دعا ائتلاف
الحقوق الرقمية الفلسطيني، السبت، الحكومة
المصرية إلى التدخل الفوري لتوفير تزويد
قطاع
غزة بخدمات
الاتصالات والإنترنت، الذي فقد بشكل كامل الجمعة الماضية، بسبب
تدمير الاحتلال
الإسرائيلي ما تبقى من البنية التحتية لشبكات الاتصال والإنترنت
في القطاع.
وأكد الائتلاف،
في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، على أهمية قيام الحكومة المصرية بذلك في
أقرب وقت، خاصة "في هذه الأوقات الحرجة التي تستلزم الاتصالات كأداة أساسية
لإتمام عمليات إنسانية طارئة في قطاع غزة؛ حيث تُشكّل الوصولية للاتصالات وشبكة
الإنترنت حقا إنسانيا يعدّ انتهاكه تعديا صارخا على
حقوق الإنسان".
وقال البيان:
"منذ بدء الحرب على غزة، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي جزءا كبيرا من
البنية التحتية لشركات الاتصالات ومزودي الإنترنت في قطاع غزة المحاصر، ما أدى
إلى عمل شبكات الاتصالات في القطاع بنسبة تقل عن 20%".
وأشار إلى أن
"الاحتلال أجهز على ما تبقى من شبكات الاتصالات الجمعة الماضية، حتى انقطعت
شبكات الاتصالات والإنترنت بشكل كامل، مؤديا إلى عزل غزة بشكل كلي عن العالم،
وانقطاع الاتصال بين سكانه، بما فيه عدم قدرة أهالي غزة الاتصال بالإسعاف والدفاع
المدني، وذلك بجانب قطع باقي مستلزمات الحياة الضرورية؛ المياه والكهرباء
والوقود، منذ أسابيع، ما منع سكان قطاع غزة من الحصول على المساعدات الطارئة، وقطع
اتصالهم مع العالم الخارجي".
واستطرد الائتلاف
الحقوقي قائلا: "ناهيك عن ما سببه القطع من إيقاف شبه كلي لكافة الأخبار
والمعلومات التي تهدف إلى فضح جرائم الاحتلال بحق السكان المدنيين والمدنيات الذين
يتعرضون لاستهداف مباشر من قِبل الاحتلال".
وتابع: "يُشكّل
قطع غزة وسكانها عن التواصل بهذا الشكل تعديا واضحا على حقوق الإنسان والحقوق
الرقمية التي تعتبر حقا أساسيا لكل فرد في العالم، وإن استمرار هذا الانقطاع في
الاتصال الذي يتعرض له سكان غزة المتضررين/ات والعاملين/ات فيه من مؤسسات حقوقية
وإعلامية وصحية ودولية عن باقي العالم، سوف يسمح للاحتلال بارتكاب المزيد من
الجرائم الدولية والانتهاكات الحقوقية في منأى عن أعين العالم والمؤسسات الإقليمية
والحقوقية".
وشدّد ائتلاف
الحقوق الرقمية الفلسطيني على "أهمية عمل الحكومة المصرية والمؤسسات
الإقليمية والدولية على تقديم خدمات الاتصال والإنترنت للفلسطينيين/ات في قطاع غزة
بشكلٍ فوري وطارئ، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإعادة شبكات الاتصال والكهرباء
ومستلزمات الحياة في القطاع".
وطالب الائتلاف
وسائل الإعلام والمجتمع الدولي بنقل هذا النداء العاجل، ودعم الجهود المصرية
والإقليمية لاستعادة الوصول إلى الإنترنت وشبكات التواصل من قبل السكان
المدنيين/ات في قطاع غزة.
ودعا الائتلاف
إيلون ماسك وشركته ستارلينك أيضا إلى إدخال الأدوات والتقنيات اللازمة إلى غزة،
وربط السكان جميعا في شبكة الإنترنت التي تعتمد على الأقمار الصناعية، وذلك بعد أن
صرّح الأخير بأنه سيقوم بشبك مؤسسات دولية إنسانية تعمل في قطاع غزة فقط.
كما طالب
الائتلاف، وبشكل عاجل، المجتمع الدولي والأمم المتحدة باتخاذ "إجراءات فورية
وفعالة لممارسة كافة الضغوط اللازمة للتوصل إلى وقف إطلاق نار فوري، وتوفير الحماية
اللازمة لكافة السكان المدنيين، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني، بداية من رفع الحصار
عن قطاع غزة، وإعادة وصل قطاع غزة بخدمات الاتصالات والإنترنت ومستلزمات الحياة
الضرورية الأخرى، والالتزام باحترام القانون الدولي وحقوق الإنسان في قطاع غزة".
وشهدت غزة،
مساء الجمعة، قصفا هو "الأعنف" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، تسبّب
بـ"تدمير مئات المباني كليا"، تزامنا مع توغل بري محدود لليوم الثالث
على التوالي، وقطع للاتصالات والإنترنت بشكل كامل عن القطاع؛ لعزله عن العالم
الخارجي.
وتشنّ إسرائيل
منذ 22 يوما عملية عسكرية في قطاع غزة أطلقت عليها اسم "السيوف
الحديدية"، دمّرت أحياء بكاملها، وأسقطت 7703 شهداء، منهم 3195 طفلا، و1863 سيدة،
و414 مسنا، إضافة إلى إصابة 19743 مواطنا بجراح مختلفة.
وخلال الفترة
ذاتها، قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفق وزارة
الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد على 220 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب
رفيعة، ترغب في مبادلتهم بأكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.