هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هذا الاختلاف الجلي بين وجهتي الإسلام/ التوحيد والحداثة/ الشرك هو الذي يجعل أسلمة الأخيرة أمراً مُحالاً، بل يجعل أنسنتها عملاً متعذراً بالأصل، حتى داخل سياقها؛ بسبب فرط عدائها للإنسان الرباني المركَّب، مهما تشدَّقت بديباجات هيومانيَّة تستر بها وحشيتها
ليس ثمة مشكلة فيمن يتعامل مع الضرورة بشروطها ومقتضياتها في إطار إدارته الواعية الصلبة لمشروعه الإسلامي، ولكن تكمن المشكلة هنا في أن العديد من الإسلاميين حَوَّلوا مع الزمن "الاستثناء" إلى "قاعدة"، و"الضرورة" إلى "حياة طبيعية
الأزمة في تونس هي أزمة مجتمعية لا يمكن أن نفصل فيها القيمي عن التشريعي، ولا السياسي عن النقابي، ولا الراهن عن التاريخي، ولا الداخلي عن الإقليمي والدولي. وهي لذلك لا تقبل الحل إلا بـ"كتلة تاريخية" عابرة للأيديولوجيات وحاملة لمشروع تحرر وطني سيادي يقطع جدليا مع السرديات الكبرى وأوهامها التأسيسية
كيف تعاملت هذه النخب بمختلف أدوارها في المجال العام مع مسألة الرسوم المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم)؟ وهل نجد اختلافا جذريا بينها وبين مواقف النخب "الماكرونية" الفرنسية؟ بل كيف طرحت هذه النخب قضية المقدس في تونس منذ الثورة؟
تأسست الحداثة الجمالية في ظل وعي الفنان الحديث المفرط بذاته، بوصفها مصدرا للقيم الجمالية بديلا للحضور الطاغي للتقاليد الفنية الموروثة. وقد تكرس هذا الوعي الجديد عند شارل بودلير (1821- 1867)..
يترافق مع ازدهار الليبرالية الجديدة هذا، وحتى في البلدان الرأسمالية الأكثر تقدما، انحسار مهم لدور السلطات العامة بدءا بالبرلمان، وتخريب بيئي وتصاعد انعدام المساواة، وتسارع الفقروالبطالة، أي كل ما يمثل نقيض الدولة الحديثة و المواطنية.
لم يسبق التوافقَ تأسيس نظري صلب للالتقاء بين الإسلاميين والعلمانيين بصورة عامة، كما لم يكن التوافق (من جهة ثانية) محكوما باستحقاقات الثورة أو بالمطلب الإصلاحي، بقدر ما كان محكوما باستراتيجية المنظومة القديمة لإعادة التموقع والانتشار داخل مؤسسات الدولة
لا يخفى على المتابع للمشروع الحداثي للشاعر اللبناني يوسف الخال (1917-1987) الذي قاده من خلال مجلة "شعر" تعرضه للارتباك والخلل الواضحَين، كما اتضح في مجمل القضايا والإشكاليات التي عرضها..
في الوقت الذي تدعو فيه اتجاهات إسلامية محافظة إلى "أسلمة الحداثة" بإخضاع منتجاتها بشقيها المادي والثقافي لأحكام الإسلام وتشريعاته، تطالب اتجاهات علمانية وتنويرية بضرورة "تحديث الإسلام"؛ بتقديم قراءات جديدة لتعاليمه وتشريعاته تتماشى مع روح العصر الحداثية.
هكذا نعود إلى نقطة بدائية الصراع القائم في جوهره صراع على منافع وليس صراعا بين أطروحات ثقافية
توجد جملة من الأسئلة التي تسعى ردود الفعل (من الجهتين النهضوية والعلمانية) إلى تغييبها، بل إلى قمعها حتى تتيسر "شخصنة" السجال
إنَّ أهمَّ ما يجمع هذين النّموذجين اللذين يعبران عن شريحة واسعةٍ في كلا الطّرفين هو الاتّفاق على تسفيه المخالف والانتقاص منه، ومعاداة الفكرة التي لا تتوافق معهم ومحاربتها، واتّخاذ الإسفاف الأخلاقي منهجا في التّعبير عن ذلك
لقد حوّلت عملية التحديث القسري والمسقط والسطحية الزاوية الصوفية إلى "حزب"، وعلمنت صورة "الشيخ الولي" ليصبح "زعيما". ولكنّ العلمنة ووسائل الاتصال الحديثة حوّلا مركز الثقل في إنتاج ثقافة "الدروشة" من الأحزاب إلى وسائل الإعلام
إن معركتنا الحقيقية هي مواجهة الاستبداد والفساد وأنظمة الجور والفشل، وفي مواجهة الاستعمار وأعوانه من حكام أوقعوا ضررا بالغاً ببلادنا، لكننا فشلنا في هذه المعركة، فعدنا أدرجنا إلى زمن المناضلة "لبنى"!
أعظم ضحايا خطابات التلهية (أي الإسلاميين وتحديدا النهضويين) هم من أعظم المستفيدين واقعيا منها، ولكن هذا الاعتراض يسقط عندما نعلم أنّ لاستهداف النهضويين (أو جعل صراع "العائلة الديمقراطية" معهم محور استراتجيات التلهية) آثارا غير مقصودة
التونسي يسأل دولته التحديثية عبر الإكراه: أليست لنا ترسانة قانونية عظيمة وسبْق في تحرير المرأة.. فلماذا نحن الأقل سعادة بين جيراننا؟