هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اعتبرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن حالة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران عقب اغتيال واشنطن الجنرال قاسم سليماني، "تكبح النشاط العسكري الإسرائيلي في سوريا".
وأوضحت الصحيفة في تقرير للخبير الإسرائيلي "عاموس هرئيل"، أنه وبعد أكثر من أسبوع على اغتيال سليماني، بدأ يطفو على السطح دور تل أبيب في العملية.
وأشار "هرئيل" إلى تقرير لـ"أن بي سي"، يفيد بأن "الاستخبارات الإسرائيلية هي التي وفرت معلومات مكملة للأمريكيين بشأن إقلاع طائرة سليماني من دمشق وهبوطها في مطار بغداد منتصف ليلة 3 كانون الثاني/يناير الجاري".
وورد في تقرير آخر لصحيفة "نيويورك تايمز" وصف مفصل لتسلسل الأحداث، أكد أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو هو الزعيم الأجنبي الوحيد الذي تلقى خبرا من الإدارة الأمريكية بشأن تصفية سليماني مسبقا.
ولفتت "هآرتس" إلى أن ما ورد في الإعلام الأمريكي يتوافق مع ما جاء في وسائل الإعلام الإسرائيلية فور عملية الاغتيال، ويتوافق أيضا مع دلالات تصريحات نتنياهو قبيل سفره إلى اليونان.
ورغم إشادة نتنياهو بقرار التصفية وفرض عقوبات أمريكية على طهران وامتداحه للمظاهرات الإيرانية، إلا أنه بحسب الصحيفة، ما زال مستمرا بفرض حظر على وزرائه في ما يتعلق بالحديث عن تصفية سليماني وما يحدث في الخليج.
وأضافت: "يبدو أن حذر إسرائيل شامل، ويكبح النشاطات الهجومية في منطقة الشمال (سوريا)"، مشككة في دقة التقارير التي تحدثت في الأسبوع الماضي، عن هجمات إسرائيلية استهدفت شاحنة للسلاح قرب معبر البوكمال على الحدود السورية، وقالت: "تبدو غير موثقة".
ورأت "هآرتس"، أنه "في حال كانت الهجمات الاسرائيلية قد توقفت حقا، فيجب الافتراض أن الأمر يتعلق بتوقف مؤقت فقط، إلى حين اتضاح الصورة بين واشنطن وطهران"، معتبرة أن "الهزة التي أحدثتها عملية اغتيال سليماني في هذه الاثناء، أدت لتداعيات غير متوقعة".
اقرأ أيضا: "يديعوت": بهذه الحالة ستبادر إيران لحرب مباشرة مع إسرائيل
وأشارت إلى أن "إيران أرادت عرض إطلاق الصواريخ على القواعد الأمريكية في العراق الأسبوع الماضي، كنهاية لمرحلة الانتقام العلنية على قتل سليماني، ولكن التوتر الذي ساد في نظامهم الدفاعي أدى إلى إسقاط طائرة أوكرانية بواسطة صاروخ أطلق من الأرض، وعندها وجد النظام الإيراني نفسه في وضع محرج، وخرجت مظاهرات ضد النظام".
وذكرت الصحيفة، أن "هناك شكا كبيرا، إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو حتى مستشاروه الأكثر خبرة منه في شؤون الشرق الأوسط قد توقعوا كل ذلك عندما اتخذوا قرار الاغتيال".
وبينت أن "إيران غارقة الآن في مشاكل كبيرة؛ العقوبات الأمريكية الشديدة على النظام، التي بسببها بدأت طهران بسلسلة هجمات عسكرية في الخليج، لم يتم رفعها؛ والاحتجاج الداخلي يثور مرة أخرى، كما أن حالة عدم الهدوء الإقليمي يمكن أن تشعل من جديد الاحتجاج ضد الحكومات في العراق ولبنان".
وقدرت أن "الزعيم الإيراني علي خامنئي، يقع تحت ضغوط متناقضة؛ فمن جهة، إيران لم تنجح في اقناع واشنطن برفع العقوبات، ولم تنتقم بصورة مقنعة لدم سليماني، ومن جهة ثانية، فأي إصابة استعراضية أخرى لأهداف أمريكية، يمكن أن تؤدي إلى رد شديد من قبل ترامب".
ومن جهة ثالثة، "يوجد للمليشيات الشيعية في العراق حساب مفتوح خاص بها على قتل سليماني ورجالها في عملية الاغتيال الأمريكية، ومن غير الواضح لأي درجة ستخضع لتوجيهات طهران، ومن جهة رابعة، تواصل إيران توسيع خرق الاتفاق النووي، وهذه مقاربة تزيد التوتر مع واشنطن فقط".
وتضيف "هآرتس" أن أحد الخبراء البريطانيين الرائدين في الشرق الأوسط، وهو جون جنكينز، تحدث عن في مقال له نشر في "أراب نيوز" عن المعضلة التي وقفت أمام إيران في ذروة حربها مع العراق إبان حكم صدام حسين، وفي نهاية المطاف قرر آية الله الخميني "شرب كأس السم" مثلما وصف ذلك في حينه، وإنهاء الحرب.
وبحسب جنكينز، فقد منح "الاتفاق مع العراق إيران سلاما ودرجة ما من الهدوء"، معتبرا أن "الخيار يشبه في الأساس الوضع في هذه المرة، وفي حال اتخذت إيران قرارا غير صحيح، فكل المقامرات ستكون لاغية".
ويختم التقرير الإسرائيلي بالتأكد أن "قرار اغتيال سليماني، يعتبر حادثة دراماتيكية وتاريخية.. سيتم الشعور بها في المنطقة خلال الأشهر القادمة".