اتهمت سلطات ولاية العاصمة
المغربية الرباط، الأحد، محتجين نظموا وقفة أمام البرلمان أول أمس السبت تضامنا مع معتقلي
حراك الريف، بأنهم تعمدوا استفزاز أفراد
الأمن وتعريضهم للعنف اللفظي والجسدي "ما اضطر القوات العمومية لتفريق التجمهر".
وقالت السلطات الأمنية بالرباط، في بيان اطلعت عليه "
عربي21" إنه على إثر تجمهر مجموعة من الأشخاص، مساء السبت، في شارع "محمد الخامس" في الرباط، تدخلت السلطة المحلية وقوات الأمن من أجل "تنفيذ المقتضيات القانونية بشأن التجمعات العمومية".
اقرأ أيضا: داخلية المغرب تفرق بالقوة وقفة نسائية تضامنية مع حراك الريف
وأشارت إلى أن "ممثل القوة العمومية، الحامل للشارة الوظيفية، عمد طبقا للقانون إلى مطالبة الحاضرين بالانصراف وفض التجمهر لما يشكله من إخلال بالأمن العام وعرقلة لحركة السير والمرور، غير أن بعض المتجمهرين أبدوا امتناعا برفضهم فض التجمهر، بل وتعمد بعضهم استفزاز ومواجهة أفراد القوات العمومية وتعريضهم للعنف اللفظي والجسدي، مما اضطرت معه القوات العمومية وبتنسيق مع النيابة العامة المختصة، للتدخل لتفريق هذا التجمهر".
وأضافت الولاية، أنه أثناء هذا التدخل "قام بعض الأشخاص بالتظاهر بالإغماء والسقوط أرضا حيث تدخلت مصالح الوقاية المدنية لنقلهم إلى مستشفى ابن سينا، والذي غادروه في الحين"، وفق تعبير البلاغ.
وعلاقة بالموضوع، أدانت لجنة "حملة نساء واقفات ضد الاعتقال السياسي" طريقة تعامل السلطات الأمنية مع الوقفة النسائية التي نظمت السبت أمام البرلمان، مشيرة إلى أن "الهجوم الوحشي الذي مارسته القوى القمعية، ما هو إلا تجسيد آخر لواقع الاستبداد والتسلط اللذين يشكلان طبيعة النظام السياسي ببلادنا، ووجهه الحقيقي البشع الذي لن تنفع كل مساحيق الخطابات الزائفة في تجميله" وفق تعبيرها.
وأكدت اللجنة في بيان توصلت “
عربي21” بنسخة منه، أن "القمع لم ولن يثنينا عن النضال من أجل الحرية والكرامة بدءا بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين، وجعل حد للاعتقال السياسي في بلادنا".
كما عبرت اللجنة، عن تضامنها "مع كل ضحايا هذا الاعتداء “المخزني الجبان”، و”مع الصحافيين بشكل خاص الذين أتوا لتغطية الوقفة، وتعرضوا للضرب والتنكيل".
وتدخلت قوات الأمن بقوة لتفريق وقفة
احتجاجية نسائية أمام البرلمان، مساء أول أمس السبت، شارك فيها ناشطات ونشطاء للتنديد باعتقال الفنانة سليمة الزياني المعروفة باسم "سيليا"، وكافة معتقلي حراك الريف، وهو ما أثار غضبا عارما من طرف رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، من فاعلين سياسيين وحقوقيين ونشطاء.
اقرأ أيضا: سخط بالمغرب بعد فض وقفة نسائية تضامنية مع حراك الريف بالقوة
يذكر أن عدد النشطاء الموقوفين على خلفية حراك الريف بالمغرب، المتواصل منذ 8 أشهر بإقليم الحسيمة وعدد من المدن شمالي البلاد، ارتفع إلى 176 موقوفًا، بحسب ما أعلن عنه المتحدث باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، الأسبوع الماضي.
وتشهد عدد من مدن وقرى منطقة الريف، شمالي المغرب، احتجاجات متواصلة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، للمطالبة بالتنمية ومحاربة الفساد، وذلك إثر وفاة تاجر السمك محسن فكري، الذي قتل طحنا داخل شاحنة لجمع النفايات بمدينة الحسيمة (شمال)، خلال محاولته الاعتصام بها، لمنع مصادرة أسماكه من قبل قوات أمنية.