف، في إطار تحول بين الأنظمة الملكية العربية ضد حركات استغنت عنها بعد أن صارت عبئا بعد أن كانت سندا.
يبدو منطقياً القول بأن حركات الإحياء الديني ذات نزعة طائفية في جوهرها، كما تدل على ذلك تجربة الحركة البروتستانتية التي خرجت داعية إلى العودة إلى أصول الدين، ومعالجة ما رأته من «البدع» والانحرافات في الكنيسة. إلا أن بروزها خلق ردة فعل معاكسة من قبل «المحافظين» والمتمسكين بتراث الكنيسة، خيره وشره، مما
تناولنا الأسبوع الماضي مسألة الهوية المصرية لحركة الإخوان المسلمين، وهو أمر لم يكن يحتاج لكثير تنويه لولا مزيج من التناسي ومساعي تجاوز نحو العالمية ظن البعض أنها نجحت. فكل حركة هي بنت بيئتها، وما كان لحركة الإخوان أن تنجح لولا أنها تبنت قضايا تهم الشعب المصري. وقد تأثرت كل حركة إحياء إسلامي بالبيئة
خلال اكثر من ثلاثة عقود، أتيحت لي بحكم عملي الصحافي والدبلوماسي والأكاديمي، فرص واسعة للتواصل مع قيادات الحركات الإسلامية في كل أنحاء العالم، من نيجيريا إلى السويد، ومن ماليزيا واندونيسيا إلى المغرب، ومن أمريكا وبريطانيا إلى تركيا والهند. فما هو يا ترى الموضوع المشترك الذي كان يبرز في خطاب قيادات هذ
عندما تدفق الإيرانيون والإيرانيات على شوارع طهران مساء الخميس الماضي للاحتفال ببوادر رضى «الشيطان الأكبر» عن «الجمهورية الإسلامية»، كانت المشاهد في حد ذاتها رسالة لحكام إيران قبل ان تكون رسالة للعالم. معظم الفتيات خرجن حاسرات الرأس، وكان الشباب يرقصون في الشوارع. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت
(1) احتدم الجدل في بريطانيا خلال الأيام الماضية عن المسؤولية حول اضطراد تسرب الشباب المسلم إلى سوريا للانضمام إلى الجماعات الإرهابية التي أكثرت في الأرض الفساد. فالآباء اتهموا الشرطة والسلطات الأمنية والمدارس بالتقصير في إيصال معلومات حيوية للأسر، وعدم متابعة الأطفال الفارين، أو إيقافهم في المطارات.
(1) رويت لبعض الأصدقاء الكرام في مدينة مراكش المغربية التي استضافتنا بأريحية شطراً من الأسبوع الماضي تفاصيل المصيبة التي حلت بطائفة من الأسر السودانية التي هاجر أبناؤها وبناتها خلسة إلى محارق سوريا كما رواها الرواة. استمع الإخوة باهتمام، ثم تساءل أحدهم: كم عددهم. أجبت أنهم أحد عشر، كما علمت. سكت صاح
لا بد من تقديم هنا بأن أي تناول نقدي لحركة الإخوان المسلمين في مصر لا بد من أن يشفع بتصحيح مهم للانطباعات التي تبثها تشنيعات خصومها التي توحي بأن الإخوان كانوا يحكمون مصر منذ أيام محمد علي، وأنهم تولوا قمع الخصوم وإسكات الأصوات. وهذه كلمة باطل يراد بها باطل..