(1)
سيادة الرئيس..
هذا المقال مختلف وفارق.. مختلف في لغته وفي الرجاء منه، ومختلف في رسالته، فهو ليس موجها لك وفقط، لكنه موجه إلى كبار المسؤولين الذين يشاركونك المسؤولية في هذه الأزمة النادرة في تاريخنا الحديث وفي تاريخ العالم، بعد أن اصبح قرية صغيرة مهددة بحريق كبير.
لا يفوتني أولا أن أطمئن على صحتك، وأدعو الله أن يزيل الغمة عن
مصر وأن يجعل من الأزمة فرصة سانحة للمراجعة والتصويب. فليس غريبا على الإنسان أن يراجع نفسه ويصححها وقت الخطر، فالأزمات تجلي النفوس وتوقظ العقل، وشبح النهايات يعلمنا أن ما نتحارب عليه زائل، وتقربنا من الصالحات الباقيات، وأنا أرغب في الاقتراب من هذه النقطة معك، كمدخل للتفكير في الأزمة التي تمر بها مصر كمعظم دول العالم.
(2)
اسمح لي يا سيادة الرئيس بالإطالة، وكتابة التروي، ربما لأنني أراها مناسبة أكثر لنوع من الاستقبال الهادئ والعميق، لذلك لا أريد أن أتسرع وأبدأ بمطالبات شاعت مؤخرا عن ضرورة الإفراج عن السجناء السياسيين، وتخفيف تكدس السجون عموما، أسوة بتخفيف التكدس في المدارس والمولات والشوارع والمقاهي وكل مكان، تجنبا لمخاطر العدوى التي تهدد استقرار الدولة والمجتمع معاً، لهذا لن أتحدث في السياسة، ولن أخاطبك كمعارض يخاطب رئيسا أفسد حياته وحجب كلماته. سأخاطبك كإنسان ورئيس معاً، خاصة وأنني لا أحمل أي ضغينة ولا كراهية للإنسان، فأنت مقدر كمواطن ورب اسرة وضابط، ولك مني كل الدعم والاحترام في حياتك الطبيعية، لأن خلافي ينحصر مع الرئيس ولا يمتد للإنسان. وأرى يا سيادة الرئيس أن أسلوب الحكايات الهادئة والمعلومة غير المباشرة قد يكون أنسب لاتخاذ القرار السليم بلا شبهة عناد، أو إحساس أناني بانكسار إرادة أو انتصار طرف على طرف، لأن كل المصريين في هذه المحنة سواء، يتعرضون لنفس الخطر، ولنفس الاحتمالات، وبالتالي يجب أن ننظر للأزمة وطرق علاجها والعبور منها، بنظر جديدة يلائمها.. ألا تلاحظ مثلا أن أزمة الوباء قد غيرت خريطة الكلام العام، وقللت من اهتمام الإعلام والناس بقضايا كانت مطروحة بقوة عن الإرهاب السياسي وخطر المعارضة على هدم الدولة، وما إلى ذلك من قضايا خلافية أسقطها الفيروس بإنذار مباغت؟
(3)
الدرس هنا أننا يمكن أن نعيد تنظيم المجتمع على أسس جديدة، فنختار الكلام المفيد لحياتنا أكثر، ونخوض المعارك الأصح والأنفع، ونتجنب الاستمرار في استهلاك مقدراتنا ونفوسنا في حروب داعس والغبراء دفاعا عن شيء يمكن التغاضي عنه، فيكون ذلك التغاضي أسلم وأعقل. والحقيقة يا سيادة الرئيس أن كل ما أقوله ليس كلاما جديدا عليك، فمعظم الكلام تسمعه وتعرفه، لكنني كما تعودت أن أهتم أكثر بإعادة ترتيب وتنظيم الكلام للخروج منه بنتائج مختلفة.
وحتى هذه المهمة ليست جديدة، فقد صاغها الجاحظ في مؤلفاته ليخبرنا أن الشعر والشتائم من نفس اللغة، مع أنهم بنفس الحروف والألفاظ، لكن مع اختلاف الترتيب. والمقصود هنا يا سيادة الرئيس هو أن نعيد ترتيب ما لدينا، ونحاول أن نصنع منه أملا جديدا، وأمانا مقيما، ومستقبلا أفضل، ومجدا لك ولشعبك يباهون به الأمم، كما بدا ذلك المجد المبهر في أيام يناير عندما حيا العالم سلمية الشباب وإصرارهم على التغيير. وقد وافقتهم سيادتك حينها وبعدها، وإن اختلف الجميع نتيجة عدم التوافق في أمور لا تزال محل التباس، ومحل صراع، ومحل تنازع وتباغض لن يفضي إلى خير.
