هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت
إيران عن سعيها لتحسين العلاقات بين تركيا والنظام السوري، وقال وزير خارجيتها حسين
عبد اللهيان إن زيارته إلى دمشق تهدف إلى تعزيز خطوات إحلال السلام في المنطقة، في
الوقت الذي يقلل فيه مراقبون من حظوظ نجاح المسعى الإيراني.
يأتي
ذلك في الوقت الذي تتزايد فيه حدة التهديدات التركية بشن عملية عسكرية في الشمال السوري
ضد تنظيمات كردية مصنفة على قوائم "الإرهاب".
من جانبه،
يشكك الباحث المختص بالشأن الإيراني ضياء قدور بالنوايا الإيرانية، ويقول: "هي
مناورة بهدف لجم غضب تركيا ومحاولة تجنب العملية العسكرية القادمة، لأن طهران غير قادرة
عسكريا على مواجهة أي تقدم تركي، دون وجود مساعدة روسية، وهو الأمر المستبعد".
ويضيف
لـ"عربي21"، أن طهران تريد دون غيرها، استغلال الفراغ الحاصل في سوريا نتيجة
انشغال روسيا بغزوها أوكرانيا.
وحول
حظوظ نجاح طهران، يشير قدور إلى قصف تركيا عبر طائرة مسيّرة أحد مقرات قوات النظام
في مدينة تل رفعت شمال حلب، ويقول: "باعتقادي كان هذا الرد حاسما، وهذه الرسالة
لم تكن موجهة للنظام فقط، بل لطهران، مفادها أن تركيا سترد بشكل حازم في حال قررت الميليشيات
الإيرانية تقديم الدعم للمليشيات الانفصالية الكردية".
وحسب
قدور، فإن تركيا تعلم أن إيران تقدم الدعم للمليشيات الكردية في سوريا وشمال العراق،
بدءا من شمال العراق، مرورا بجبال سنجار، وانتهاء بتل رفعت.
ويبدو
أن طهران تحاول البناء على المحادثات بين تركيا والنظام السوري بخصوص العملية العسكرية
المرتقبة، للانتقال إلى الملف السياسي وفتح قنوات الحوار السياسي المباشر بين أنقرة
ودمشق.
ويؤيد
ذلك، مدير المكتب الإعلامي في "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، ناصر
عزيز، ويربط بين توقيت الحراك الدبلوماسي الإيراني وما يجري على صعيد المنطقة عموماً.
وفي
حديثه لـ"عربي21" يرى عزيز أنه لا يمكن فصل الحراك الدبلوماسي الإيراني الهادف
إلى تقريب وجهات النظر بين تركيا والنظام السوري، عن الأنباء التي تشير إلى احتمالية
تشكيل تحالف إقليمي لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة.
اقرأ أيضا: إيران: نسعى لحل سياسي يثني تركيا عن عمليتها شمال سوريا
وأضاف
عزيز أن طهران تسعى إلى استدامة الهدوء في جبهات الشمال السوري، من خلال فتح حوار بين
النظام السوري وأنقرة صاحبة النفوذ في الشمال السوري، استعداداً منها لتطورات عسكرية
قد تحدث في الجنوب السوري.
أما
الدبلوماسي السوري السابق في واشنطن بسام بربندي فقد أكد أن طهران تعول على نجاحها
بتخفيف المخاوف التركية من التنظيمات الكردية (قسد)، من خلال دخول وانتشار أكبر لقوات
النظام السوري في المناطق الحدودية مع تركيا، وهذا يعني إضعاف "قسد" والنفوذ
الأمريكي.
وأضاف
لـ"عربي21"، أن نجاح ذلك يعتمد على موافقة الولايات المتحدة الداعمة لـ"قسد"،
موضحاً أن "واشنطن تترك الهامش لـ"قسد" في الأمور والتحالفات السياسية،
لكن في الشأن العسكري يختلف الأمر من وجهة نظر واشنطن".
ومن
هنا، يتعين وفق بربندي معرفة الكيفية التي ستتعامل بها واشنطن مع ذلك، متسائلاً:
"هل تفضل واشنطن أن تقوم تركيا بعملية عسكرية محدودة في شرق سوريا، أم تفضل واشنطن
دخول النظام وروسيا إلى المنطقة دون عمل عسكري تركي".
وكان
حسين عبد اللهيان، قد أكد أنه أبلغ رئيس النظام السوري بشار الأسد بالمخاوف الأمنية
التركية، مشيراً إلى أن الأسد عبر عن دعمه لأي حل يعتمد الحوار بمساعدة إيران.
يذكر
أن أنقرة أكدت في أكثر من مناسبة أن الاتصال مع النظام السوري يقتصر على المواضيع الأمنية
التي تخص التهديدات الأمنية المتبادلة فقط.