الأسعار المرتفعة تطغى على وفرة الأضاحي بالضفة وغزة (صور)

يعتصر الألم طبيبا فلسطينيا لعدم مقدرته هذا العام على توفير ثمن الأضحية، رغم وجود الأضاحي على أنواعها بوفرة في الأسواق، لكن أسعارها مرتفعة عن العام الماضي.

الطبيب "أبو حمزة" الذي أحيل إلى المعاش من وقت قريب، ويرعى أسرة مكونة من 8 أفراد، يعيش في شقة بالإيجار، تراكمت عليه الالتزامات الشهرية، وهو يعمل جاهدا من أجل إنهاء تجهيزات شقة تمكن بعد سنوات عمله الطويلة من شرائها، وهي تحتاج إلى استكمال كي تصبح صالحة للسكن، في ظل عدم توفر الكثير من المال في يديه.

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن من بين الأسباب التي حالت دون مقدرته على توفير الأضحية هذا العام، قدوم ضيوف من خارج البلاد إليه والمصاريف العائلية الشهرية ومصاريف الجامعات، ووجود حالة من الغلاء الفاحش في الكثير من الاحتياجات الأساسية، إضافة إلى ارتفاع ثمن الأضاحي.

وأكد الطبيب الذي يقيم في مدينة غزة ويبلغ من العمر 60 عاما، أن راتبه الشهري التقاعدي لا يكفي لكل هذه الالتزامات، لافتا إلى أنه يشعر بحزن شديد لعدم تمكنه من توفير الأضحية هذا العام، وقال: "أنا حزين جدا وغير سعيد، هذه شعيرة دينية كنت ملتزما بها في كل عام، لكني في هذا العام لم استطع تأديتها".

قطاع غزة

وعن الإقبال على الأضاحي وحركة البيع قبل يوم من العيد في غزة، أوضح علي حسن عفانة، وهو تاجر جملة وموزع للأضاحي، أن الإقبال على شراء الأضاحي هذا العام ضعيف وهو أقل من العام الماضي بسبب ارتفاع الأسعار، منوها لـ"عربي21"، إلى أن أسعار العجول مرتفعة جدا رغم الأنواع المتوفرة، ومنها البرتغالي والهولندي والسمنتل والمصري.

لكن صاحب حظيرة لبيع الأغنام في خان يونس جنوب القطاع، هو تاجر التجزئة عاهد كوارع، أكد لـ"عربي21"، أن الإقبال على شراء الأضاحي قبل يوم من العيد رغم ارتفاع الأسعار جيد جدا.

الضفة الغربية

أما بالنسبة للضفة الغربية، فأوضح فرسان أبو زنط، وهو صاحب ملحمة في نابلس، تقوم على تجهيز الأضاحي للمواطنين، أن الإقبال على شراء الأضاحي هذا العام أقل بالثلث تقريبا من العام الماضي، بسبب ارتفاع أسعارها وعدم توفر المال لدى الكثير من المواطنين.

وذكر في حديثه لـ"عربي21"، أن أسعار كيلو الخروف المحلي 11.02 دولار والمستورد 9.09، وأما العجول، البلجيكي 6.61 دولار والهولندي 6.06 دولار، منوها إلى أن هناك زيادة بواقع نحو دولار واحد على كل كيلو عن العام الماضي.

وعن وضع الأضاحي في الضفة الغربية، فأوضح مدير عام التسويق بوزارة الزراعة في الضفة الغربية، أحمد حجاج، أن "احتياج الضفة من الخراف والماعز هو نحو 160 ألف رأس لفترة عيد الأضحى، والمتوفر أكثر من 200 ألف رأس، وأما بالنسبة للعجول، فالاحتياج نحو 20- 22 ألف رأس، وهذا العدد متوفر في الأسواق بزيادة نحو 6 آلاف رأس".

ونبه في حديثه لـ"عربي21"، إلى أنه "رغم توفر الأضاحي في الضفة، إلا أن سلسلة الإمداد أيضا تبقى متواصلة، خاصة في موضوع العجول، لأنها تأتي لنا من الطرف الآخر (الاحتلال)".

وأفاد حجاج، أن الإنتاج المحلي من الخراف والماعز يغطي نحو 85 في المئة من حاجة السوق، ويتم استيراد الباقي من بعض الدول الخارجية المسموح الاستيراد منها ومن بينها الاحتلال.

وبشأن قطاع غزة، أكد حسن عزام، مدير عام الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة الفلسطينية بغزة، أن كميات الأضاحي المتوفرة تسد حاجة القطاع، حيث تقدر حاجة القطاع من العجول بنحو 18 ألف رأس والمتوفر نحو 22 ألفا، أما بالنسبة للأغنام فاحتياج القطاع نحو 20 ألف رأس وهذه الكمية متوفرة".

وعن أسباب ارتفاع الأسعار، أوضح عزام في حديث خاص لـ"عربي21"، أن "الزيادة في أسعار العجول، يرجع إلى أن "الانتاج يتم خارج غزة، وبذلك يتم التحكم في الأسعار من خلال البلد المنتج، وقد تأثرت بارتفاع أسعار الأعلاف بسبب حرب أوكرانيا وتداعيات وباء كورونا، إضافة إلى ارتفاع أسعار النقل، وكل ذلك يؤثر على أسعار استيراد هذه العجول من بلادها الأصيلة".

ونبه إلى أن الزيادة في غزة تتراوح ما بين 1-2 شيكل على كل كيلو، نافيا فرض وزارته أي رسوم أو ضرائب على أسعار استيراد الأضاحي في القطاع، و"عملنا يقتصر على ضمان جودة وصحة الأضاحي المستورة".

وأشار مدير عام الخدمات البيطرية، إلى أن أغلب الاستيراد يتم من أوروبا أو البرازيل من خلال مصر عبر معبر رفح البري، أو من خلال معابر القطاع مع الاحتلال.