لذلك كما يفعل الأولاد الصغار بنفس المكعبات، مرة يصنعون منها بيتاً، ومرة يصنعون شجرة أو هرما أو قطارا، ونحن نريد أن نصنع معاً خيرا جديدا لمصر ومجدا لك (كحاكم وكإنسان) عن طريق صناعة شيء جديد من نفس المكعبات التي لدينا، حتى لو كانت تلك المكعبات هي الفقر والانقسام والوباء والمؤامرات التي تتربص ببلدنا الحبيب.
(4)
سيادة الرئيس..
لقد استأذنت في الإطالة من أجل كتابة إنسانية رحبة غير متعجلة، وحتى لا تكون الصياغة تلغرافية مقتضبة توحي بالطلب أو التحذير أو التهديد أو تفدم رسالة خاطئة وغير مقصودة، لهذا أقترب من عفوية الدردشة والحكي الرمزي أحيانا، وإن كنت أعرف بحكم أحاديثي المستفيضة عنك مع الأستاذ هيكل رحمة الله عليه، أنك تحب القراءة ولا تمل منها، ولديك نفس طويل في تقصي المعرفة، لهذا سأبدأ معك بالعنوان:
لماذا "حبة قمح واحدة"؟
ولماذا يحمل المقال رقم (1+) برغم أن هناك رسائل قد سبقته؟
أبدأ الإجابة بالشق الثاني من السؤال، وخلاصتها أن المقال فاتحة لأمل جديد ولغة جديدة، إذا أراد الله أن نفتح لمصر صفحة التوافق ومواجهة المخاطر وبناء دولة عفية ومجتمع واع متماسك، لهذا أتنازل عن أي تحرش أو احتكاك في خطاب المعارضة الخشنة، وأبادر بمد اليد والاستعداد لصفحة تشاركية تضم كل مصري، وتتحمل خلافات الرأي في حدود الديمقراطية الآمنة ودولة القانون.
أما الشق الثاني فهو المقال كله، وهو الأمل والمجد العظيم والنجاح الكبير الذي لا آخر له، ومن هذه النقطة أبدأ الحكايات، وأثق في أنك قادر على التقاط ما فيها من معان ومطالب ومناقب، إذا كان لك ولبلدنا فيها خير وسلام وأمان.
(5)
لن أحدثك يا سيادة الرئيس في السياسة ومطالب الأحزاب والسياسيين وأهالي السجناء.. سأحدثك عن الشطرنج، فأنا مغرم بلعبة الشطرنج منذ سنوات الصبا الأولى، وله معي حكايات وذكريات واستراتيجيات لا تزال تحكم تفكيري وقراراتي حتى اليوم، وأرى أن الشطرنج مناسب لبناء العقول الاستراتيجية، حتى أن جنرالات الحروب كانوا يدرسونه بشكل إلزامي في الأزمنة القديمة. وكان الخلفاء المسلون يهتمون بلاعبي الشطرنج ويكرمونهم كثيرا، ويحكى أن هارون الرشيد أراد أن يكافئ اللاعب الأول في بغداد بعد إظهاره مهارات كبيرة، فقال له: اطلب ما تشاء، وطلبك مجاب.
قال اللاعب: حبة قمح واحدة في أول خانة من رقعة الشطرنج.
سأله الخليفة متعجباً: حبة قمح واحدة فقط؟
قال اللاعب: مع مضاعفتها في المربع التالي لتصير اثنتين، ثم أربعة، ثم ثمان، وهكذا حتى المربع الأخير رقم 64.
قال الخليفة لوزيره ضاحكا: امنح هذا القنوع ما طلب.
ولما غاب الوزير سأل عنه الخليفة، فجاء منزعجا وقال له: إن خزائن الخلافة كلها لا تكفي ما طلبه الرجل!
ذهل الخليفة من هول ما سمع عند عرض الأرقام عليه، فقد كانت توازي ألف ضعف إنتاج العالم كله من القمح في زماننا هذا.
على كل حال ياسيادة الرئيس الحكاية تروى بأكثر من رواية كالعادة في تراثنا، ومنها ما ينسبونه خطأ إلى شخص هندي يدعى "سيتا" يقدمونه كمخترع للشطرنج، لكن الحقيقة أن الحكاية كلها مجرد أمثولة رياضية، أحسب أن القرآن الكريم عبر عنها أجمل تعبير في قوله تعالى: "مَثَلُ الذين يُنفقون أموالَهم في سبيل الله، كمثل حبة أنبتت سبعَ سنابل، في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء"، وأنا أدعوك لتغرس هذه الحبة.. حبة قمح واحدة، ولننتظر حصاد الخير بإذن الله.
