قالت جريدة "القدس العربي"، إن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأوروبية شرعت في مراجعة العمل بلجنة خاصة لتتبع المغاربة المشتبه في تورطهم في
الإرهاب، كانت تنسق فيها مع الرباط بشأن ملف الإرهاب.
وأضافت "القدس العربي" في تقرير نشرته الاثنين، أن هذه المراجعة تأتي تزامنا مع قيام الأجهزة الأوروبية بالانفتاح أكثر على خبراء أكاديميين بدل الرهان على العامل الأمني فقط.
لجنتان أمنيتان للتنسيق
وأفادت الصحيفة بأن "الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأوروبية قد أنشأت منذ قرابة سنتين لجنتين بعدما تخوفت من عودة المتطرفين من مناطق النزاع في الشرق الأوسط مثل العراق وسوريا وأفغانستان".
وأوضحت أن "اللجنة الأولى تتكون من خبراء في الأمن والاستخبارات التابعين لمعظم الأجهزة الأوروبية يتابعون أنشطة المشتبه بهم من المغاربة الذين عادوا من المناطق المذكورة".
وكشفت أن "الإحصاءات عن وجود قرابة 27% من الشباب الذين توجهوا إلى سوريا والعراق خلال الست سنوات الأخيرة من أصول مغربية، بعضهم لقي حتفه في المواجهات وآخرون ما زالوا هناك ينتظرون فرصة العودة وآخرون عادوا".
وزادت بأن "اللجنة الثانية تتكون من خبراء أوروبيين ومغاربة يعملون على
التنسيق وتبادل المعلومات، بل جرى السماح لضباط مغاربة بالعمل في بعض الدول الأوروبية بإشراف أجهزة أوروبية".
مراجعة التنسيق مع المغرب
ونقلت "القدس العربي" عن مصادر أوروبية أن "الأجهزة الأوروبية أعادت النظر في اللجنتين بعد تفجيرات
برشلونة، إذ تبين أن عمل اللجنتين لم يكن مفيدا للغاية لتركيزه على العائدين من مناطق الشرق الأوسط وجرى تناسي الإرهاب الذي يترعرع في الدول الأوروبية".
وتابعت الصحيفة وفق معلوماتها، بأن "الأجهزة الأوروبية، تعمل على تقوية لجنة التنسيق الأولى أي الأوروبية لسببين، الأول هو: معظم الإرهابيين الجدد ولدوا وترعرعوا في
أوروبا وليست لديهم شبكات وعلاقات مع متطرفين يقيمون في المغرب.. بعكس الجيل الأول من الإرهابيين الذين ولدوا في المغرب وعاشوا مدة قبل الانتقال إلى أوروبا والتوجه إلى مناطق النزاع".
ومضت تقول: "إذا كانت مساعدة المغرب رئيسية في حالة الجيل الأول فهي غير فعالة أمام الجيل الثاني خاصة أن بعض الأجهزة الأوروبية تفرض شروطا على الضباط المغاربة للعمل في أوروبا في إطار مكافحة الإرهاب".
وكشفت أن "السبب الثاني يتجلى في العلاقة المتزايدة بين الإجرام المنظم والإرهاب، حيث جاء بعض الإرهابيين من عالم السرقة والمخدرات، وهو موضوع أوروبي محض لارتباطه بإشكالية فشل إدماج الجيل الثاني والثالث من الأوروبيين المنحدرين من أصول مغربية".
وسجلت أن "هذه العلاقة تدفع الآن المسؤولين إلى مكافحة الإرهاب والعودة إلى خبراء في علم الاجتماع المتخصصين في الهجرة، خاصة إشكالية الاندماج، إذ وعت هذه الأجهزة بأن مكافحة الإرهاب ليس عملا بوليسيا فقط، بل متشعب أكثر نحو الحلول الاجتماعية والأخذ بعين الاعتبار ملحوظات الباحثين قبل فوات الأوان".
ورصدت أن "اللجنة الأوروبية تقوم بالاستعانة بباحثين أكاديميين في مجال الهجرة والإرهاب بشكل جدي لدراسة تورط شباب مغاربة بالإرهاب في أوروبا".
الهجمات الأخيرة
هذا التحول جاء الإعلان عنه، بعد شهر على تفجيرات برشلونة وكامبريلس في منطقة كتالونيا شمال شرق إسبانيا التي خلفت مقتل 16 شخصا وجرح العشرات، أعادت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأوروبية العمل بلجنة خاصة لتتبع المغاربة المشتبه في تورطهم في الإرهاب وانفتحت أكثر على خبراء أكاديميين بدل الرهان على العامل الأمني فقط.
جاء تورط شباب مغاربة في تفجيرات برشلونة وكامبريلس ليؤكد معطى مقلقا وهو وجود شباب من جنسية مغربية أو أصول مغربية في أغلب الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها أوروبا حتى الآن، علاوة على تصدر لائحة المعتقلين في هذه القارة بتهمة الإرهاب بل يشكلون الأغلبية المطلقة في دول مثل بلجيكا وهولندا وإسبانيا.