نسفت معلقة
إسرائيلية بارزة المنطق الذي استند إليه
وزير الداخلية الأردني غالب الزعبي، الذي حمل الفتى الأردني محمد الجواودة الذي قتله مسؤول أمن السفارة الإسرائيلية في عمان، المسؤولية عن الحادث.
وقالت الصحفية عميرة هاس إن إقدام مسؤول أمن السفارة على قتل الجواودة يرجع بشكل خاص إلى نظرة الاستعلاء التي تحكم توجهات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين والعرب.
وفي مقال نشرته صحيفة "
هآرتس" الأربعاء، وترجمته "
عربي21" شددت هاس على أنه حتى لو قام الفتى الجواودة بالاعتداء على مسؤول الأمن "فما كان عليه أن يقوم بقتله".
وأضافت أن ما شجع مسؤول الأمن على قتل الأردنيين أن "المسلحين الإسرائيليين درجوا على استهداف الفلسطينيين حتى عندما لا يشكلون تهديدا عليهم أو لمجرد أنها تجرأوا على التظاهر من أجل حقوقهم الوطنية".
وتساءلت هاس: "ألم يتم تدريب عناصر الجيش والمخابرات لدينا على وسائل دفاع أكثر نجاعة من تلك التي استخدمها مسؤول الأمن؟.. هل كان الوضع يتطلب أن يقوم الحارس بإطلاق النار مرتين على الفتى وصاحب العقار، أم إنه كان بالإمكان أن يطلق النار على فخذ المهاجم؟".
إقرأ أيضا: الحكومة الأردنية: ما حصل جريمة ولا صفقات بحادثة السفارة
وأردفت الكاتبة الإسرائيلية: "ألم يتدرب الحراس على التصرف برباطة جأش أثناء القيام بالواجب؟ كيف يمكن أن يتسبب الحارس في قتل شخصين مرة واحدة".
واستهجنت هاس أن يتم الاعتماد على رواية الحارس "في حين أن الشاهدين اللذين كانا يمكن أن تمثل روايتهما ثقلا موازيا لم يعودا بين الأحياء، في حين رجع الحارس القاتل إلى بيته سالما".
وتابعت قائلة: "إنني أستهجن أنه لم تكن هناك وسيلة أخرى للسيطرة على الفتى الأردني بدون إطلاق النار عليه"، متسائلة عن سبب قيام الحارس بقتل صاحب الشقة.
وترى هارس أن سلوك الحارس يعكس نمط التعاطي تجاه الفلسطينيين والعرب السائد لدى الجنود وعناصر الشرطة "الذين لا يترددون في إطلاق النار على الأطفال والنساء والفتية الفلسطينيين الذين يحملون السكاكين حتى عندما لا يشكل هؤلاء تهديدا على الجنود".
وأضافت أن "إطلاق الحارس النار على المواطنين الأردنيين يرجع بشكل خاص إلى الشعور بالتفوق والاستعلاء على العرب".
وسخرت هاس من ممثلي الحكومة والنخب الإسرائيلية الذين ادعوا أنه "بحسب القانون الدولي فإن الحارس لديه حصانة دولية"، مشيرة إلى أن قيام إسرائيل بقصف بيوت الفلسطينيين وتدميرها على رؤوس ساكنيها "لا ينسجم مع القانون الدولي".
وشددت الكاتبة الإسرائيلية في مقالها على أن المنطق الإسرائيلي يعكس ازدواجية المعايير التي تحكم التوجهات الإسرائيلية الانتقائية.