(6)
المضاعفة في الخير كنز عظيم طبعا، كما أن المضاعفة في الشر كارثة عظمى، وأعتقد أن التقارير التي عرضت عليك في أزمة
كورونا تتعلق كلها بخطر نفس المتوالية في مضاعفة أرقام العدوى، ومن هذا الخوف لجأ العالم إلى أسلوب التقييد والحظر والعزل، لأنهم حسبوا عدد الإصابات بالفيروس بنفس طريقة حبة القمح التي طلبها لاعب الشطرنج، حتى أن هذه المتوالية هي التي أجبرت ترامب على تعديل مواقفه، واتخاذ إجراءات مشددة في مواجهة الفيروس.
لقد ظهر الفزع خطيرا بعد حساب مضاعفات أرقام العدوى التي يمكن أن تحدث بسبب مصاب واحد يتحول إلى اثتين، ثم أربع، ثم... ملايين ملايين. كان ترامب يضع في حسبانه الخسائر التي يمكن أن تنتج عن الحظر وتعطيل مصالح الدولة، وناقش فكرة الاحتواء بمعنى استمرار الحياة بطبيعتها ثم احتواء الفيروس وعلاج المصابين، لكن الخبراء وضعوا أمامه معادلة "الانفجار الرهيب" والأرقام المذهلة للمصابين المحتملة في وقت واحد، وهذا يقتضي حسب "نظرية العرض والطلب" التي تشكل جوهر الاقتصاد الرأسمالي، أن تتمكن إدارة ترامب من توفير مستلزمات العلاج لهؤلاء المرضى في الوقت نفسه. وتبين أن ذلك مستحيل، لأن الأعراض تحتاج إلى أجهزة تنفس صناعي تحت ضغط الأكسجين، وأجهزة أكسدة خارج الجسم لا يتوفر منها واحد على الألف من الأعداد المحتمل إصابتها إذا ظل المجتمع يمضي بطبيعته بدون ضوابط وعزل، بالإضافة إلى أن الدواء غير متوفر، وفي حال توفره لا يمكن إنتاجه بما يجاري مضاعفات العدوى، وبالتالي فإن الحل يبدأ بالوقاية من "الانفجار الرهيب".
(7)
"الانفجار الرهيب".. هذه كلمة السر التي دفعت العالم لاتخاذ هذه الإجراءات الاحتياطية غير المسبوقة، لأن الانفجار سيحدث في لحظة مكثفة ومن غير استعدات تكفي، حتى في أمريكا نفسها ونظامها العلاجي، وهو الحال في أوروبا أيضا.. لا أحد يستطيع مواجهة "البيج بانج"، والمصطلح هذه المرة ليس من الشطرنج لكنه نظرية في الفيزياء تفسر نشأة الكون عن طريق انفجار كبير لنواة مغلقة وفائقة الكثافة والحرارة. وهذه النظرية ليست موضوعنا، لكن موضوعنا هو الجانب المعاكس منها، وهو "انفجار النهاية" لا "انفجار التكوين"، فالعالم قد ينتهي بالبيج بانج كما بدأ به حسب نظرية لوماتر.
أؤكد بكل الود أن حديثي عن "البيج بانج" ليس تهديدا أو تخويفا بانفجار داخل السجون نتيجة خوف أو تمرد أو ضحايا محتملين للفيروس، لكنه قراءة طبيعية ومستقبلية للأحداث، يمكننا من خلالها معرفة كيف تتوفر الظروف، وكيف تحدث الانفجارات بشكل يبدو منطقيا وطبيعيا. وقد عاصرت ذلك سيادتك وتابعته بنفسك أثناء ثورة يناير: من كان يصدق انفجار السجون بالشكل الذي حدث؟ ومن هو المسؤول الحقيقي عن خروج أو هروب آلاف السجناء في ظروف لا يسيطر عليها أحد؟
لذلك لا نريد تكرار نفس الظروف والمقدمات، حتى لا تتكرر نفس الحالات والنتائج، فحالة الوباء تشبه حالة الثورة في مظاهر جماهيرية عدة، مثل الحظر والترقب والتركيز الجماهيري وسيطرة الموضوع على أذهان الناس في لحظة واحدة. لا شك أن هذا التكثيف مخيف، فهو يرفع درجة حرارة أي مجتمع ويساعد على انفجار الأماكن المغلقة في لحظة ما، وبالتالي لا بد من التفكير الاستباقي ودراسة الاحتمالات الممكنة، حتى لو كانت نسبتها ضعيفة، لأن التوالد والمضاعفة في مثل هذه الحالات، يكون انشطاريا ومعدياً ومتفشيا بين الناس بشكل خارج عن السيطرة.
