صحافة دولية

"موند أفريك": الرياض وأبوظبي تدعمان هجوم حفتر بطرابلس

موقع فرنسي: السعودية والإمارات تسعيان إلى استعادة نفوذهما بليبيا مثلما حدث في مصر- واس
موقع فرنسي: السعودية والإمارات تسعيان إلى استعادة نفوذهما بليبيا مثلما حدث في مصر- واس

نشر موقع "موند أفريك" الفرنسي مقال رأي للكاتب والبروفيسور بمعهد الدراسات الجيوسياسية بباريس، علي بن سعد، تحدّث فيه عن مساعي كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى استعادة نفوذهما في ليبيا، تماما مثلما حدث في مصر.

وقال الكاتب، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إنه يوم 27 آذار/ مارس الماضي، أي قبل أسبوع من الهجوم الذي شنه حفتر على طرابلس، استضاف الملك السعودي المشير خليفة حفتر في إطار اجتماع شهد حضور شخصيات بارزة في المملكة، بما في ذلك وزيري الداخلية والخارجية السعودييْن، إلى جانب وزير الدولة للشؤون الأفريقية. ويكتسي هذا الاستقبال الاستثنائي أهمية بالغة في المملكة التي من الجلي أنها أبدت موافقتها على هجوم حفتر ضد طرابلس.

وفي مدينة غريان الواقعة في شمال غرب ليبيا، نجح التجار والسياسيون الذين تربطهم علاقة بالإمارات في تأليب الكتائب الرئيسية في المدينة. ولطالما وقفت هذه الميليشيات في صف مختلف الحكومات التي تواترت على طرابلس منذ عملية فجر ليبيا سنة 2014 التي أدّت إلى انقسام البلاد. ومنذ وصول رئيس الوزراء الحالي فايز السراج إلى السلطة، تعهدت هذه الجماعات بالولاء لحكومة الوفاق الوطني.

وأورد الكاتب أن حفتر شنّ هجومه قبل أسبوع من عقد المؤتمر الوطني، وهو المؤتمر الأول الذي سيقع تنظيمه على الأراضي الليبية بعد عدة أشهر من المشاورات التي كشفت عن تقارب عميق بين الأطراف الليبية. ويهدف التصعيد العسكري إلى عرقلة التوصّل إلى توافق محتمل، كما يسلّط الضوء على الدور التخريبي للثنائي السعودي الإماراتي، الذي يمهّد الطريق إلى تعزيز السلطوية وزعزعة الاستقرار في العالم العربي.

ويوم السبت الموافق للسادس من نيسان/ أبريل، نُفّذت عمليات قصف بالقرب من المواقع التابعة لحفتر بواسطة طائرات تحلّق على ارتفاع عالٍ للغاية وغير تابعة لأي قوات ليبية. وقد تبيّن لاحقا أن إيطاليا كانت وراء هذه العمليات حيث سعت من خلالها إلى التحذير من احتمال إضفاء الطابع الدولي على الصراع في ليبيا.

 

اقرأ أيضا: "الوفاق" تسيطر على مطار طرابلس وتطارد "فلول حفتر" (شاهد)

وأشار الكاتب إلى أنه لا يمكن التغاضي عن أن هذا الهجوم يتزامن مع خوض الجزائر نزاعًا ديمقراطيًا يُثير مخاوف كل من السعودية والإمارات نظرا لصلاتهما الوثيقة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة ورئيس الأركان الحالي أحمد قايد صالح. وتنوي كلتا الدولتين الخليجيتين تكثيف جهودهما لتجنّب عملية الانتقال الديمقراطي في الجزائر التي من شأنها أن تتسبّب في تقويض نفوذهما في البلاد.

