بكر طالب ملك الأردن بأن يثبت عروبته وإسلامه وأن يكون مثل صلاح الدين ـ أرشيفية
أكد أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن محمد عواد الزيود اعتقال القيادي في الحركة الإسلامية محمد سعيد بكر، بتهمة تقويض نظام الحكم.
وانتقد الزيود في تصريح لـ "عربي21" استمرار الاعتقالات على خلفية التعبير عن الرأي، مطالبا بالإفراج عن بكر سريعا والتوقف عن "الاعتقالات السياسية".
واستهجن قيام الأجهزة الرسمية باعتقال أحد علماء الأردن، معتبرا أنه "من غير المعقول أن يتم اعتقال العلماء والنشطاء استنادا إلى مواقفهم التي عبروا عنها خلال احتفالات الأردنيين بانتصار المقاومة في غزة على العدو الصهيوني" .
ورأى "العمل الإسلامي" أن "الأصل إتاحة الفرصة للناس ليتحدثوا ويعبروا بحرية مطلقة عن وجهات نظرهم، وعدم توجيه تهم جاهزة لهم على خلفية سياسية".
وقال الزيود: "الأنظمة المستقرة لا يهددها خطبة في مهرجان ولا تعبير عن الرأي في فعالية من الفعاليات".
وقال عضو المكتب التنفيذي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، مراد العضايلة، إنه "تم توقيف عضو مجلس شورى الجماعة محمد سعيد بكر من قبل الادعاء العام (النيابة)، على خلفية خطابات سياسية ألقاها في مهرجانات أقامتها الحركة الإسلامية نصرة لقطاع غزة أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير".
وأضاف العضايلة، أن شقيق بكر اتصل به وأبلغه أن المدعي العام لمنطقة ماركا جنوبي العاصمة الأردنية أوقف شقيقه عند الخامسة عصر اليوم الإثنين بتوقيت عمان بعد أن طلب الحضور إليه.
ومضى قائلا: "نفضل معرفة ملابسات القرار بدقة لمعرفة ما إذا كان الهدف منه هو البدء في حملة مضايقات لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن من عدمه".
وتابع العضايلة أن "أعضاء في الجماعة سيتواصلون مع الجهات الرسمية لمعرفة أسباب وخلفية الاعتقال".
ولم يصدر تعليق من السلطات الأردنية على توقيف القيادي الإخواني.
وقال عامر بكر، الشقيق الأصغر للمعتقل، إن "المدعي العام وجه إلى محمد تهمة التحريض على النظام من خلال الخطب والمحاضرات التي يلقيها، وقد تم تحويله إلى محكمة أمن الدولة للنظر في قضيته".
فيما استبعد علي أبو السكر، نائب أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسي لجماعة الإخوان)، أن يكون هذا الإجراء مقدمة لحملة رسمية ضد الإخوان في المملكة.
وقال أبو السكر إن "الظروف غير مواتية لمثل هذه الحملات، ونأمل في انتهاء قضية بكر في أقرب وقت، خاصة أن النظام الأردني استوعب الكثيرين في مراحل سابقة، وقادر على التعامل بحكمة مع مثل هذه الملفات".
وكان بكر انتقد في مهرجان أقيم بالعاصمة عمان لنصرة غزة، الموقف الرسمي الأردني من الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني، معتبراً أنه "لا يرقى لموقف الشعب".
كما أنه انتقد في إحدى المسيرات بالعاصمة في تموز/ يوليو الماضي الرعاية الأردنية للمقدسات الإسلامية في القدس، مشيرا إلى أنها تتعرض يوميا للاقتحام والتدنيس الإسرائيلي، ومعتبراً أن الموقف الأردني لا يجب أن يقتصر على استقبال بضعة جرحى للعلاج.
وزاد بكر بالقول موجهاً حديثه إلى العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني: "هذه فرصتك لتثبت عروبتك وإسلامك. كن كصلاح الدين وسنكون معك ومن خلفك".
ويشغل بكر مواقع قيادية في جماعة الإخوان، فهو أحد أعضاء مجلس الشورى، وعضو في مجلس علماء الأردن وعضو بمجلس إدارة جمعية "المحافظة على القرآن الكريم" في الأردن، وعضو جمعية الحديث الشريف، ويحمل درجة الدكتوراه في الحديث الشريف من جامعة العلوم الإسلامية العالمية في الأردن، وهو باحث ومدرب ومدير برامج في العمل الخيري والقرآني والقطاع العام.
وكان رئيس وزراء الأردني، عبدالله النسور، قال في تصريحات له الشهر الماضي، إن بلاده لا تفكر في عزل أو حظر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن.
وجاءت تصريحات النسور بعد خروج تقارير صحفية محلية عن وجود مقترح على طاولة مؤسسات صناعة القرار بالأردن يقضي بحظر الجماعة.
وقال النسور: "نضمن للإخوان حق العمل في البلاد بطريقة قانونية، لكن تصريحات صدرت عن الجماعة مؤخرا أثارت استهجان الشعب الأردني بمختلف مستوياته"، مضيفا أن "توجيه الجماعة اللوم للأردن والتشكيك في علاقته بالقضية الفلسطينية أمر لا يخدم أي أحد".
وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، شن الجيش الإسرائيلي، على مدى 51 يوما (خلال شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس الماضيين)، حربا على غزة، أودت بحياة 2148 فلسطينيا وأصابت أكثر من 11 ألفا آخرين بجراح، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، فضلا عن دمار مادي واسع.
فيما قتل 68 عسكريا و4 مدنيين إسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وأصيب 2522، بينهم 740 عسكريا، بحسب بيانات إسرائيلية رسمية.