(8)
في مقابل احتمال "البيج بانج" تأتي حالة أخرى أعود بها إلى الشطرنج ودروسه، وهي حالة "الزجزفانج". واسمح لي سيادتك بتخفيف توتر اللحظة بحكاية من الذاكرة تستدعي سيرة الأديب الراحل فتحي غانم رحمة الله عليه، فهو أول من سمعت منه مصطلح "زجزفانج". كنا في بيته القريب من شيراتون على نيل العجوزة، وكنا نلعب الشطرنج عادة بعد أن أنتهي من تسجيل سلسلة الذكريات والانطباعات التي بدأتها معه عن الصحافة والسياسة في زمانه، وذات مرة تأخر كثيرا في النقلة، فسألته متحرجا: هل تعبت؟
قال: زجزفانج.
نطقها النطق الصحيح بالألمانية، لأنها شائعة عند محترفي الشطرنج بالإنجليزية "زجزوانج"، وهي تعني أن وضع القطع آمن وسليم إذا لم تتحرك من مكانها، فإذا كانت عليك النقلة، فإنها تفتح الثغرة الوحيدة الباقية لموت الملك. وخطورة هذا الوضع الاستاتيكي أنه لا يمنح الفرصة ابداً لحركة صحيحة وآمنة، بل يؤدي إلى حركة إجبارية قاتلة، هذا الإجبار يسميه الفرنسيون في الشطرنج "فورسيه"، أي حركة بالقوة، أو النقلة الوحيدة المتاحة التي لا بد أن يلعبها اللاعب مرغماً. وأنا لا أحب أن نمضي غافلين إلى وضع "الزجزفانج" يا سيادة الرئيس، ولا أحب أن نذهب إلى النقلات الإجبارية المؤذية ونفعل مضطرين ما كان ينبغي أن نفعله باختيارنا في الوقت الصحيح والمناسب.
(9)
أعلم أن قرار إخلاء سبيل أعداد كبيرة من السجناء في وقت قصير ليس سهلا، وأن مقام الدولة وهيبة القانون تقتضي أن تكون هناك دراسة للخطوات والحيثيات، وأن يكون هناك تصور للتعامل مع وضعية السجناء، فهم ليسوا سواء في الخطورة على المجتمع، وليسوا سواء في العقوبة، لذلك لا أطالب بفتح السجون والضابط يطلع يقول "ياللا يا رجالة على بيوتكم"، لكنني لا أحب أن نهمل وننتظر حتى يحدث الانفجار. وأعتقد ان الملف موجود على مكتب سيادتكم، ولا أريد أن أستطرد في ذكر قرارات مثيلة في عدد من الدول، لكنني أعتقد أن الإعلان عن التعامل التدريجي مع هذا الملف سيفتح باب الحوار المغلق مع القوى السياسية ومع المجتمع المحتقن، ويقدم بادرة إيجابية عظيمة تحتاجها مصر الآن وبشدة، علينا جميعا أن نتكاتف ونتحمل المسؤولية بشكل مشترك.
وأنت تعلم يا سيادة الرئيس أن المحارب الحق يخلع "الرُتَبْ" أثناء الحروب، ويشارك الجنود طعامهم وأحلامهم وآلامهم. وأقول لك بكل صدق يا سيادة الرئيس إنني لا أملك ما تملك من معلومات، ولا أستطيع أن أقول لك: افعل كذا وكذا، فهذه قرارات تستوجب الدراسة، وأعتقد ان الفئات الأولى التي يجب إطلاق سراحها هي فئات المحبوسين احتياطيا، وكل من لم يثبت عليه حكم في قضايا إعلامية أو سياسية تتعلق بالرأي والمعارضة السياسية. ولا أطالب أبدا بإطلاق سراح فئة القتلة والثابت في حقهم ارتكاب سرقة بالإكراه أو اعمال عنف وترهيب للمجتمع، لكن القضايا السياسية بجملتها ينبغي إعادة النظر فيها قانونا بعد الإفراج النهائي أو المشروط، حسب رأي النيابة العامة، ويمكن تطبيق الحظر، والإقامة الإجبارية، وفرض الحراسة التأمينية على منازل بعض المفرج عنهم ممن تتخوف الأجهزة من عودتهم لأنشطة تهدد سلام المجتمع، خاصة وأن الحظر في البيوت الآن يقترب من ظروف السجن الاحتياطي وبتكلفة أقل على وزارة الداخلية وموازنة الدولة، والأهم بتكلفة أقل في تحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية التاريخية أمام العالم، ولا ننسى المسؤولية الأعظم عن أرواح الناس أمام خالقهم يوم العرض.
(10)
سيادة الرئيس..
لقد قلت ما عندي بود صادق ونفس صافية وأمل كبير في خير بلادي وسلامها، فإن استجبت فقد فتح الله لنا باب الخير، ومنحنا النعمة من قبل المحنة، فليرشدك الله إلى الخير، لعله جاء بك وادخرك لنفع بعد غبن، وعدل بعد ظلم، فكن أهلا لها تسلم ونسلم أجمعين.
والسلام والرحمة من رب العالمين.
[email protected]