هاجم عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة
المغربية، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية الأحد، بمدينة سلا قرب العاصمة الرباط، كلا من دولتي إيران والجزائر والأمير
مولاي هشام ابن عم العاهل المغربي الملك محمد السادس، وذلك خلال لقاء للكتاب الجهويين لحزبه تحت عنوان "استكمال مسار الإصلاح رهان الديمقراطية والتنمية".
ابن كيران قال "إن الإيرانيين أخطأوا عندما أردوا تصدير الثورة لبلدان أخرى وإنهم يفعلون ذلك منذ عقود فأي ثورات يصدرون؟". وأضاف متسائلا: "هل تصدير الثورة هو خلق الفتنة في الحج"، وأردف: "إنهم يصدرون الخراب والدمار منذ الثورة وإلى اليوم وهم الآن في مأزق". وزاد ابن كيران: "هذي نصيحة إذا أرادو الإيرانيون القبول.. لو أقاموا العدل والحريات والديمقراطية الحقة لوصل ذلك لكل العالم".
وضمن حديثه عن تقدم الإصلاحات بالمغرب مقارنة بدول عربية وحتى أوروبية، قال إن الجزائريين يخافون من فتح الحدود مع المغرب، "لأن عموم الجزائريين المحرومين سيقولون: كيف وصل المغرب إلى هذا المستوى من التقدم، بعد اطلاعهم على أوضاعه عن قرب؟ وأنهم سيتساءلون بالقول: كيف هم أحسن منا على الرغم مما نتوفر عليه من ثروات تحت الأرض، وعلى الرغم من أن المغرب عليه ديون؟ ذلك على عكس من يأتون إلى المغرب بالطائرات لكونهم من الفئات الميسورة وهم يقارنون المغرب بأوضاعهم في الجزائر".
وكشف ابن كيران في اللقاء ذاته، أن دولا أوروبية تغبط المغرب على ما هو فيه، وقال إن مسؤولين من فرنسا قالو له إنا نغبطكم على
مستوى النمو عندكم والذي فاق الـ 4 بالمائة، ونحن بالكاد يتجاوز
النمو لدينا الـ 2 بالمائة، كما قال بهذا الصدد إن القائمين على التسيير في فرنسا يعانون موجة سخط شعبي عارم.
وتعد هذه المرة الأولى من نوعها التي يهاجم فيها ابن كيران الأمير مولاي هشام ابن عم الملك محمد السادس، بالقول إن الملكية كانت دائماً وسطا بين أصحاب التحكم وبين الإصلاحيين بالمغرب، "وأنا لا أرد على الأمير مولاي هشام، وإذا أراد أن أرد عليه فليتنازل عن لقبه الأميري، فأنا لا أعلق على الأمراء، ولكن أقول إنه عندنا في المغرب
العائلة الملكية وليس العائلة المالكة، ونحن نعرف مالكا واحدا وليس الأمراء، وهذا كلام ينبغي أن يفهمه مولاي هشام وغيره"، وذلك تفاعلا منه مع كتاب الأمير المنبوذ الذي أصدره مولاي هشام قبل أسابيع وأثار ضجة بالمغرب.
وزاد ابن كيران في ذات السياق، مخاطبا الملك: "إن العلويين مشكورون لأن فئة منهم فقط في الواجهة وجزء مهم منهم مواطنون عاديون، وإن هذا أمر جوهري بالمغرب، فهل العائلة الملكية التي عمرها قرون سيكون قوامها ستون شخصا فقط؟".
وقال: "أحيي الدولة التي لم تمنع كتاب مولاي هشام، وهو كتاب لا أثر له في المجتمع مهما بيع منه من النسخ، ومثل هذا الكتاب لم يكن يُتصور دخوله للمغرب في وقت سابق، وأنا مع الحريات على إطلاقها، ومن خالف القانون يعاقب، ولا شيء أصبح يخيف الاستقرار والملكية بالمغرب، فعندنا حتى من يعلن انفصاله ويطالب بإسقاط النظام، لكن الأغلبية الساحقة حسمت أمورها".