على الرغم من تنوع مبادرات حزب العدالة والتنمية
المغربي في دعم القضية
الفلسطينية، آخرها اتصال دعم وتواصل بين رئيس الحكومة في قطاع
غزة إسماعيل هنية، ورئيس الحكومة المغربية عبد الإله
بن كيران، يرى ناشطون في هيئات داعمة لقضايا الأمة أن مواقف الحزب القوية في دعم فلسطين لم تنعكس على القرارات الحكومية ذات الصلة بالقضية بعد سنتين من قيادته للحكومة.
ففي الوقت الذي بدا فيه محمد رضا بن خلدون، رئيس قسم العلاقات الدولية لحزب العدالة والتنمية، في حديثه لـ"عربي21" متفائلا بالمد التصاعدي لمبادرات الحزب في مناصرة القضية الفلسطينية، اعتبر عبد الصمد فتحي القيادي بجماعة العدل والإحسان، أن حزب العدالة والتنمية لم يطبق حتى الحد الأدنى من مواقفه القوية تجاه القضية الفلسطينية خلال سنتين من قيادته للحكومة الحالية.
وبين هذا وذاك يرى الناشط اليساري أحمد ويحمان، في تصريح لـ"عربي21" أن هناك تباينا في موقف وزارء الحكومة حيال القضية الفلسطينية، فوزير الصناعة والتجارة عبد القادر اعمارة (حزب العدالة) اعتبر في كلمة له في البرلمان، بثت على الهواء مباشرة، التعامل مع إسرائيل أمرا مرفوضا وأنه كيان عزل عنصري.
بالمقابل يضيف رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أن هناك وزراء بالحكومة لا يرف لهم جفن بالجلوس إلى جانب الصهاينة، ومنهم وزير الفلاحة عزيز أخنوش الذي جلس بقرب قائد إسرائيلي وعلم إسرائيل يرفرف بقربه منذ عدة أسابيع بمدينة طنجة شمال المغرب.
وسجل ويحمان في التصريح ذاته، أن القضية الفلسطينية بالمغرب بعد سنتين من تولي العدالة والتنمية قيادة الحكومة، ما تزال في الوجدان الشعبي كما هي قضيته الأولى.
وأعرب ويحمان عن أمله في أن تتخذ الحكومة مواقف أكثر صرامة خصوصا من طرف "العدالة والتنمية" كما هو موقفهم في الشارع، "حيث ما يزالون في طليعة مناهضي الاختراقات الصهيونية والمتصدين لها"، مضيفا "ومع أننا نستحضر الإكراهات لا يمكننا تفهم التراخي الحاصل في عدد من المواقف من طرف الحكومة".
من جهته أكد محمد رضا بن خلدون عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن مواقف الحزب يشهدها العالم في دعم قضايا الأمة العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأن هذا مجال لا يمكن المزايدة على الحزب فيه، وعدد في هذا الصدد العديد من المبادرات التي قام بها الحزب منها تبني الحزب مقترح قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل، وقيامه بدور الوساطة بين حركتي فتح وحماس.
كما ذكر البرلماني بن خلدون، بمبادرات عدة خلال السنتين المنصرمتين منها الزيارة "التاريخية" لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لمؤتمر الحزب الأخير، والمشاركة في الكثير من الوقفات والمسيرات التي تكون مشاركة الحزب فيها أساسية وعلى مختلف المستويات، فضلا عن مشاركة قيادات الحزب في قوافل مختلفة لغزة منها مبادرة سفينة الحرية التي كان احتجز على إثرها برلماني من الحزب من طرف إسرائيل.
عبد الصمد فتحي، رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، التابعة لجماعة العدل والإحسان، قال لـ"عربي21" إنه ينبغي التمييز بين أداء الحزب ذي المرجعية الإسلامية وارتباطه بحركة التوحيد والإصلاح فمواقفه مشرفة ومعتبرة، مستدركا أنه "على مستوى قيادته للحكومة فإنه لم يستطع ترجمة حتى الحد الأدنى من تلك المواقف التي يعبر عنها ويتبناها".
فتحي زاد على ذلك بالقول إنه سجل خلال السنتين الأخيرتين ارتفاعا مهولا في حجم التطبيع والحضور الإسرائيلي بالمغرب على مختلف الأصعدة والمستويات، مفسرا ذلك بكون الذي يحكم في المغرب هو الملك محمد السادس وليس الحكومة.
إلى ذلك أفاد المركز الفلسطيني للإعلام بداية هذا الأسبوع إلى أن رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران، أكد لإسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة أحقية المقاومة الفلسطينية في التصدي للعدوان الإسرائيلي على كامل التراب الفلسطيني.