توفي عضو مكتب الإرشاد بجماعة
الإخوان المسلمين
عبد العظيم الشرقاوي، والمعتقل منذ أكثر من عامين، السبت، داخل المستشفى العام بمحافظة بني سويف (جنوب القاهرة)، وذلك عقب احتجازه لمدة ستة أيام داخل العناية المركزة لتدهور حالته الصحية داخل سجن بني سويف.
وكانت وزارة الداخلية قد نقلت "الشرقاوي" منذ ما يزيد عن شهر من
سجن العقرب لسجن مديرية الأمن ببنى سويف، واحتجز خلال الأيام السابقة بمقر جهاز الأمن الوطني، ومنع عنه علاجه والطعام الذي يتناسب لحالته الصحية، ما تسبب في تدهور حالته الصحية بشكل بالغ لينقل إلى المستشفى العام وهو يصارع الموت، بحسب حقوقيون.
وحمّل مركز الشهاب لحقوق الإنسان المسؤولية لإدارة سجن بني سويف ومديرية أمن بني سويف، مطالبا النيابة العامة بالتحقيق في تلك الواقعة ووقائع
الإهمال الطبي المشابهة، وإحالة المتورطين فيها للمحاسبة.
وأشار مركز الشهاب – في بيان له اليوم- إلى أنه حذر سابقا من تدهور حالة "الشرقاوي" الصحية، وطالب قوات الأمن بحقه القانوني في العلاج المناسب.
بدوره، قال القيادي بجماعة الإخوان أيمن عبد الغني، عبر "الفيسبوك": "حسبنا الله ونعم الوكيل، استشهاد المهندس عبد العظيم الشرقاوي بعد قتله بمنع العلاج عنه وإهمال علاجه لمدة أكثر من عامين في سجن العقرب"، مضيفا: "لقي ربه فيما نحسبه شهيدا في أعظم أيام الدهر.. اللهم اغفر له وارحمه وتقبله في الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، واجعل دمه لعنة على من قتله".
وفي 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، أصيب المهندس عبد العظيم الشرقاوي، وهو برلماني سابق عن مركز ناصر بمحافظة بني سويف، بجلطة دماغية في سجن العقرب، ورفضت إدارة سجن "العقرب" في البداية عرضه على طبيب السجن أو نقله لإحدى المستشفيات لتلقي العلاج المناسب، إلا أنها قامت لاحقا بنقله للمستشفى بعد تدهور حالته الصحية.
وكانت أسرة "الشرقاوي" قد تقدمت سابقا بالعديد من الشكاوى والبلاغات للكثير من المنظمات والجهات الحقوقية والقضائية، وعلى رأسها النائب العام ومصلحة السجون، إلا أنه لم يتم التفاعل مع تلك الشكاوى بأي شكل من الأشكال، رغم أنه مصاب بعدد من الأمراض المزمنة منذ فترة طويلة، بحسب تصريحات سابقة لـ
"عربي 21" على لسان فاطمة نجلة "الشرقاوي".
و"الشرقاوي" من مواليد 16 نيسان/ أبريل 1950، بقرية أشمنت بمركز ناصر شمال بني سويف، حاصل على بكالوريوس زراعة 1973 بجامعة عين شمس، وليسانس أصول دين شعبة الحديث 1997. عمل مهندسا بإدارة المكافحة بمحافظة الفيوم، ثم عمل بإدارة التقاوي، ثم مدير إدارة الإنتاج الحيواني بناصر، فمدير إدارة الخدمات الزراعية بالإدارة الزراعية حتى خرج إلى المعاش.
وفي سياق متصل، توفي، أمس الجمعة، المعتقل عمر فتحي عبداللطيف عن عمر 52 عاما، داخل محبسه بسجن جمصة بمحافظة الدقهلية (شمال القاهرة)، نتيجة "للإهمال الطبي المتعمد وعدم توافر أدنى معايير سلامة وصحة الإنسان في مقر احتجازه ضمن جرائم الانقلاب المتواصلة التي لا تسقط بالتقادم"، بحسب بيان مركز الشهاب لحقوق الإنسان.
وكان مركز "النديم لمناهضة العنف والتعذيب" و"المبادرة
المصرية للحقوق الشخصية"، قد أصدرا مؤخرا تقريرا مشتركاً عن الإهمال الطبي في السجون بعنوان "يا تعالجوهم يا تفرجوا عنهم: الإهمال الطبي في السجون جريمة"، أكدا فيه تدني مستوى الخدمات الطبية داخل السجون المصرية، بالإضافة إلى غياب آليات المراقبة والمتابعة لأداء أطباء السجن، والنقص الحاد في أنواع كثيرة من الأدوية الضرورية داخل مستشفيات وعيادات السجون.