ومع استفادته المتواصلة من حماية الغرب له، أصبح هذا الثنائي الخليجي أكثر تمكينا من خلال اتباع سياسته الخاصة. وتجدر الإشارة إلى أن حياد الغرب تجاه ما تقوم به الإمارات والسعودية يعود إلى ثقل استثماراتهما والصفقات الضخمة لشراء السلع والأسلحة وفساد النخب. ويعتبر دعم فرنسا لحفتر في هجومه في جنوب ليبيا من خلال مدّه بطائرات المراقبة والاستطلاع علامة على تشجيعها لطموحاته.

وأفاد الكاتب بأنه من المحتمل أن قوات حفتر لن تسمح له بالاستيلاء على طرابلس إذا ما انخرطت مليشيات مصراتة القوية بالكامل في عمليات القتال، وهو ما لم يحدث بعد. ومن المؤكد أن الهجوم المضاد الذي شنته مليشيات طرابلس قد حشد قوات قليلة، حيث لا تعتبر هذه الخطوة المتواضعة خيارا بل نتيجة للانقسامات المتكررة في صفوف هذه المليشيات التي يمكنها أن تعود بالفائدة على حفتر. في الأثناء، تظل عدوانية حفتر أفضل محفز للقوى السياسية والعسكرية في غرب ليبيا.

 

اقرأ أيضا: رصد للتطورات الميدانية بطرابلس.. وأسرى جدد من قوات حفتر

وسلّط الكاتب الضوء على المفاوضات التي دارت بين القادة في مصراتة وفايز السراج بشأن شروط دخولهم في المعركة. ومنذ المعركة التي قادوها في سرت والتي خرجت منها المدينة دون إراقة الدماء، يعتقد هؤلاء القادة أن حكومة الوفاق الوطني لم تمنحهم المكانة التي تتناسب مع ثقلهم فيما يتعلق بالحفاظ على الاستقرار، فضلا عن أن الحكومة قدمت امتيازات لمليشيات طرابلس لتثبيت سلطتها أكثر في العاصمة.

في الأثناء، حدث تقارب أول بين وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني، فتحي باشاغا، ومليشيات طرابلس منذ أقل من شهر وذلك في سبيل مواجهة ميليشيا عماد الطرابلسي في الزنتان. وقد مثل ذلك واحدة من نقاط الدعم المحتملة لحفتر كي يستولي على طرابلس والتي يبدو أنها باءت بالفشل. 

وبيّن الكاتب أنه بالنسبة لميليشيات طرابلس، تمكنت الإمارات من كسب ولاء هيثم التاجوري، زعيم مليشيا "ثوار طرابلس" القوية الذي يرغب في الاستفادة هذا التقارب وجعل التحالف مع حفتر الخط الأحمر لتقاربه مع الإماراتيين.

وفي الختام، أوضح الكاتب أن هذه الفصائل المختلفة والمنقسمة تتفق على رفض القوة العسكرية التي يجسدها شخص حفتر. وفي حال أصبحت هجمات المشير أكثر شراسة، فستؤدي إلى لمّ شمل هذه الفصائل وقلب موازين القوى لصالحهم، لا سيما مع دخول مليشيات مصراتة في اللعبة.

التعليقات (3)
محمد يعقوب
الإثنين، 08-04-2019 11:58 م
كلما أشاهد صورة ألمحمدان بن زايد وبن سلمان، أقول المثل الشعبى "كول بندق وإلعن الجوز" بن زايد هو المحرك لبن سلمان لأنه أفهم منه بكثير، وذاك الوحش بن سلمان ينفذ كل ما يأمره به بن زايد. وضعا السيسى تحت جزمهما وأذل السيسى مصر بأن يكون رئيسها على هذا المستوى من الحقارة وقلة الشرف وعديم الكرامة.
مصري
الإثنين، 08-04-2019 09:13 م
هذا طبيعي جدا فما عتاد العميل حفتر الملعون إلا من الشياطين الثلاثة بن زايد و قرينه المنشار و خادمهم الخسيسي جاسوس تل ابيب .
سامي
الإثنين، 08-04-2019 08:10 م
سواراني من قماش حمراواني في معصمي الشيطان وتلميذه لم افهم دلا لاتهما.