ذكرت وسائل إعلام
إسرائيلية أن نجاح جيشهم في تصفية قيادات عسكرية لحزب الله في
الجولان، الأحد، جاء نتاج قدرة الاستخبارات على اختراق الحزب وجمع معلومات عن تحركاته من مصادر موثوقة داخله.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الاثنين، عن مصادر عسكرية قولها إن هناك ما يؤشر على أن محمد شوربة، الذي يوصف بأنه "الرجل الثاني" في وحدة العمليات الخارجية التابعة لحزب الله، والمعروفة بـ "وحدة 910"، الذي أكد الحزب أنه ألقى القبض عليه بتهمة التخابر مع إسرائيل، لم يكن الوحيد الذي زود إسرائيل بمعلومات حساسة، وأن هناك مصادر بشرية أخرى.
وأشارت المصادر إلى أن تمكن إسرائيل من تحديد تحركات قيادات ميدانية كبيرة في
حزب الله واستهدافها بالضبط، يدلل على أن هناك قدرا كبيرا من الاختراق الاستخباري الذي سمح بـ"نجاح" العملية.
من ناحية ثانية، تفاوتت وسائل الإعلام الإسرائيلية في تحديد هوية القيادات الميدانية التي استهدفت، حيث اعتمدت جميع وسائل الإعلام الإسرائلية بشكل خاص على ما بثته قنوات التلفزة ووسائل الإعلام العربية في تحديد هوية القيادات المستهدفة، وتحديدا قناة "العربية" التي سارعت لذكر أسماء أشخاص قالت إنهم كانوا من بين القتلى.
وقال المعلق العسكري في قناة التلفزة العاشرة الإسرائيلية، ألون بن دافيد، إنه باستثناء جهاد، نجل عماد مغنية قائد الذراع العسكرية لحزب الله الذي اغتالته إسرائيل قبل أربع سنوات، وتأكد مقتله في الهجوم، فإنه لا يمكن التأكد من أي اسم آخر.
وعلى حسابه على "تويتر"، أوضح بن دافيد صباح اليوم أن حزب الله وحده هو الذي بإمكانه تحديد هوية الأشخاص الذين استهدفوا في الهجوم.
من ناحية ثانية، رجحت صحيفتا "إسرائيل اليوم" و"معاريف" أن يكون الهجوم الذي ينسب لإسرائيل قد جاء بفعل توفر معلومات حول نية القيادات المستهدفة الإعداد لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية انطلاقا من الجولان.
وزعمت صحيفة "معاريف" أن
جهاد مغنية تحديدا كان المسؤول عن جبهة الجولان في حزب الله، وأنه كان يعكف على إعداد عمليات لاستهداف إسرائيل.
وفي سياق متصل، رجحت محافل إسرائيلية أن يقوم حزب الله بالرد على الهجوم الإسرائيلي، لكن بشكل لا يفضي إلى مواجهة عسكرية شاملة.
وذكر موقع "واي نت" الإخباري الاثنين، أن حزب الله ليس بإمكانه أن يتجاهل العملية الإسرائيلية، سيما بعد تهديدات أمينه العام حسن نصر الله لإسرائيل مؤخرا.
وتفاوتت التقيمات الإسرائيلية حول نوع ومكان وتوقيت رد حزب الله على عملية الاغتيال.
فقد رجح المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، أن يكون الرد عبر تنفيذ عملية ضد قوات الاحتلال في منطقة "مزارع شبعا"، على اعتبار أن الحزب يعتبر المنطقة "محتلة"، وبالتالي فإنه ينطلق من افتراض أن هناك شرعية لاستهداف قوات الاحتلال المتمركزة هناك.
من ناحيتها نوهت صحيفة "إسرائيل اليوم"، إلى أن هناك احتمالا بأن يرد حزب الله بالمس بأهداف إسرائيلية في الخارج من دون ترك أثر يدلل عليه، حتى لا يوفر لإسرائيل مسوغا للرد.
وفي السياق ذاته، رجح المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت" رون بن يشاي، ألا يتجه حزب الله لشن مواجهة شاملة، بدون الحصول على ضوء أخضر
إيراني، منوها إلى أن إيران لا يمكنها أن تمنحه هذا الإذن حاليا.
وأوضح ين يشاي أن إيران معنية بأن يتم توظيف ترسانة حزب الله من الصواريخ في ضرب إسرائيل، في حال أقدمت عل قصف المنشآت النووية الإيرانية، وليس قبل ذلك.